منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 15 - 03 - 2015, 03:19 PM
الصورة الرمزية tito227
 
tito227 Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  tito227 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,845

أب حقيقي (٢)


القس بولس بشاي
١٢ مارس ٢٠١٥
أب حقيقي (٢)


ها هو الإبن المتمرد قد أتى ذليلاً بعد أن أهان أباه في وسط بيته أمام كل عبيده.. يا ترى ماذا سيفعل الأب؟ هل سيحضرهم جميعاً ليروا ويتأملوا قذارته؟ هل سيأمر بأن يأخذوه ليعمل معهم كعبد بتلك الأيدي التي فقدت نعومتها مع الخنازير؟ هل سيشمت الأب في الإبن العاق و يقول لعبيده: هذا هو حال من يتمرد علىَّ, ابني هذا جاء راكعاً تحت قدمىَّ. جاءت الفرصة لتجعله عِبرة لمن تسول له نفسه عصيانك بل وعبرة أمام نفسه حتى يرتدع، طبق عليه ما أمر به موسى في سفر التثنية امسكه وأت به إلى شيوخ المدينة وقل لهم إبني هذا معاند ومارد ولا يسمع لقولي وهو مسرف وسكير فيرجمه جميع رجال مدينته بحجارة حتى يموت“ (تث21 :20-21).
ابداً لم يحدث من هذا أي شىء، جاء العبيد بالفعل لكنهم وجدوه مستوراً بين ذراعي ابيه، وقع على عنقه وقبله وثيابه الممزقة غطاها بحضنه لئلا يراه العبيد على هذا الحال فيستهينوا به أو يستهزئوا به. أمرهم الأب أن يردوا له خاتم البنوة الذي خلعه بإرادته وكأنه يقول لهم: عاد ابني وعادت له كل استحقاقات البنوة.
وهذا ما يفعله الرب يسوع إلى يومنا هذا مع كل خاطىء مثلما فعل مع بطرس بعدما انكر بل وجدف ولعن.. أعاد بطرس وأعاد إليه رتبته الأولى كراعٍ لقطيع المسيح.
وأمر الأب أن يلبسوه الحلة الأولى أي أفخر ثوب في البيت لتكون ستراً له. ويعلق على هذا المشهد احد الأباء و يقول: ان الله ينصت إلى اعتراف الخاطىء ولكنه لا يسمح له بالمذلة يطلب له ثوب الابن وخاتمه مكرماً إياه.
“نادى الرب الإله آدم وقال له أين أنت، فقال سمعت صوتك في الجنة فخشيت لأني عريان فاختبأت، فقال من أعلمك أنك عريان، هل أكلت من الشجرة التي أوصيتك أن لا تأكل منها” (تك 3 : 9-11 ) نعم فالخطية تشعر الإنسان بالخزي والعري أمام الله. منذ أخطأ آدم وعلى مر كل العصور الخطية هي الخطية والإنسان هو الإنسان، ولكن أيضاً الله في حنانه هو الله يستر على الخطاة، يرثى للقلب المنكسر وللنفس الخجلى ليسترها في حضنه.
في مثل الفريسي والعشار لم يشأ العشار أن يرفع عينيه إلى السماء بل وقف من بعيد وقرع على صدره قائلاً اللهم ارحمنى أنا الخاطئ وبسرعة بدون أي نقاش غطى الآب السماوى ضعفه وخجله بغفرانه وتبريره له، فى الحال خرج مبرراً بل واعتبر هذا الخجل وانكسار القلب سبباً لقبول توبته، حتى في مثل الابن الضال لم يذكر الأب للابن تفاصيل الخطية في الكورة البعيدة واكتفى بقوله بذر ماله بعيش مسرف مع أن الابن الأكبر لما ضاق بالأمر تكلم بأكثر تفصيل: ابنك هذا الذي أكل معيشتك مع الزواني. لكن هذا هو قلب الأب الساتر، فإن كان الأب الأرضي لا يمكن أن يرضى لإبنه الفضيحة ولو على حسابه هو شخصياً فكم يكون الاب السماوى الكامل فى حبه..
والأعجب في حبه أنه سترنا لا أمام الناس وأمام الكون كله وأمام الملائكة وكل طغمات السماء فقط، بل وأمام العدل الإلهى نفسه، فما صنعه من أقمصة من جلد ليستر عرى آدم بدلاً من أوراق التين التي صنعاها لأنفسهما كمآزر لم يكن إلا رمزاً لما هو آت من الستر الحقيقي بدمه “إن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار وهو كفارة لخطايانا” (1يو 2 : 1) دمه هو الستر الحقيقي لنا من كل المعاصي، من احتمى به مهما تعاظمت خطاياه فهو في ستره على الإنسان يستر إلى التمام ويستر النفس الخجلى حتى أمامه هو شخصياً، حين لا تستطيع أن ترفع عيناها في عينيه.. إن الرب أمام خجل المرأة الممسوكة في ذات الفعل، لم ينظر إليها كما يقول القديس يوحنا “وأما يسوع فانحنى إلى أسفل وكان يكتب بأصبعه على الأرض” (يو8 : 6) و لما استمروا يسألونه انتصب وقال لهم من منكم بلا خطية فليرمها أولاً بحجر، كل هذا وهو لم يلتفت إليها وبينما كانوا ينسحبون واحد تلو الآخر يقول الإنجيل: “ثم انحنى أيضاً إلى أسفل” أخيراً لما بقيت هي وحدها لم يتحدث معها عن الخطية ولا بكلمة واحدة بل بلطف دعاها إلى التوبة مبرراً إياها “ولا أنا أدينك اذهبي و لا تخطئي أيضاً” (يو 8 :11)

[ لنتب يا أخوتي مادام لنا وقت، فقد سمعتم قول الرب يسوع "أنه يصير فرح في السماء بخاطىء واحد يتوب" أيها الخاطىء لما تتوانى؟ لما تيأس إن كان يصير فرح في السماء إذا تبت، فممن تخاف؟ إن الملائكة يسرون وأنت تتوانى! سيد الملائكة هو الكارز بالتوبة وأنت تهرب! الثالوث الطاهر المسجود له يستدعيك وأنت تتنهد...!] (مار افرام السريانى )


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
القلب -قداسة البابا تواضروس ٢٠٢٢/١٢/٢٨
رسالة مريم العذراء في مديوغوريه إلى العالم في ٢٥ تشرين الأوّل ٢٠٢٢
عظة البابا تواضروس اليوم ٢٣/٢/٢٠٢٢ اجتماع البابا 23 فبراير 2022
عظة البابا تواضروس اليوم ٢٣/٢/٢٠٢٢
(رسالةُ ملكةِ السّلام من خلال إيفان في ٢٢ كانون الثاني ٢٠٢٢)


الساعة الآن 08:51 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024