15 - 06 - 2012, 08:00 AM
|
|
|
..::| مشرفة |::..
|
|
|
|
|
|
ماذا أفعل أمام الظلم _
__________________
الظلم شيئ مر جدآ لاشك فى ذلك ,والنفس التى تُظلم تعانى معاناه قاسية ,فالظلم كسيف يمزق كل روابط النفس ويسبب فيها ألم عظيم جدآ.
ولكن الانسان المسيحى معرض كثيرآ للظلم وهذا أمر معروف للجميع .وقد يكون الظلم من أقرب الناس للانسان ويكون الظلم قاسى أكثر عندما يأتى من الاحباء .فالجرح فى بيت الاحباء شديدة المرارة .
فعندما يسلب حقى ماذا أفعل
عندما يوجه لى أتهام زور ويقولون على أشياء غير حقيقية ماذا أفعل
الحقيقة رد الفعل الاول بيكون أننى أثور فى داخلى جدآ وترتفع درجة حرارة الغضب فى نفسى وأبدء فى تحضير طرق الدفاع عن النفس أو ابدء فى البحث عن مدافع عن حقى أو أبدء فى الشكوى وتحضير الشكاوى الى جميع الاماكن المعده لاستقبال الشكاوى .
لكى يكون لنا سلوك مسيحى أى نابع من المسيح نرجع الى المسيح يسوع ونعرف ماذا فعل أمام الظلم :
فى النبوة عن المسيح فى أشعياء النبى يقول:
(ظلم اما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق الى الذبح وكنعجة صامتة امام جازيها فلم يفتح فاه.)
أشع 53 : 7)
وهذه النبوة الحقيقة تحققت بالحرف الواحد اذا رجعنا الى محاكمة المسيح أمام بيلاطس البنطى كيف أتهمه رؤساء الكهنة والشيوخ بأمور زور ماذا فعل يسوع:
(وبينما كان رؤساء الكهنة والشيوخ يشتكون عليه لم يجب بشيء)
(مت 27 : 12)
لم يجب يسوع بكلمة مع العلم أذا تكلم يسوع كان من الممكن أن يخرس كل هؤلاء وفى حادثة المرأة الخاطية جعلهم يخرجون واحد تلو الاخر ولم يقدروا أن يرجموا المرأة الخاطية والتى كانت مستحقة الرجم حسب أمر الناموس ولكن تصد لهم يسوع بطهره فلم يستطيعوا أن يحكموا على المرأة الخاطية وهى مستحقة الحكم !!
(واما هم فلما سمعوا وكانت ضمائرهم تبكّتهم خرجوا واحدا فواحدا مبتدئين من الشيوخ الى الآخرين.وبقي يسوع وحده والمرأة واقفة في الوسط. يو 8 : 9)
وأيضآ أمام بيلاطس سأله بيلاطس وكان نفسه أن يخلص يسوع لانه شعر فى داخله أنه مظلموم ولكنه أيضآ لم يتكلم بكلمه واحده وأرتضى أن يقبل الظلم :
(فقال له بيلاطس أما تسمع كم يشهدون عليك. 14 فلم يجبه ولا عن كلمة واحدة حتى تعجب الوالي جدا مت 27 : 14))
تعجب الوالى بيلاطس من أمر المسيح لانه شاعر فى داخله انهم يشهدون عليه زور ولكن يسوع لم يتكلم وصمت وقبل الظلم وتحققت النبؤة العجيبة التى فى أشعيا أنه ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه .
وأيضآ أمام هيرودس الذى كان يعلم عنه أنه يفعل أيات وعجائب وكان قد سمع عنه كثيرآ ,وكان يشتاق أن يراه وأن يفعل أيه أمامه ولكن للعجب صمت يسوع أمامه ولم يفعل أى شيئ ولم يرد حتى على كلامه حتى أحتقره هيرودس:
(واما هيرودس فلما رأى يسوع فرح جدا لانه كان يريد من زمان طويل ان يراه لسماعه عنه اشياء كثيرة وترجى ان يرى آية تصنع منه. 9 وسأله بكلام كثير فلم يجبه بشيء. 10 ووقف رؤساء الكهنة والكتبة يشتكون عليه باشتداد. 11 فاحتقره هيرودس مع عسكره واستهزأ به لو 23 : 8 _ 11)
وحتى بيلاطس كان متحير جدآ فى أمر يسوع وكان يريد أن يطلقه بأى طريقة ولكن المسيح ظل صامت وقبل الظلم وهو عارف أن نهاية هذا الحكم الظالم هو الموت!!
(من هذا الوقت كان بيلاطس يطلب ان يطلقه ولكن اليهود كانوا يصرخون قائلين ان اطلقت هذا فلست محبا لقيصر يو 19 :12))
هذا هو ربنا يسوع المسيح ماذا فعل أمام الظلم لقد قبل الظلم وتذلل ولم يفتح فاه مع العلم هو يقدر أن يبرر نفسه أمامهم وبكل سهوله .
