|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سمّر لحمي _ أغسطينوس سمِّر لحمي بخوفك القديس أغسطينوس الشهوات الجسدية يُعبر عنها باللحم، ووصايا البر هي المسامير التي تثقب بها مخافة الرب لحمنا، وتصلبنا كذبائح مقبولة للرب. لذلك يقول نفس الرسول: "فأطلب إليكم أيها الأخوة برأفة الله أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حيَّة مُقدَّسة مرضية عند الله" (رو 12: 1). إذن هناك صليب لا يجعل خادم الله يرتبك بل يجعله يبتهج، قائلاً: "وأما من جهتي فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صلب العالم لي وأنا للعالم" (غلا 14:6). هذا صليب ليس خاص بمدة أربعين يوم صيام بل خاص بالحياة كلها، والذي يُرمز إليه بواسطة رقم الأربعين السري ... لذلك موسى وإيليا وسيدنا المسيح ذاته صاموا لمدة أربعين يوماً، وصومهم جميعاً هذا يشير أن هذا العمل النسكي قد تم بواسطة الناموس (موسى) والأنبياء (إيليا) والإنجيل (المسيح)، وهكذا أيضاً ينجز بواسطتنا نحن. وهكذا بدلاً من الإنشغال والتعلق بهذا العالم، يمكننا بالأحرى أن نميت إنساننا العتيق: "لنسلك بلياقة كما في النهار لا بالبطر والسكر لا بالمضاجع والعهر لا بالخصام والحسد، بل البسوا الرب يسوع المسيح ولا تصنعوا تدبيراً للجسد لأجل الشهوات" (رو 13: 13، 14). عش دائماً بهذا الأسلوب، أيها المسيحي، لا تنزل مطلقاً من على الصليب إذا كنت تريد أن لا تغوص في وحل هذه الأرض. علاوة على ذلك، إذا كان يجب عليك أن تعيش هكذا طوال أيام حياتك بأكملها، فبأي مقدار من التعقل يجب عليك أن تسلك أثناء هذه الأربعون يوماً، التي ترمز للحياة كلها؟ في الأيام الأخرى، "احترزوا لأنفسكم لئلا تثقل قلوبكم في خمار وسكر وهموم الحياة" (لو 21: 34)، أي صوموا أيضاً في هذه الأيام. في الأيام الأخرى، لا ترتكبوا الزنى، أو أي إغواء غير شرعي، أما في هذه الأيام (الأربعين) امتنعوا أيضاً عن اللذة الزيجية الشرعية. وما تحرموا أنفسكم منه بالصوم أضيفوه على عمل العطاء والصدقة، والوقت الذي كان يُستقطع سابقاً في الواجبات الزيجية، أصرفوه في التحدث مع الله. والجسد الذي كان مشغولاً بالحب الجسدي، ليسجد في صلاة جادة، والأيدي التي كانت تتشابك في العناق، لتمتد في التضرع لله. أنتم يا من تصومون حتى في الأيام الأخرى أزيدوا أعمالكم الصالحة في هذه الأيام. أنتم يا من تصلبون أجسادكم بالزهد الدائم في الأيام الأخرى التصقوا بإلهكم بصلوات أكثر، وحرارة أشد، أثناء الأربعين المقدسة. ليكن الجميع بفكر واحد، ليكن جميع المؤمنين سائرين بلا عيب في هذه الرحلة، متنفسين شوقاً ومحترقين حباً نحو وطنهم السماوي الواحد. لا يحسد أحد شخص آخر على موهبته، ولا يستخف أحد بعطية الله لشخص هو نفسه يفتقر إليها. بل بالأحرى، فيما يخص البركات الروحية، اعتبر ما تحبه في أخوك كأنه ملكك، وليعتبر أخوك بدوره ما يحبه فيك كأنه ملكه. لا يسعى أحد منكم - متظاهراً بالتقشف (أثناء الصوم) - لتبديل الملذات بملذات أخرى بدلاً من الإمتناع عنها، فيبحث عن الأطعمة غالية الثمن لكونه يمتنع عن اللحم، ويطلب المشروبات النادرة كونه يمتنع عن شرب الخمر، لئلا بعملية ترويض للجسد زائفة يطلق العنان لمطالب اللذة. حقاً كل طعام طاهر للطاهرين، لكن الترف ليس بطاهر لأي أحد. قبل كل شيء، يا أخوتي، صوموا عن المشاجرة والنزاع. تذكروا الكلمات التي استعملها النبي في شجبه الحاد للبعض قائلاً: "ها إنكم للخصومة والنزاع تصومون ولتضربوا بلكمة الشر. لستم تصومون كما اليوم لتسميع صوتكم في العلاء. أمثل هذا يكون صوم أختاره" (إش 58). إذا كنت تريد الصراخ إستعين بهذه الإستغاثة التي يقول عنها الكتاب: "بصوتي إلى الرب أصرخ" (مز 142: 2). هذا الصوت بالتأكيد ليس صوت مشاجرة بل صوت محبة، ليس بصوت صادر من الجسد بل من القلب. وليس هذا مثل الصراخ الذي ذكره إشعيا قائلاً: "فانتظر حقاً فإذا سفك دم، وعدلاً فإذا صراخ" (إش 7:5). "اغفروا يغفر لكم. أعطوا تعطوا" (لو 6). هذان الأثنان (المغفرة والعطاء) هما جناحي الصلاة الذي بواسطتهما يطير الإنسان إلى الله: إذا أرتكب ضده أي ضرر يغفر للمذنب، ويعطي صدقة للمحتاجين. |
11 - 03 - 2015, 03:02 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سمّر لحمي _ أغسطينوس
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|