|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الوحي التام للكتاب المقدس 1- موقف العصريين المتناقضذكرنا سابقاً أن المدعوين بالعصريين ليس لهم مكان ثابت ليقفوا عليه، فعليهم إما أن يتبنوا كلية وجهة نظر الفلسفة العقلانية التي تؤله العقل البشري وإما أن يلجأوا إلى سلبية صرفة وعقيمة، وإلا فعليهم مراجعة الكتاب نفسه صاحب السلطة. فإذا ما تقدم العصري بطريقة منطقية في الجهة التي تقوده إليها المبادئ الأولية التي يدين بها، فإنه إنما يباشر بإنكار وحي الكتاب المقدس، ثم المعجزات، فألوهية المسيح، فالكفارة، فالقيامة، وإذا ما استمر في طريقه إلى النهاية فإنه ينتهي إلى الشك المطلق. تتطلب كل الكنائس الإنجيلية مثلاً، من الذين يُرسمون للقسوسية فيها، أن يقطعوا عهداً علنياً بأنهم يقبلون الكتاب ككلمة الله. فكل قس أو شيخ يقوم عند سيامته بقطع عهد بكل خشوع أمام الله والناس بأنه "يؤمن بأن الأسفار المقدسة أي أسفار العهد القديم والعهد الجديد، هي كلمة الله والقانون الوحيد المعصوم عن الخطأ للإيمان والسلوك". |
31 - 07 - 2015, 06:46 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الوحي التام للكتاب المقدس
أحياناً يحاول أولئك الذين يتمسكون برأي غير مستقيم عن الوحي تجنب الخوض في نقاش أو جدل عقائدي بتصريحهم أن الكتاب المقدس إنما "يتضمن" كلمة الله. ولكن هذه القاعدة المطاطة لا تعني بالحقيقة شيئاً. فبعض الأنهار مثلاً تجري مياهها على بضع حبات من الذهب، ولكن من يستطيع أن يحدد النسبة التي تفصل بين الماء والذهب؟ وهكذا أيضاً إن كان الكتاب فقط يحتوي على كلمة الله حسب المذهب العصري، فمن هو إذن الذي يقرر لنا بدون أي تردد أية عناصر هي كلام الله وأية هي كلام البشر فقط؟
وقد ذكر أحد علماء التفسير المؤمنين ما يلي بخصوص هذا الأمر "إن الذين ضلّوا عن الإيمان بعصمة الكتاب قد قاموا بمجهودات يائسة ولكنها باطلة تماماً، لكي يؤمنُّوا على بديل ملائم للكتاب المقدس، وبمرور الزمن يظهر تماماً قنوط هذا الجهد اليائس. فالعبارات الجذابة مثل "الوحي التدريجي" و"الاختبار الشخصي" و"الولاء للحق" وغيرها تُلقى جانباً الواحدة تلو الأخرى دون أي اعتبار يذكر. إن مذهب العصرية هو في حالة الإفلاس المدقع، لاشيء سوى آبار مشققة التي يحاول الناس عبثاً أن ينزلوا دلائهم فيها للحصول على ماء الحياة. ليس هناك أي بديل عن الكتاب الموحى به! وليس هناك من يستطيع أن يعظ بقوة ونفوذ كمن يجرد سيفاً سماوياً وكمن يصعد إلى المنبر مدعوماً بهذه الكلمات: "هكذا يقول الرب". فالذي ينادي بالمسيحية التاريخية ويتخذ الوحي الإلهي كأساس له، لديه مركز فريد وراسخ في وسط العواصف والبلبلات والظلمات المعاصرة". الذين يرفضون عقيدة الكنيسة التاريخية عن الوحي محبذين موقفاً معارضاً لم يستطيعوا قط أن يتفقوا فيما بينهم على تقرير هوية تلك الأقسام من الكتاب الموحى بها وهوية الأخرى غير الموحى بها. كما أنهم لم يتمكنوا من الاتفاق فيما بينهم على المدى الذي يمتد إليه الوحي في جزء ما من الكتاب. أما نحن نسلم بصحة المعجزات الأخرى المدونة في الكتاب فليس هناك لدينا أي سبب منطقي يدعونا لرفض معجزة الوحي. فالوحي ليس إلا معجزة في نطاق الكلام والكتابة. |
