|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العظة علي الجبل .. كونوا أنتم أيضا كاملين مت5 : 48 (2) بقلم مثلث الرحمات طيب الذكر المتنيح : البابا شنودة الثالث ٧ مارس ٢٠١٥ إن السعي إلي الكمال يذكرنا بمن يطارد الأفق. يري الأفق بعيدا وراء الجبل,حيث يري هناك السماء منطبقة علي الأرض فإن ذهب إلي ما وراء الجبل يري الأفق هناك وراء المحيط فإن عبر المحيط يري الأفق هناك في آخر المزارع الواسعة وهكذا كلما سعي إلي الأفق يجده يمتد بعيدا هكذا من يسعي إلي الكمال. كذلك من يسعي إلي الكمال:كلما يصل إلي درجة منه تتكشف له درجات أخري أعمق وأعلي لم يصل إليها بعد. إن النمو يذكرني ببعض الأشجار في نموها كشجرة الكافور مثلا أو الكازوراينا. بذرتها صغيرة جدا كأنها السمسمة ومع ذلك حينما نزرعها نجدها تظل تعلو وتعلو حتي يصل ارتفاعها أحيانا إلي عشرين مترا وفي نفس الوقت تمتد جذورها في الأرض إلي أكثر من ثمانية أمتار وتكون سميكة جدا صدقوني أنني لم أبصر شجرة كافور أو كازوراينا متكاسلة في نموها بل دائمة النمو,كما قال الرب عن حبة الخردل التي هي أصغر البذور-تظل تنمو حتي تصير شجرة تتأوي طيور السماء في أغصانهامت13:32. إن نمو هذه الأشجار يعطينا درسا في الحياة. كل بذرة لهذه الأشجار فيها حياة مهما صغرت وحياتها دائما تنمو وتستطيع البذرة الصغيرة بمضي الوقت أن تحتمل ثقل الجذع وثقل الفروع ويشير إلينا المزمور بالدرس الذي نتلقاه من الأشجار فيقولالصديق مثل النخلة يزهو كالأرز في لبنان يعلومز92:12. لعل البعض يسأل:كيف نصل إلي الكمال؟إنه حركة وبركة. النمو حركة وبركة عليك أن تتحرك إلي الأمام ولو حركة واحدة.فيباركها الله ويمنحك القوة علي أن تخطو خطوة أخري وهكذا إلي أن تصل إلي الكمال,وكما قال أحد إن الفضيلة تريدك أن تريدها لاغير. مجرد إرادتك الخيرة تتلقفها النعمة وتدفعها إلي حيز العمل,ثم إلي النمو ولذلك ليس المطلوب منك أن تصل وإنما أن تتحرك أن تمشي في طريق الله وهكذا تقول لنا أول آية في المزمور الكبيرطوباهم الذين بلاعيب في الطريقمز119:1مجرد أن تكون سائرا في الطريق هذا أمر تستحق عليه الطوبي عندئذ تحملك النعمة علي أجنحتها, النعمة التي تعطي المعيي قوةأش40:29 هناك أشخاص نموهم سريع وآخرون نموهم بطيء فكيف يصل هؤلاء؟ ليس لهم أن يقلقوا علي وصولهم المهم أن يكونوا سائرين في الطريق إن اللهيعرف جبلتنا يذكر أننا تراب نحنمز103:104لذلك تفتقدنا نعمته لكي تدفعنا فنصل. لذلك نصيحتي لك من جهة حياة الكمال:لاتيأس لا تيأس ضع أمامك تلك العبارة التي قالها القديس بولس الرسول. أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقوينيفي4:13 ولعل عبارة كل شيء قد اقتبسها هذا الرسول العظيم من قول السيد الرب كل شيء مستطاع للمؤمنمر9:23. حقا إنه قال في موضع آخر كل شيء مستطاع عند اللهمر10:27لكن من المعزي هنا أن يقولكل شيء مستطاع للمؤمنطبعا بالقوة المعطاه له من الله والتي عنها قال لتلاميذه القديسين الحق الحق أقول لكم:من يؤمن بي فالأعمال التي أعملها يعملها هو أيضا ويعمل أعظم منهايو14:12هنا وأصمت لا أفسر وإنما أتأمل..! لاتقل إذن:هذا آخر ما تصل إليه طبيعتي ولاتستطيع أن تفعل أكثر من هذا!!