|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأسفار القانونية في هذا البحث سنحاول أن نوضح كيف حصلنا على الأسفار في كتابنا المقدس. ونحن لا نسأل عمن كتب هذه الأسفار, بل عمّن جمعها معًا, وأعطاها صفة الاستعمال القانوني المقدس. وقد أطلقت الكنيسة المسيحية اسم الأسفار القانونية على أسفار الكتاب المقدس لتكون القانون الوحيد المعصوم للإيمان والأعمال. (1) العهد القديم: هناك رأي يقول أن الذي أضفى صفة القانونية على أسفار العهد القديم هم كتَّاب الأسفار أنفسهم, وقد شعروا وهم يكتبون بدافع من الروح القدس أنهم يكتبون قوانين الحياة للشعب, ثم أظهرت محتويات ما كتبوه صحة رأيهم وصوابه, فقد كان ما كتبوه قانونًا إلهيًا حقًا. وهناك رأي آخر يقول أن الذي أعطى صفة القانونية لهذه الأسفار هم الكتّاب المقودون بالروح القدس, ومعهم قادة الدين من اليهود والمسيحيين الذين قبلوا هذه الأسفار بإرشاد من الروح القدس أيضًا. غير أنه لم تجمع أسفار العهد القديم معًا إلا بعد السبي, وقد زعم اليهود أن عزرا الكاتب وهو الذي جمعها على هيئتها الحاضرة, وقد عاونه في ذلك رجال المجمع الكبير. وقد قسم اليهود أسفار العهد القديم إلى أربعة أقسام: (أ) التوراة أو الناموس - وهي أسفار موسى الخمسة. (ب) الأنبياء - وينقسمون إلى قسمين: الأنبياء المتقدمون وهي أسفار يشوع والقضاة وسفرا صموئيل وسفرا الملوك (وكل من الأخيرين اعتبرا سفرًا واحدًا) ثم الأنبياء المتأخرون وهم أشعياء وإرميا وحزقيال, والأنبياء الإثنا عشر الصغار (وقد اعتبرت أسفارهم سفرًا واحدًا). (جـ) والقسم الثالث هو الكتب. وهي المزامير والأمثال وأيوب والنشيد والجامعة وراعوث والمراثي واستير, ودانيال, ثم عزرا ونحميا كسفر واحد, وسفرا الأخبار كسفر واحد. ثم عاد اليهود وأضافوا سفر راعوث إلى القضاة, ومراثي إرميا إلى سفر إرميا, فصار عدد الأسفار القانونية 22 سفرًا فقط, بعدد حروف الأبجدية العبرية. (د) الأسفار القانونية الثانية: طوبيا، يهوديت، يشوع بن سيراخ، باروخ، سفر الحكمة، المكابيين الأول والمكابيين الثاني، بالإضافة إلى تتمة أستير وتتمة دانيال. فيوجد في نسخ الترجمة السبعينية أسفار لم تجمع ضمن أسفار العهد القديم العبرية، وهذه الأسفار تعرف بـ"الابوكريفا". وهناك أسفار تؤمن بها الكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكيه، ولكن يرفضها البروتستانت تعرف باسم الأسفار القانونية الثانية. أما عن حفظ الكتابات المقدسة فيقول سفر الخروج 40: 20 أن موسى أخذ لوحي الشهادة ووضعهما في لتابوت, كما يقول سفر التثنية 31: 9 أن موسى كتب التوراة وسلمها للكهنة بني لاوي, وأمرهم بوضعها بجانب التابوت (تثنية 31: 24 - 26) ويتضح من ملوك الأول 8: 9 أن لوحي الشهادة كانا محفوظين حتى زمن سليمان, كما أن يهوياداع الكاهن قدّمهما إلى يوآش (2 ملوك 11: 12) وقد نقل رجال حزقيا الملك أمثال سليمان (أمثال 25: 1). ثم أن هذه الكتابات المحفوظة كانت ذان سلطان على حياة الناس, ويتضح هذا من قصة سفر الشريعة الذي غيّر حياة الشعب (2 ملوك 22: 8 - 20) كما يظهر هذا من نحميا 8: 8 وكذلك انظر زكريا 7: 12 ودانيال 9: 2 كما أن بولس يقول هذا في رسالته الثانية إلى تيموثاوس 3: 16. وقد عمل على حفظ كتابات العهد القديم ترجمتها إلى اليونانية بالترجمة المعروفة "السبعينية" والتي بدأت حوالي 250 وأكملت حوالي 150 ق.