|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما هي الصفات اللازمة لإتمام وساطة المسيح ؟ أن الكتاب المقدس يعلمنا صريحاً الصفات اللازمة للوسيط بين الله والناس وهي ما يأتي : 1 – أن يكون إنساناً. إن الرسول نص علي أن سبب اتخاذ المسيح طبيعتنا لا طبيعة الملائكة هو أنه أتي ليفدينا فكان ضرورياً أن يولد تحت الناموس الذي خالفناه لكي يكمل كل بر وأن يتألم ويموت ذبيحة لكي يكفر عن خطايانا وأن يشترك في حياتنا البشرية لكي يشعر بضعفاتنا فلذلك كما تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضاً كذلك فيهما (عب 2 : 14). 2 – أن يكون بدون خطية. فإن الذبيحة التي كانت تقدم علي المذبح كان يجب حسب الناموس الموسوي أن تكون بلا عيب والذي يقدم نفسه إلي الله ذبيحة عن خطايا العالم يجب أن يكون هو نفسه بريئاً من الخطية. فمن المستحيل أن يكون المخلص من الخطية خاطئاً لأنه لا يقدر أن يصل إلي الله ولا أن يكون ذبيحة عن الخطايا ولا مصدر القداسة والحياة الأبدية لشعبه إن لم يكن هو باراً قدوساً ولذلك وجب أن يكون رئيس كهنتنا قدوساً بلا شر ولا دنس ومنفصلاً عن الخطية (عب 7 : 26) ولذلك كان هو بدون خطية (عب 4 : 15 و 1 بط 2 : 22). 3 – أن يكون إلهاً. لأنه لا يقدر أن ينزع الخطية إلا دم من هو أعظم من مجرد مخلوق والمسيح في حال كونه إلهاً بتقديم نفسه مرة واحدة ذبيحة أكمل إلي الأبد المؤمنين (عب 7 : 27 و 9 : 26) وكذلك لا يقدر إلا شخص إلهي أن يبيد سلطان الشيطان وينقذ الذين قد سباهم ولا يقدر علي تتميم عمل الفداء العظيم إلا من هو قادر علي كل شئ وله حكمة ومعرفة غير محدودتين ليكون رئيس كنيسته ودياناً للجميع ولا يقدر أن يكون مصدر الحياة الروحية لجميع المفديين إلا من حل فيه كل ملء اللاهوت. فجميع هذه الصفات التي نص في الكتاب علي ضروريتها لتأهيل الوسيط للوساطة بين الله والناس قد اجتمعت في المسيح حسب مقتضى العمل الذي أتي لإتمامه. ونتج من ثبوت تلك الصفات لوسيطنا أن وساطة المسيح التي تشمل كل ما فعل وكل ما لا يزال يفعله لخلاص البشر هي عمل شخص إلهي فجميع أعمال المسيح وآلامه في إجراء وساطته كانت أعمال وآلام شخص إلهي فالذي صلب هو رب المجد والذي سكب نفسه للموت هو ابن الله وصدق هذا التعليم يتضح مما يأتي : 1 – كون الكتاب المقدس ينسب كفاية عمله وسلطانه وصدق كلامه وحكمته وقيمة آلامه إلي كونه الله الذي ظهر في الجسد. 2 – عدم كفاية وساطة من هو إنسان فقط لإتمام لوازم تلك الوظيفة لأنه لو كان وسيطنا إنساناً لعجز عن فداء البشر الساقطين فلا يبقي بعد للإنجيل مجد ولا قدرة ولا كفاية. 3 – لوازم العمل فإن فداء البشر الساقطين مما لا يقدر عليه إلا من هو إله وإنسان معاً فوظيفة المسيح النبوية تستلزم أن له جميع كنوز الحكمة والعلم ووظيفته الكهنوتية تستلزم شرف ابن الله ليجعل عمله نافعاً ولا يقدر سوي شخص إلهي أن يستعمل السلطان الذي دفع إلي المسيح باعتبار كونه وسيطاً. والخلاصة : أنه لا يقدر إلا الابن الأزلي أن ينقذنا من عبودية الشيطان وموت الخطية أو يقيم الأموات أو يهب الحياة الأبدية أو يغلب جميع أعدائه وأعدائنا لأننا نحتاج إلي مخلص قدوس بلا شر ولا دنس منفصل عن الخطاة بل أرفع من السموات. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|