||||
31 - 07 - 2015, 06:46 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الوحي التام للكتاب المقدس
2- اليقين التام على أن الكتاب المقدس هو كلمة الله
هنا يأتي أحدهم ويتساءل: "كيف يمكنني أن أعرف أن الكتاب المقدس هو كلمة الله؟" والجواب هو: "نعرف أن الكتاب المقدس هو كلمة الله بواسطة شهادة الروح القدس في قلوبنا ونحن نقرأ الكتاب" فعندما يقرأ المسيحي الكتاب فإنه يشعر بالفطرة أن الله يتكلم معه. والروح القدس يشهد مع روحه بأن هذه الأمور هي هكذا. فالأسس الأولية والجازمة لإقناعنا ليست خارجية بل داخلية. طبعاً هناك أدلة خارجية عديدة تجبر الإنسان على الإقرار بوجود تأثير إلهي في الكتاب ويمكن استعمالها بنجاح لإقحام بعض المعترضين، ولكنها بالحقيقة ليست إلا ذات قيمة ثانوية. فبدون الإنارة الداخلية من قبل الروح القدس لا يمكن أن يقتنع غير المؤمن مهما عظمت مهارتنا ومهما سطع لمعان منطقنا. إن محاولة إثبات الأصل الإلهي للكتاب المقدس بواسطة هذه أو تلك من البراهين الخارجية هي كمحاولة إثبات وجود الله تعالى بالاعتماد على دلائل العلم الخارجي المخلوق. فقد نسرد البراهين من علم الوجود وعلم القصد وعلم الكون والبراهين الأخلاقية. كل ذلك يظهر بأنه مقنع وكاف للمؤمن. ولكن ليس هناك بينها برهان واحد ملزم بالقبول من شأنه أن يقنع المتشككين غير المؤمنين. فنحن في قرارة نفوسنا إما متجددون أو غير متجددين. والرسول بولس يخبرنا بأن "الإنسان الطبيعي (غير المتجدد) لا يقبل ما لروح الله، لأنه عنده جهالة، ولا يقدر أن يعرفه لأنه إنما يُحكم فيه روحياً" (الرسالة الأولى إلى كورنثوس 2: 14). وكذلك يقول: "إن إنجيل المسيح المصلوب هو لليهود عثرة ولليونانيين جهالة" فالرجل غير المتجدد لا يمكن إقناعه بأي مقدار من البراهين الخارجية. |
||||
31 - 07 - 2015, 06:46 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الوحي التام للكتاب المقدس
وكما هو مستحيل على العقل البشري أن يفهم أعماق الروح القدس بدون نعمة الله المجانية هكذا يستحيل أيضاً على العالم النفساني أن يعطي تفسيراً وافياً لطريقة التجدد. وكل محاولة لإقناع النفس غير المتجددة بكون الكتاب من أصل إلهي بواسطة براهين علمية وتاريخية لا تكون نتيجتها إلا الفشل، ويجب أن يعدل عنها كما فعل الرب يسوع حينما امتنع عن إقناع مجلس السنهدريم بأنه لم يرتكب جريمة التجديف لأنهم كانوا قد صمموا مسبقاً على إدانته. وهذا هو المبدأ الذي تمسكت به الكنيسة منذ القديم فبينما كان أتباع الحركة الإنسانية يصرحون بأن العقل البشري يتمتع بالسلطة النهائية، وقف المسيحيون المؤمنون وقفة واحدة في الاعتراف بأن الله وحده هو صاحب السلطان التام والمطلق وبأنه يتكلم بواسطة الكتاب المقدس.
