|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحزن المُدمر، البشارة والكرازة المفسدة للنفس
حينما انحصرنا في أنفسنا وركزنا على أفعالنا، لم نرى سوى الموت الذي سرى فينا فرأينا عدم استحقاقنا أمام أعيننا كعبيد واقعين تحت الدينونة، واصبحت معظم ترانيمنا ميالة لطابع الحزن الذي يحمل الكآبة، لأننا صرنا أجنبيين عن فرح الرب قوتنا، لأننا انحصرنا في الظلمة التي خدعتنا وحجبت عنا نور الحياة في المسيح يسوع... فالشرّ الذي ليس له جوهر أو أصل، لأنه ليس من أساس طبيعتنا المخلوقة على صورة الله، قد أصلناه فينا وجعلنا الذي ليس له كيان أو شكل متسلط علينا جميعاً، خالعين عنا الإيمان بالمسيح الرب حمل الله فرح الحياة، لأننا لم نعد ننظر للحمل الحي المذبوح على الصليب وبالتالي لم نعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبهين بموته، بل نعرفه نظرياً وفكرياً، نتكلم عنه وعن قوته التي لم نتلامس معها، وعن قوة شفاءه للنفس مع اننا إلى الآن لم نُشفى منه... للأسف الشديد إلى الآن كثيرون لم يعيشوا مسيحيين حقيقيين مملوئين من فرح الله قوتنا، لأنهم ينظرون لأنفسهم ولعدم استحقاقهم، لذلك يركزون على الموت والحزن والكآبة التي أُظهرت جوراً وظلماً في أفلام القديسين الذين اظهروا أن حياتهم بكاء ودموع لا تنتهي قط ولم يظهروا مرة واحدة أنهم فرحوا بالرب، أو برسالة الحياة رسالة الخلاص المعلنة في الإنجيل، إنجيل بشارة الفرح العظيم... فالإنجيل إنجيل البشارة تحول – على يد خدام لم يتذوقوا قوة الخلاص وفرح الحياة في المسيح يسوع – لإنجيل دعوة الحزن وكآبة القلب الدائم، وذكر عدم الاستحقاق وقلب مفهوم النعمة لشكل الجهاد الناموسي تحت عبودية الحرف القاتل للنفس، غير عالمين أن الناموس قد زيد بسبب التعديات، لكن في المسيح يسوع اصبح هناك ناموس جديد اسمه ناموس روح الحياة في المسيح يسوع الذي أعتقنا من ناموس الخطية والموت... يا إخوتي أخلعوا عنكم هذا الثوب القبيح، ثوب الذات والتركيز على النفس، واتركوا هذا الفكر القاتل والطارد عنا روح المسيح يسوع، فكر الانحصار في الخطية والتفكير فيها ووضع عراقيل التقوى الغاشة التي تقال من البعض لما استحق ابقى اصلي أو ابقى اتناول.. الخ، والبسوا الرب يسوع ولا تصنعوا تدبيراً للجسد سواء لأجل الشهوات أو لأجل هذه الأفكار الغريبة عن بشارة الحياة في المسيح يسوع ربنا... فلم يأتي ربنا يسوع لنحيا في تذكار الشرّ الملبس الموت، ولا لكي نفكر في الأمس الذي مضى وفات، ولا لكي ننحصر في أنفسنا ونفكر مستحقين والا غير مستحقين، لأن ما هو الجديد في هذا، فنحن أموات بالخطايا والذنوب وليس هناك من هو مستحق قط، فلماذا ننظر إلى ما هو قديم وعتيق، لماذا لا ننحصر في البرّ وننظر للنعمة المُعطاة لنا في المسيح يسوع ربنا، إلى متى لا ننظر أنه صار لا دينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع، ونفرح بالخلاص الثمين... أطرحوا عنكم النكد، نكد الخطية وموتها وتذكارها، وافرحوا الآن بالرب لأنه هو خلاصنا كلنا وشفاء نفوسنا وحياتنا وقيامتنا كلنا، فليكن لنا ذكر للمسيح الرب كل حين، لأن ذكر اسم الرب يطرد عنا كل نكد وخطية وشرّ، فافرحوا ارجوكم بالرب، وبشروا بفرح الحياة الجديدة في المسيح، ولا تتكلموا عن الموت والخطية والإثم وان تدعو الناس أن تبكي وتنوح، أو تتحدثوا بنظريات الفداء وكلام الإنسانية المُقنع، بل نادوا قائلين: تعالوا وانظروا وجدنا مسيا، وجدنا المُخلص الشافي النفس الذي رد آدم وبنيه وفرِّح وجه الأرض بالخلاص ثمين.. نادوا واكرزوا بالحياة، أنطقوا بفرح الرب، أعلنوا شفاء النفس وخلاص كل إنسان، أدعوا الكل للإيمان بالمسيح الرب لكي يكون له شركة معنا وشركتنا هي مع القديسين في النور، الذي شركتهم وشركتنا هي أساساً مع الاب وابنه بالروح القدس روح الشركة والحياة آمين |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|