بروفايل| مرسى .. أول رئيس بـ البدلة الحمراء
نقلا عن الوطن
بعد أكثر من عام ونصف العام من الصرخات العالية التى كان يطلقها من داخل القفص الحديدى، وتأكيداته فى العديد من جلسات المحاكمات أن محاكمته ليست سوى «مسرحيةً وعبث»، فى كل مرة وقف فيها مرسى كان يصطنع عدم الاكتراث، فتارة كان يوزع صرخاته للقضاء «أنا رئيسك»، وتارة أخرى متحدياً هيئة القضاء «مَن أنتم؟»، انتهت ما سماه الإخوان «مسرحية هزلية»، ولكن جاء الختام درامياً بشكل ملحوظ، حينما أطلق القاضى حكمه بالإعدام شنقاً على الرئيس المعزول محمد مرسى وأتباعه فى قضية فتح السجون وقت قيام ثورة 25 يناير 2011 والمعروفة إعلامياً بـ«الهروب الكبير»، والإعدام أيضاً لبعض قيادات الجماعة المحظورة محمد بديع، ومحمد الكتاتنى، وعصام العريان. تأجيلٌ، تكرر أكثر من مرة فى انتظار النطق بالحكم، إما لسماع الشهود أو لتفريغ الأسطوانات المدمجة التابعة لوزارة الداخلية، أحداث مر عليها أكثر من 5 أعوام، يتذكر البعض لحظة إجراء اتصال هاتفى على إحدى الفضائيات قام بها المعزول، وقت فتح السجون من أحد الهواتف المتصلة بالأقمار الصناعية «الثريا»، لم ينتبه البعض لتفاصيل الحدث، وكيف توصل مسجون إلى الهرب، ومن ساعده على ذلك أيضاً، لتعيد مرة أخرى كواليس هذا اليوم فى ترتيب الأوراق التى أحيلت إلى فضيلة المفتى للبت فى الحكم عليه بالإعدام. ورغم أن محمد مرسى لم يكن أول رئيس مصرى يحاكم قضائياً وجنائياً، فإنه أول رئيس مصرى يحكم عليه بالإعدام شنقاً، وسيكون بذلك أول رئيس يرتدى البدلة الحمراء داخل محبسه، وفى الوقت نفسه حكم عليه بالسجن المؤبد، ومعه شركاؤه فى الجماعة محمد بديع وعصام الحداد وسعد الكتاتنى وعصام العريان وآخرون فى قضية التخابر. ثورتان غيرتا مجرى حياة «مرسى» وجماعته، الأولى أتت به رئيساً لمصر، وجعلت جماعته هى الحزب السياسى الحاكم، والثانية أطاحت به وبقيادات جماعته، وزجت بهم مرة أخرى فى السجون، ولكن بأحكام كبيرة، قبل عامين جلس «مرسى» على مقعد الرئيس، ووعد بتحقيق المطالب الثورية فأخلف، أؤتمن على وطن وشعب، فجاء الحكم عليه اليوم بتأكيد خيانته، تجاهل دعوات شعبه بالإصلاح فى فترة، ثم بالرحيل فى فترة أخرى، فجاء الرد قضائياً على الرئيس الإخوانى:
«خرجت جموع هذا الشعب المصرى تطالب ببناء مجتمع مصرى قوى ومتماسك لا يقصى أحداً من أبنائه وتياراته، وينهى حالة الصراع والانقسام، معلنة ثورتها على النظام الحاكم، الذى يمثله المتهم محمد مرسى، وباقى أفراد جماعته الإخوانية»، كلمات أطلقها القاضى من خلال مقدمة طويلة، ليرى بعدها أن اليوم لا كلمة تعلو فوق كلمة «الإعدام هو الحل». وُلد محمد مرسى العياط بقرية العدوة بمحافظة الشرقية عام 1951، وتدرّج فى جماعة الإخوان المسلمين، ليصبح رئيس حزب الحرية والعدالة فى أبريل 2011، ثم قدمته جماعة الإخوان كمرشح رئاسى فى انتخابات 2012، ولم يكن مرشح جماعة الإخوان الأول، بل اختير بديلاً عن خيرت الشاطر، وهو ما جعل الكثيرين يطلقون عليه «الاستبن»، وبعد توليه الحكم لم يكفّ عن توزيع وعود مجانية لحل المشكلات وتحقيق مطالب الثورة، لكن تقاعسه عن الإيفاء بوعوده جعل المصريين يطالبون برحيله فى تظاهرات يوم 30 يونيو 2013، لكنه تجاهل هذه الدعوات وقال إنه سيظل الرئيس الشرعى للبلاد، مما استدعى تدخل القوات المسلحة للإطاحة به بعد 3 أيام.