إذاً لا يتوقف إيمان المسيحي على براهين خارجية، بل على الاختبار الداخلي. وهو يحيا بواسطة الكتاب المقدس ويتمتع بنوره. لديه ثقة داخلية وجدانية - سمها بالباطنية أو ما شئت من الأسماء- بأنه من أولاد الله ويثق بالكتب المقدسة التي هي كلمة الله. مع أن البراهين الخارجية تساعده على تنقية وتقوية إيمانه، فإن برهانه المطلق بأن النظام المسيحي هو النظام الحقيقي إنما يجده في شهادة الروح القدس في قلبه وهو يقرأ الكتاب في اختباراته المسيحية. وقد لا يكون قادراً على إبراز برهان علمي لمجابهة النقاد في ميادين تخصصاتهم، إلا أنه يستطيع طرد كل شكوكهم بالطريقة التي لجأ إليها الرجل الأعمى الذي شفاه المسيح الفادي إذ أجاب على كل اعتراض قدمه الفريسيون بتلك القناعة التي لا تصدر إلا عن تأكيد غير متزعزع. "أخاطئ هو، لست أعلم إنما أعلم شيئاً واحداً. إني كنت أعمى والآن أبصر" الإنجيل حسب (يوحنا 9: 25). |
||||
31 - 07 - 2015, 06:46 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الوحي التام للكتاب المقدس
إن الدراسة العلمية للكتاب المبنية على أصول جيدة تعطي توجيهاً أوضح للكلمة، وتمكن الإنسان من تنظيم عقائده بشكل أحسن. ولكن المستند الوحيد للإيمان ينبعث من القلب وليس من العقل. وهذا لا يعني مطلقاً بأننا نقلل من شأن الدرس والتنقيب. وبالحقيقة لم يترعرع الدرس الصحيح والفحص العلمي في بيئة أفضل مما لدى الأبناء المخلصين للكنيسة المؤمنة. ونحن نرغب دوماً في الحصول على أساس متين للإيمان المسيحي. وكذلك نقرأ بأن البراهين الخارجية تدل على الطريق إلى الله تعالى وتُعد القلب لعمل نعمة الروح القدس - فيما إذا قُدمت لغير المؤمن بطريقة معقولة. وكل ما نرغب الإشارة إليه هو أن هذه البراهين هي بلا تأثير إن لم تكن مقرونة بعمل الروح القدس في قلب الإنسان.
وقد يتذمر البعض من غير المؤمنين بوحي الكتاب المقدس قائلين بأن هذا الأسلوب في التصرف تجاه هذه القضية يعطينا قالباً جازماً للبحث. ولكن قد ينسى هؤلاء بأنهم يسلكون في الطريقة عينها إذ أنهم هم أيضاً يبدؤون بافتراضات منطقية بديهية - أي أنه غير قابلة للبرهان – ولو أنهم يزعمون بالخضوع لمقررات العقل البشري. ومبدأ العقليين هو أن العقل البشري كفؤ لأن يحكم في كل شيء، حتى في الأشياء العميقة لله. ونحن نعترف أيضاً بأن سلوكهم يتصف بشكل جازم، ولكننا لا نتذمر لأنهم لا يستطيعون أن يكونوا على خلاف ذلك فالعقل الذي لم يستنر من الروح القدس لا يقدر أن يتفهم أمور الروح. وكما قال أحدهم: "حقيقة البرهان هي شيء والمقدرة على إدراكه شيء آخر، فمن يعترض على الشمس إن أخفقت في إنارة الأعمى!". لكل منا طريقته الثابتة في التصرف، وكل ما نطالب به الذين لا يتفقون معنا مبدئياً هو أن توضع المبادئ تحت الفحص العملي وأن تُعطى الفرصة الكافية لنرى أيها تتفق أكثر مع اختبارات الحياة والحقيقة. |
||||
31 - 07 - 2015, 06:46 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الوحي التام للكتاب المقدس
3- الخلاصة
