|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
آلام المختارين مقال نيافة الانبا باخوميوس ونحن فى ذكريات صوم السيدة العذراء جيد أن نتأمل آلام المختارين و يحتفظ لنا الكتاب المقدس بقصص العديد من الشخصيات الذين اختارهم الرب, و نلاحظ انهم جميعا تبدلت حياتهم بعد الاختيار ليعانوا الكثير من الالام , و كان ذلك يدعوهم الي الندم ..او للتفكير ان اختيارهم ربما لم يكن اختيارا الهيا !! .. فهل يرتدون الي الوراء .. و يشتهون الراحة الاولي .. و كيف يتشدد قلبهم ليكملوا الطريق ؟؟ .. اسئلة يواجهها كثيرون ممن يكرسون فكرهم و قلبهم للرب .. لماذا كل هذه الالام ؟؟ و ماذا ينبغي ان افعل حتي اكمل ايامي ؟؟ 1- العذراء مريم فالعذراء مريم كانت تقضي ايامها في الهيكل فرحة سعيدة بهدوء الهيكل و بحياة التسبيح و بمحبة الجميع لها و النعمة التي وجدتها في عيون كثيرين .. و لكنها تفقد كل هذه البركات بعد الدعوة التي وجهت لها من الملاك جبرائيل الذي حمل لها بشري الحبل البتولي .. فصارت موضع شك يوسف و رؤساء الكهنة و الشيوخ و فقدت النعمة التي وجدتها في اعين الكثيرين و فقدت الهدوء الذي عاشت فيه من قبل .!! فهل تندم العذراء مريم لانها قبلت الدعوة الالهية ؟؟ ابدا نجدها تنتظر الرب في نقاوة قلب كاملة , و قبلت ان تحتمل الالام لكي ينال العالم الخلاص و ثبتت في دعوتها و فضلت ان تفقد جو السماء الذي عاشت فيه لتصير هي ذاتها سماء ثانية. قبلت ان تقفد الهدوء الذي عاشت فيه لتصير سبب هدوء لكثيرين , و رغم انها تعرضت للتعيير و الرفض لكنها اصبحت سببا لكي يكون كل من يتعرف عليها مقبولا في السماء . لقد قبلت امنا العذراء للالام .. و لم تندم علي قبول البشارة. 2- داود النبي .. استمتع داود ايضا ببركات كثيرة قبل اختياره كمسيح للرب , كان داود راعيا وديعا محل ثقة ابيه.. كان صاحب قيثارات مرنما حلوا .. كان شجاعا و الرب كان معه فغلب الاسد و الدب و كان قويا منتصرا بقوة الرب و استطاع ان يغلب العدو جليات . و لكن داود كان عليه ان يواجه الاما كثيرة عندما اختير ملكا و مسيحا للرب !! فقد داود هدوء الحياة و اصبح ليس له اين يسند راسه , صار تائها في البراري محاطا بحاملي السلاح و اصبح هاربا وحيدا ..و صنع له ابنائه من داخل بيته فخاخا فقام عليه ابنه, و كانت جراحات عميقة جدااا في قلب داود … و لو سلم داود نفسه للضعف البشري لكان يحزن علي حياته الاولي و لولا انه كانت له عين الايمان لكان يندم علي قبوله الدعوة الالهية . و كان الله يقول لداود انت قد دعيت لكيما تمسح ملكا .. فينبغي ان تعلم ان طريق الاختيار هو طريق الالام .. لذلك تعلم داود ان يشدو و ينطق بكلمات عتاب للرب و لكنها لمتحمل يوما رفضا لاختيار الرب و لم تحمل يوما ندما علي الطريق .. و لم تحمل يوما شهوة للرجوع للحياة الاولي . و كان طريق الالام هو الطريق الذي اسس به داود المملكة و منه اتي الرب يسوع حسب الجسد . لذلك ليس للمختارين الذين يسلمون طريقهم للرب ان يسلموا انفسهم يوما للندم لانهم ربما يواجهون الام الاختيار و التبعية للرب يسوع .