|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بعد مرور عام على داعش .. خبراء لا مؤشرات على قرب زواله
نقلا عن الوطن نجح تنظيم "داعش" في تأمين تمويل ضخم وترسانة أسلحة قد تسمح له بالاستمرار لسنوات عدة، وفق ما يرى محللون، بعد مرور عام على إعلانه "الخلافة" في سوريا والعراق. وتزامنًا مع إعلان قيام "الخلافة" في يونيو من العام الماضي، كان التنظيم يشن هجمات متتالية ويتوسع في شمال العراق وغربه وفي شمال سوريا وشرقها، قبل أن يشهد بعض الاخفاقات التي ساهم فيها دخول ائتلاف دولي بقيادة أمريكية على خط العمليات العسكرية، ما أجبره على التراجع مثلًا في مدينة تكريت العراقية ومدينتي عين العرب "كوباني"، وتل أبيض السوريتين. وعلى الرغم من ذلك نجح التنظيم في طرد قوات المعارضة السورية حينا والقوات الحكومية السورية أو العراقية أحيانًا أخرى من مناطق عدة إستراتيجية كان آخرها في مايو مدينة الرمادي في العراق، ومدينة تدمر في وسط سوريا، التي فتحت له طريق البادية وصولا إلى الحدود العراقية. ويرى خبراء، أن التنظيم الجهادي بزعامة "الخليفة إبراهيم" أو أبي بكر البغدادي، يمتلكان مقومات الاستمرار، فيقول الباحث في مركز "شاتهام هاوس" المتخصص في شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لوكالة فرانس برس: "تعمل المجموعة كأنها حركة تمرد، قد تنكفئ في منطقة ما وتتوسع في منطقة أخرى، لكنها باقية في المستقبل المنظور". ويوافق محللون آخرون على أن حدود "الخلافة" الحالية قابلة للتغيير، إلا أن نهايتها ليست قريبة، ويرى الباحث في مركز بروكينجز في الدوحة تشارلز ليستر، أن فكرة الخلافة والخليفة إبراهيم ستبقى بالتأكيد راسخة لدى كثيرين من أعضاء التنظيم ومناصريه حول العالم". وأوضح أن هناك عوامل تقف خلف نجاح التنظيم بينها موارده المالية الكثيرة وأسلحته المتطورة وقدرته على استغلال المآخذ المشروعة التي يعاني منها السكان المحليون في سوريا والعراق. ويقول الباحث السياسي في مؤسسة "راند كوربوريشن" للأبحاث باتريك جونستون، لوكالة فرانس برس، إن التنظيم يبقى المجموعة الإرهابية الأغنى في العالم مع عائدات أسبوعية تقارب مليوني دولار أمريكي. وشن الائتلاف الدولي غارات استهدفت منشآت نفطية خاضعة لسيطرة التنظيم لمنعه من استثمارها، وأدى انخفاض أسعار النفط الخام إلى اقتطاع جزء من مداخيله، لكنه وجد وسائل أخرى لتعويض خسائره. ويوضح جونستون، أن من أبرز هذه الوسائل "ممارسة الابتزاز وجباية الضرائب وبيع سلع ينهبها من المناطق التي يسيطر عليها". ويشير إلى أن كلفة إدارة عمليات التنظيم منخفضة نسبيًا، إذ إنه يمتلك عديدًا بشريًا ثابتًا وتحديدًا من المقاتلين الأجانب، ويحتفظ بترسانة عسكرية غنم معظمها من المعارك التي خاضها في مواجهة الجيوش أو الفصائل المسلحة. ويستخدم مقاتلو التنظيم مجموعة واسعة من الأسلحة الصغيرة والخفيفة، وكذلك المدفعية والمدافع المضادة للدبابات، ويقول ليستر إن التنظيم على ما يبدو يمتلك إمدادات لا تنتهي من الشاحنات الصغيرة والعربات المدرعة التي استولى عليها، وفي سوريا لديه دبابات. ويرى ليستر أن التنظيم "يسعى إلى ضمان تحقيق سلسلة شبه ثابتة من الانتصارات على المستوى التكتيكي، ما يؤدي إلى سيطرته على إمدادات إضافية من الأسلحة". ورغم تحقيق الائتلاف الدولي بقيادة واشنطن بعض النجاحات، يرى محللون انه مكبل نتيجة النقص في القوات البرية الموثوق بها وضعف الاستخبارات نسبيا على الارض حيث ينفذ غاراته الجوية. وفي المقابل، تركز إستراتيجية التنظيم الجهادي على التوسع في مناطق تكون فيها الحكومات المحلية وأجهزة الأمن ضعيفة. ويقول جونستون، إن التنظيم يسارع بعد ذلك إلى فرض حكمه، وتعزيز سيطرته على الأراضي التي يستولي عليها عبر الإمساك بالشؤون الإدارية والأمن، ويعتمد التنظيم أسلوب الترغيب والترهيب في تعاطيه مع السكان المحليين، فيعمل من جهة على تنفيذ إعدامات علنية وحشية، ويوفر من جهة أخرى استقرارًا نسبيًا وخدمات عامة تتضمن الرعاية الصحية والتعليم. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|