م. وقد بدأت هذه الترجمة بأمر من بطليموس فيلادلفوس الذي كان يحب الكتب, والذي حكم في مصر من سنة 285 ق.م. ومن العهد الجديد نتأكد أن العهد القديم كما هو الآن كامل وله سلطان مطلق, فقد اقتبس منه 275 شاهدًا كما اقتبست منه قصص وأفكار, مما يبرهن لنا صحة العهد القديم كما هو بين أيدينا اليوم. وقد قبل رجال الكنيسة الأولون العهد القديم كما هو بين أيدينا اليوم., ويتضح ذلك من كتابات جستن مارتر حوالي نحو 164 م. ومن كتابات أسقف ساردس الذي ذهب إلى فلسطين خصيصًا من أجل هذا الأمر للفحص والبحث في نحو 170 م. ومن أوريجانوس الإسكندري حوالي سنة 254 م. فمجموع أسفار العهد القديم: 46 سفرًا. والعهد الجديد 27 سفرًا. (2) العهد الجديد: وينقسم تاريخ جمع أسفار العهد الجديد إلى ثلاثة أقسام: (أ) القسم الأول من البدء حتى عام 170 م. وقد تمت كتابة جميع أسغار العهد الجديد في القرن الأول المسيحي, وكان لهذه الكتابات السلطان المقدس, فقد طلب بولس الرسول أن تكون لكتاباته السلطة الرسولية الواجبة (1 تسالونيكي 5: 27 وكولوسي 4: 16) وحذّر يوحنا الجميع من إضافة شيء أو حذف شيء مما كتبه في سفر الرؤيا (رؤيا 22: 18 و 19) واعتبر الرسول بطرس كتابات بولس الرسول ذات سلطة قانونية كبقية الكتب المقدسة (2 بطرس 3: 16). وقد كان الآباء الأولون يتبادلون الرسائل والكتابات لتعمّ الفائدة, وهكذا صارت كتابات العهد الجديد معروفة للمسيحيين جميعًا. وقد اقتبس أكليمندس الروماني في عام 95 م. من متى ولوقا ورسالة العبرانيين ورومية وكورنثوس وتيموثاوس وتيطس وأفسس, وذلك في رسالة كتبها إلى مسيحيي روما. وكتب أغناطيوس رسالة عام 115 م. إلى بوليكاربوس أسقف سميرنا اقتبس فيها الكثير من مختلف أسفار العهد الجديد. وقد قامت هرطقات كثيرة فكرية لمقاومة المسيحيين, فقام الآباء الأولون بالرد عليها من الأناجيل الأربعة وبقية كتابات الرسل. ومن الآباء المدافعين عن الإيمان جستن مارتر وأرستيدس ومليتو من ساردس وثاوفيلس من أنطاكية. (ب) القسم الثاني من 170 إلى 220 م. وهو الوقت الذي انشغلت فيه الكنيسة المسيحية بالمباحث اللاهوتية والعقائدية. وبرز فيه إيرناوس في آسيا الصغرى وإكليمندس الإسكندري وترتليان في شمال إفريقيا. ومن كتاباتهم يتضح أنه لم يكن هناك نزاع حول الأسفار القانونية في العهد الجديد, إلا أن تحديدها لم يكن واضحًا. (جـ) القسم الثالث ومدته القرنان الثالث والرابع الميلاديان: اجتمع المجمع المسيحي المسكوني في قرطجنة عام 397 م. وقرر أن الأسفار القانونية هي الأسفار السبعة والعشرون التي بين أيدينا اليوم, والتي تقبلها الكنيسة المسيحية اليوم بكل طوائفها. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الأسفار القانونية الثانية |
الأسفار القانونية |
الأسفار القانونية |
صحة الأسفار القانونية الثانية | الأسفار المحذوفة بيد البروتستانت |
كيف قبلت الأسفار القانونية؟ |