نحن نؤمن بالله الذي بذل ابنه لأجلنا، ونؤمن أيضًا بأنه أقامه من الأموات لأجل تبريرنا. كانت خطايانا عليه، وهو على الصليب، والله صبَّ عليه حكم الموت لأنه حَمَلها، ومن الأموات أقامه أيضًا. وكما كان العدل الإلهي يقتضي موت المسيح لأنه قَبِلَ أن يحمل خطايانا، كانت أيضًا من مقتضيات العدل الإلهي أن يتداخل الله بالقوة والقدرة لإقامة المسيح من الأموات جوابًا على تمجيده الله بالطاعة الاختيارية حتى الموت. ونحن إذ نؤمن بالله الذي بالعدل أوقع الدينونة على البديل البار، ثم بالبر تداخل بجلال القدرة الفائقة لإقامته، ندرك أننا بقيامة المسيح من الأموات تحررنا، وتخلَّصنا من كل ما استعبدتنا له خطايانا، لأن الله بذراعه الرفيعة القوية أقام البديل الذي احتمل عقوبة آثامنا محبةً فينا.
إذًا بالإيمان تبرَّرنا، وإذ تبرَّرنا صرنا في سلام مع الله. وهنا نلاحظ شيئًا: فإبراهيم آمن بالله فُحسب إيمانه له برًا، ونحن نؤمن بالله وإيماننا يُحسب لنا برًا، لكن إبراهيم آمن أن الله قادر أن يفعل ما وعد به، بينما نحن مدعوون لأن نؤمن بأن الله فعل ونفَّذ ما وعد به. هذا الإيمان يتمسك ويثق في قدرة الله التي عملت فأقامت المسيح. هذا الإيمان هو إيمان بأننا أُقمنا أيضًا مع المسيح وأُخرجنا معه إلى حياة جديدة خارج نطاق تأثير خطايانا. فهو إيمان يرتكز ويستند على قوة الله التي عملت لحسابنا في القيامة. القوة التي حققت لنا خلاصًا من سلطان الخطية وبرَّرتنا. فالمسيح «أُسلِمَ من أجل خطايانا وأُقيم لأجل تبريرنا» ( رو 4: 25 ).
والآن ما هو تأثير إيمان النفس بهذه المبادئ والحقائق في وسط ظروفها الخصوصية؟ إنه بعمل الروح القدس فقط تقبل النفس هذه المبادئ وهذه الحقائق بطريق الإيمان. فالعمل تمَّ وكَمَل على الصليب، وكل مؤمن له نصيب فيه، وبإيمانه يتبرَّر، وإذ قد تبرَّر يحصل على سلام مع الله، وينعم في ظل رضى الله، الذي بشدة قدرته، تداخل ليُقيم نائبه وبديله من الأموات؛ النائب الذي بقوة قيامته صار الشاهد العظيم الأبدي على محو الخطايا، وعلى أن الله الواحد الحقيقي هو الذي صنع هذا في المحبة.