الذى أستطاع أن يبرر أنسانه خاطئه وأمسكت فى ذات الفعل ومستحقة الرجم حسب الناموس الا يستطيع أن يبرر نفسه الطاهرة التى لم يكن فيها نهائيآ اى غش !!!
ولكنه صمت وقبل الظلم .هذا هو سلوك ربنا يسوع المسيح ولكن القديس بطرس الرسول يضع أمامنا شيئ هام لا يقبل الخيار وهو يقول:
(لانكم لهذا دعيتم فان المسيح ايضا تألم لاجلنا تاركا لنا مثالا لكي تتبعوا خطواته1 بط 2 :21))
أنظروا أخوتى الاحباء أنه يقول لانكم لهذا دعيتم !!! الى ماذا نحن دعينا
دعينا الى أن نصنع كما فعل يسوع فهو ترك لنا مثالآ لكى نتتبع خطواته !!فأذا كان هذا هو سلوك المسيح أمام الظلم وقضية يسوع لم تكن قضية بسيطة فهو كان يعلم تمام بكل ما سوف يأتى عليه أذا هو صمت أمام الظلم وكان هذا الظلم سوف ينتهى بالموت موت الصليب .ولكنه قبله ولم يفتح فاه .
أى أنه لابد أن أصمت أمام الظلم ولا أفتح فمى ولا أثور وأحاول أن أرد وأفحم الذى يشتكى عليا ,وأحيانآ أصرخ وأعلى صوتى مدعى أننى على حق على حق !! فهل الرب يسوع لم يكن على حق !!بالفعل كان على حق بل بالحرى هو الحق نفسه ولكن لم يفتح فاه أمام الظلم وقبله الى الموت وهو صامت .
هذا أمر له العجب يارب أنت تطلب من لكى أكون أنسان مسيحى ,أن أقبل أن أظلم ولا أدُافع عن نفسى ومن يأخذ حقى يارب أفرط فيه
يعنى يارب لا أشتكى وأطلب حقى يعنى أصمت وأنا أعرف أن أتكلم وأدافع عن نفسى طيب يارب تريد منى أن أصمت وحتى و أنا عندى أدله وبراهين تثبت أننى برئ !
ولكن يارب أظن أن هذا لا يتفق تمامآ مع رأى العالم ,ولا يتفق مع التربية التى أن تقبلتها منذ طفولتى عجبآ يارب فالذى تعلمته أننى أجرى وراء حقى ولا أقبل الظلم بل أحيانآ أصرف كل غالى ونفيس حتى أثبت أننى على حق أو لكى أرد عن نفسى الظلم .
ربى يسوع فى النهاية أقف متعجبآ أمام هذا الامر العجيب ! أقبل الظلم أم لا
ولكن ياربى كلامات أنجيلك هى الحياة وهى دستور حياتى فلابد أن أسمع منها ولابد أن أقبل الظلم وكالعادة أنت لا تعطى لنا وصية وتتركنا ننفذها بقدرتنا لانك تعلم أننا لانملك القدرة على ذلك .
فلكى أقبل الظلم يارب أظن عمليآ هذا مستحيل على نفسى وحدها ,نعم يارب مستحيل ربما أصاب بتمزق نفسى أو قهر أذا قبلت الظلم بنفسى ولكن من الضرورى يارب أن أقبل كلامك ووصيتك ولكن من فضلك يارب عندما يأتى الظلم على نفسى ويقول روحك فيا أن أصمت ولا أتكلم أرجوك أكشف عن عينى وأعطنى البصيرة لكى أرك أنت شخصيآ هو الذى يقبل الظلم عنى ويرفعه عن نفسى تمامآ كم أنت فعلت يارب فى قضية الصليب .
.فأنت قبلت الظلم عنى ,وما فعلته لا ينتهى ,فأرجوك عندما يأتى الظلم على نفسى أسكب سلامك داخل نفسى وأجعلنى أصمت ولكن لكى لا تجرح نفسى بالقهر أكشف عن عينى أنك أنت الذى تتقبل الظلم عوض عنى لانك أنت وحدك القادر أن تتحمل الظلم دون أن تتكلم ولانى متحد بيك فأرجوك أن تهبنى هذه القدرة التى منك وحينئذا أسمع كلمات أنجيلك تختم هذا الموضوع بقوله:
(لان هذا فضل ان كان احد من اجل ضمير نحو الله يحتمل احزانا متألما بالظلم1بط 2 : 19))
أخوتى الاحباء من فضلكم ورجاء محبة أن يقول كل واحد رأيه فى هذا الامر لانه موضوع يشغل نفسى وأريد أن أستفيد من خبراتكم وحتى تكون الفائدة العملية كبيرة من مجموع الاراء السؤال :
ماذا أفعل أمام الظلم سواء فى العمل أو من الاصدقاء او حتى أذا قال عنك أى شخص كلام زور
اذكرونا في صلواتكم
|