قد لاتستطيع طبيعتك أن تعمل ولكن نعمة الله العاملة فيك تستطيع وقد لاتستطيع حصاة في مقلاع داود أن تقتل جليات الجبار ولكن كانت تستطيع تلك العبارة التي قالها داوداليوم يحبسك الرب في يدي1صم17:46الذي هزم جليات هو إيمان داود وليس مجرد حصاته. لذلك آمن أن الرب قادر أن يعمل بك ويعمل معك. قد تكون كتلة من الخشب ملقاة علي الأرض ولكنابن النجارقادر أن يعمل فيها ويصنع منها كرسيا لله يجد مسرته فيه وقد تكون التوبة صعبة علي إرادتك الضعيفة لكنها لاتكون صعبة إن قلت توبني فأتوبأر31:18. أو اعتبر نفسك أنك قطعة طين بسيطة أخذها الفخاري العظيم,وصنع منها آنية للكرامةرو9:21أليست له المقدرة علي ذلك. لاتقل إن المقرر الروحي المطلوب مني طويل جدا وصفه يوحنا كليماكوس في ثلاثين درجة ولست قادرا علي اتقان الأولي منها!!بل إني الخصها لك في فضيلة واحدة هي المحبة التييتعلق بها الناموس كله والأنبياءمت22:40فجاهد لكي تصل إلي هذه الحبة,وهي تكفيك وتغنيك عن الكل. جاهد علي قدر طاقتك والله لايطلب منك فوق ما تستطيع. أبسط جناحك وطر إلي الله وإن لم تستطع الطير اجر وإن لم تستطع الجري امش وإن لم تستطع المشي ازحف وإن لم تستطع الزحف قف حيث أنت ولاترجع إلي الوراء. ومع الدعوة إلي الكمال قد يسمح الله بأن يستبقي فيك نقصا معينا حتي لاتقع في المجد الباطل من فرط فرائضك. بطرس الرسول كان أحد أبطال الإيمان في القرن الأول الميلادي ومع ذلك استبقي الله فيه مسألةالاندفاعكما أن توما الرسول استبقي الرب فيه مشكلة الشك, وأبونا إبراهيم استبقي فيه الخوفوأنت مع الكمال الذي تصل اليه قد يبقي نقص يقودك إلي الاتضاع! بل السعي وراء الكمال يقود أيضا إلي الاتضاع. لأنك كلما تنظر إلي درجات أعلي منك بكثير لم تصل إليها بعد تشعر بنقصك فتتضع نفسك وتري أنك في الموازين إلي فوق..من أجل هذا كان قديسون كبار يقولون عن أنفسهم أنهم خطاة لأنهم كانوا يتطلعون إلي درجات أعلي. لذلك ثبت نظرك إلي المقاييس للفضيلة.. واسع إليها. ضع أمامك سير القديسين في كل ما وصلوا إليه واقرأ السير الجميلة عن الكمال المسيحي وصادق الأبرار الذين يرفعونك معهم إلي فوق,احذر الأصدقاء الذين يهبطون بمستواك إلي أسفل. كذلك ينبغي أن يكون عندك دافع داخلي في قلبك. يدفعك إلي التمسك بحياة الكمال شاعرا بأنها وصية إليك وبناء علي تنفيذها يتحدد مصيرك في الأبدية وتتحدد درجتك. وباستمرار حاسب نفسك وقل لها:أين أنا الآن من وصية الرب القائلة:كونوا كاملين. وصل لكي يعطيك الرب نعمة تمتد بها إلي قدام. ومهما نمت روحياتك حذار أن تظن أنك صرت كاملا. |
08 - 03 - 2015, 09:47 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: العظة علي الجبل .. كونوا أنتم أيضا كاملين مت5 : 48 (2)
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|