لذلك لابد للمختارين ان يدركوا ان الطريق الذي يسلكون فيه لابد ان يكون محفوفا بالالم . و عندما يقبل الانسان الالام يري ان الرب يستطيع ان يستخدمه لأمور كثيرة .. و بعد وقت لابد أن الرب يرفع المسكين من المزبلة و ينزل الأعزاء عن الكراسي. الأمر الهام أن يحتفظ الإنسان في تبعيته للرب بقلب نقي , فلم يكن داود مشتهيا للملك .. و لم تكن العذراء تشتهي كرامة من العالم. و لكن ماذا يصنع المختارون ازاء هذه الالام ؟ 1- يتعاملون مع الرب ليس من خلال الضيق بل من خلال إيمانهم بعمل الرب في المستقبل فقد كانت أمنا العذراء لا تتأمل السيف الذي أخبرت انه سيجوز في نفسها و لكنها كانت تتأمل الخلاص الذي يصنعه الرب للبشرية.و عندما تفكر هكذا كان يمكنها أن تفرح بعمل الرب. كذلك لم يندم داود لكثرة الآلام بل كان يفكر دائما كيف ان الرب يعد لشعبه ملكا ليصير مخلصا لهذا الشعب فيستطيع أن يفرح . اخطر ما يواجه الانسان المختار هو الندم لذلك عندما تتبع الرب و تواجهك الآلام, لابد أن تطرح من حياتك كل ندم و لا تنظر إلي الوراء , فالمختارون يجب أن يعلموا أن من يضع يده علي المحراث لا ينظر إلي الوراء , فمن ينظر إلي الوراء يفقد كل ممتلكات سدوم و مقتنيات عمورة و يفقد ذاته أيضا و يصير ملحا فاسدا يفسد حياته و حياة الآخرينأيضا . 2- لابد ان يفحص الانسان المختار قلبه جيدا و يراجع نقاوته و أمانته في حياته و معاملاته و قانونه الروحي, و يسال نفسه دائما هل أنا احتفظ بنقاوة قلبي ؟ لئلا تكون ضيقاتي بسبب خطاياي فهو و إن كان مختارا إلا انه لا يتكل علي بر اختياره بل يحرص أن يحفظ قلبه نقيا .. لم يفقد داود بهجته بسبب قيام الأعداء غليه و لا قيام ابنه عليه .. و لكن أكثر ما هز داود هو خطيته , و عندما نقي داود قلبه من الخطية استطاع ان يحتمل ألام الطريق . 3- انتظار الرب بصبر قد يطول الزمن و لا يري المختار ثمرا .. بل و قد يراه احد غيره..!! فالمسيحيين الأوائل الذين قدموا حياتهم علي مذابح الاستشهاد كانوا سببا بعد نهاية حياتهم ان تحيا الكنيسة في سلام . كذلك موسي النبي الذي كان يحيا في هدوء القصر, واجه ألاما كثيرة عندما اختاره الرب ليقود شعبه الي ارض الموعد , من فرعون مصر .. و من إخوته الذين سعي لكي يفتقدهم و ينقذهم .. و تذمر عليه الشعب .. !!! و يري موسي أن الهدف الذي خرج من اجله لم يتحقق, و لم يكن مسموحا له ان يدخل الي ارض كنعان و لكنه فرح إن أولاده و أحفاده سينالون هذه النعمة و هذه كانت تعزية موسي . موسي ايضا لم يندم علي خروجه من مصر و لم ينظر الي الوراء ليرجع الي ارض العبودية , بل كان فرحا و هو يقاسي الآلام . نحتاج أن نتأمل دائما الآلام المختارين .. كيف إنهم يتخلون عن هدوءهم الظاهر لكيما يتمتعون بهدوء القلب الداخلي .. كيف إنهم يتخلون عن راحة أرضية لكيما تكون راحتهم في أحضان الرب .. كيف إنهم يعيشون فوق الحاضر لكيما يستمتعون ببركات المستقبل .. و بقدر ما يضعون رجاؤهم في الرب و يحتفظون بقلب نقي ولا يندمون بسبب الآلام لأنهم يعلمون أن الرب يوما ما سوف ينهيها و يتدخل بقوة لكيما يعطي رجاء و راحة …. |
26 - 07 - 2015, 02:31 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: آلام المختارين
ربنا يبارك حياتك |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الله دعا المختارين |
الملائكة تعسكر حول المختارين |
حضيروت أرض المختارين |
أين العدل بين المختارين وغير المختارين ؟ |
كيف أعرف إن كنت واحداً من المختارين؟ |