وفي الختام يجب القول بأن على المسيحي أن يكون راسخاً في إيمانه بعقيدة الوحي التام والكامل للكتاب المقدس. لأن كل العقائد المسيحية الأخرى تُشتق من الكتاب وتعتمد عليه في استنباط سلطانها. فهذه إذاً العقيدة الأم والحارسة لكل العقائد المسيحية. وبينما نرى في أيامنا هذه أن الكتاب المقدس قد أُهمل لدرجة محزنة، نعتقد أن الوقت آتٍ عندما سيعود للكتاب المقدس مكانه المحترم الذي يستحقه في الكنيسة وفي شؤون البشر. ونحن ننظر إلى المستقبل واثقين بأنه عندما تكون الضجة حول هذه العقيدة قد ولَّت، ستبرز من جديد المراكز السامية والمقدسة للعقيدة والحياة المسيحية. فوسط العروش المدمرة والأمم البائدة والمبادئ الأخلاقية المحطمة، ستعود البشرية التي جُربت بأحزان كثيرة وتطهرت بآلام عديدة وتعلقت باختبارات لم يسبق لها مثيل، وتنحني أمام الإله الرحيم والقادر على كل شيء كما كشف لنا عن ذاته في الكتاب المقدس المعصوم عن الخطأ. |
||||
31 - 07 - 2015, 06:47 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الوحي التام للكتاب المقدس
ملحق
المسيح هو محور الوحي الإلهي كما رأينا في فصول كتابنا هذا شاء الله في غنى رحمته ونعمته أن يكشف لنا عن الأمور التي بجب أن نعرفها عنه تعالى وعن أخرى يتطلب منا أن نعيش بموجبها حسب مشيئته الطاهرة. حوالي أربعون من رجال الله عبر المئات من السنين سجلوا ما شاء الله تعالى أن يكشف للبشر. فكتبوا الستة والستين سفراً التي تكون الكتاب المقدس. ومع اختلاف شخصياتهم ودرجات ثقافاتهم ونوعية بيئاتهم وظروف عصورهم، شاركوا في نقل كلمة الله بكلمات ولغات ومفاهيم البشر. لم يكن هناك داع للاصطناع والتكلف بل كتبوا ما كتبوه وهم على وعي تام بإرشاد الله وقيادة روحه القدوس لأفكارهم ولأيديهم ولأدوات تسجيلهم وهو يحرسهم ويحفظهم حتى لا يقولوا أو يكتبوا إلا ما هو من الله بالذات. جمع شعب الله وثيقة تلو الأخرى ما هو بين أيدينا الآن، أي الكتاب المقدس كلمة الله الكاملة للبشر. فعلى مر الزمن أضيفت الواحدة تلو الأخرى وفيها معرفة أعمق وفهم أوسع لعظمة وجلال الله وطهارة مشيئته وغنى رحمته لبشر ضالين ومضللين. وهكذا تنوعت الوثائق الإلهية من حيث الحجم والموضوع. لكن بقي مسار الوحي الإلهي يصب في اتجاه واحد نحو دائرة واسعة شاملة أو نحو مخزن جميل شاهق البنيان في نهاية الطريق. فالأسفار المقدسة بطرق متشعبة ومتنوعة لها قصد واحد ألا وهو قيادتنا للمسيح المخلص. إنها تشبه هرماً مبنياً من حجارة متعددة الأحجام لكل منها مكانه ودوره في تكملة البناء حتى أنه في نهاية الطريق تتضح المعالم ويظهر البناء كهرم متكامل. قبل اكتمال بناء الهرم كان معلوماً أن الهدف من تلك الأحجار المتراصة والمتجمعة هو بناء ذلك الهرم المتكامل. |
||||
31 - 07 - 2015, 06:47 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الوحي التام للكتاب المقدس
هذا ما عبر عنه السيد المسيح في مثل الكرم والكرَّام الذي فيه انتهر معارضة اليهود له ومحاربتهم لخدمته فقال: "الحجر الذي رفضه البناءون قد صار رأس الزاوية. من قِبَل الرب كان هذا وهو عجيب في أعيننا" الإنجيل حسب (متى 21: 42) وهو قصد نفسه بالحجر الذي صار رأس الزاوية. ذلك أن مفهوم العهد القديم نفسه للأمر هو أن الله في حكمته العجيبة يعمل هذا الأمر والبناءون أي اليهود (الذين استخدمهم الله في الكشف عن وحيه والحفاظ عليه) هم أنفسهم تعجبوا من أن ذلك قصد الوحي الإلهي، راجع (نبوة أشعياء 28: 16) حيث النبوة عن المسيح حجر الزاوية.
كما أن الوحي الإلهي وضع الأمر بطريقة قاطعة بواسطة الرسول بولس الذي كتب عن المؤمنين قائلاً: "مبنيين على أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية" (الرسالة إلى أفسس 2: 20). فالأساس هو في الأسفار المقدسة ولكن القصد هو وضع حجر الزاوية، بمعنى آخر أن ما سعى الوحي الإلهي لعمله عبر كتابات الأنبياء والرسل ما كان إلا توجيه الأنظار إلى حجر الزاوية الذي هو الرب يسوع المسيح. |
||||
31 - 07 - 2015, 06:47 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الوحي التام للكتاب المقدس
فكل سفر يحمل إشاراته وبيناته الخاصة عن شخص المسيح الآتي، لكن لا يكتمل البناء إلا عندما تتجمع تلك الأسفار وينتهي صنعها معاً في بناء واحد كريم. إنها كعناصر صورية ولونية جمعها الله الفنان الأعظم في لوحة واحدة متكاملة وباهرة الجمال. هذه اللوحة مكونة من كل وحدة من تلك العناصر ولا يمكن أن تكتمل دون أن تتجمع تلك الوحدات في ترتيب وتدريج مقصود ومرسوم مسبقاً في مخيلة الفنان الأعظم. اختلفت العناصر والوحدات في ألوانها وأحجامها وأشكالها، لكن لكل منها دوره في تكوين اللوحة الكاملة حتى تلك اللحظة التي اتضحت فيها الملامح وتلألأت الأنوار وأزيح الستار عن اللوحة الجبارة.
يشير الرسول بولس إلى تلك اللحظة من تاريخ الوحي الإلهي الطاهر باستخدام التعبير "ملء الزمان" أي تمام الزمان، أو وقت النضوج، أو عندما أصبح كل شيء جاهزاً. ففي (الرسالة إلى غلاطية 4: 4) يقول: "... لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة ..." وفي (الرسالة إلى أفسس 1: 9و10) يقول: "... عرَّفنا (أي الله) بسر مشيئته حسب مسرته التي قصدها في نفسه لتدبير ملء الأزمنة ليجمع كل شيء في المسيح ما في السموات وما على الأرض ..." ثم يقول في (الرسالة إلى كولوسي 1: 19): "لأنه فيه (أي في المسيح) سُرَّ أن يحل كل الملء" ويتابع في (2: 9) من نفس الرسالة قائلاً: "فإنه فيه (أي في المسيح) يحل كل ملء اللاهوت جسدياً". |
||||
31 - 07 - 2015, 06:47 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الوحي التام للكتاب المقدس
هذا بالذات ما كان قد تنبأ به النبي ميخا حوالي سبعمائة سنة قبل مجيء المسيح. ففي (نبوة ميخا 1: 2و3) نقرأ: "اسمعوا أيها الشعوب جميعكم، أصغي أيتها الأرض وملؤها وليكن السيد الرب شاهداً عليكم، السيد من هيكل قدسه، فإنه هو ذا الرب (إشارة للمسيح) يخرج من مكانه وينزل ويمشي على شوامخ الأرض". ملء الأرض هنا له صورتين في معنى إجمالي واحد. الصورة الأولى هي كمية وتشير إلى "كل الأرض" أو الأرض بجميع أجزائها. أما الصورة الثانية فهي تشير إلى وضع الأرض ضمن مخطط الله التاريخي لها عندما ينضج كل شيء وتكون قد وصلت للحظة الاستعداد لاستقبال الرب الآتي، فلكل شيء وقته وزمانه المعين. ولكن ما بين انتظار "ملء الزمان" وقدوم الوقت المعين هناك تحضيرات واستعدادات يجب أن تجرى وتأخذ دورها ضمن مسلسل التهيئة لتلك النقطة المتوقعة في تاريخ الكون والجنس البشري.
لعل هذا هو أهم الأمور إطلاقاً لفهم اتجاه ومضمون الوحي الإلهي في الكتاب المقدس. هذا ما يشدد عليه البشير يوحنا في تقديمه للمسيح في مطلع بشارته، فهو إذ يقدم المسيح على أساس كونه "الكلمة" المتجسد الموعود بحضوره لعالم البشر يخبرنا بأن ذلك الشخص هو نفسه الذي بدأ معه كل شيء فهو كان في "البدء" و"الكلمة المتجسدة" هذا ليس من "عند الله" فحسب، بل "كان الكلمة الله" الذي "كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان، فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس والنور يضيء في الظلمة والظلمة لم تدركه" الإنجيل حسب (يوحنا 1: 1-5). |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
فالمسيح، حامل الوحي التام والنهائي |
فالمسيح، حامل الوحي التام والنهائي |
نحترم الوحي اللفظي للكتاب المقدس |
امثال شعبية وما يقابلها من امثال فى الكتاب المقدس |
استخدامك للكتاب المقدس |