بناء البرج - هرماس

[sama smsma]

بناء البرج - هرماس

بناء البرج على الصخرة والباب

بقلم هرماس عام 140م

(شقيق بيوس الأول أسقف روما)

وفي وسط السهل اراني صخرة كبيرة بيضاء كانت تقوم مرتفعة، وكانت اعلى من الجبال ومربعة، ومن الوسع بحيث يمكنها أن تحوي العالم بأسره، وكانت هذه الصخرة قديمة وفيها باب محفور، ويبدو ان الباب كان حديث الحفر، وكانت تسطع اكثر من الشمس وكنت اعجب لضيائها. وكانت تقف حول الباب اثنتا عشرة عذارء، وكانت الأربع الواقفات عند الزوايا اجملهن، لكن الاخريات كنَّ ايضاً جميلات ... كن يرتدين اقمصة من كتان بزنار جميل، ويظهرن اكتافهن اليمنى كما لو كنّ يتأهبن لرفع حمل ثقيل، وكن واقفات مستعدات وهن يطفحن فرحاً ومرحاً.

رأيت ستة رجال مقبلين، كانوا طويلي القامة مجيدين ومتشابهي المنظر واستدعوا جماعة من رجال. وكان هؤلاء المقبلون طويلي القامة مشرقي الطلعة اقوياء وقد امرهم الرجال الستة على بناء البرج على الصخرة ... واستدعى الرجال الستة العذارى وطلبوا اليهم ان يهتممن بكل الاحجار التي تأتي لبناء البرج، وان يمررن من الباب ويناولنها للرجال الذين سيتولون بناء البرج .....




فقلت لملاك التوبة: "فسر لي قبل كل شيء يا سيدي معنى الصخرة والباب"،

فقال: "هذه الصخرة وهذا الباب هما ابن الله".

قلت: "كيف ذلك يا سيدي، فالصخرة قديمة والباب جديد؟"،

فقال: "لقد ولد ابن الله قبل جميع المخلوقات وكان مستشاراً لأبيه في الخلق (أم 8)، ولذلك فالصخرة قديمة"

قلت: "ولماذا الباب جديد يا سيدي؟"،

فقال: "لأنه ظهر في تمام الازمنة وهي آخر الأيام، وقد صنع الباب حديثاً لكي يدخل فيه إلى ملكوت الله جميع الذين يخلصون"،

وقال: هل لاحظت ان الأحجار التي مرّت من الباب قد استعملت في بناء البرج، وان التي لم تمرّ استبعدت واعيدت إلى مكانها القديم؟"

فقلت: "لاحظت ذلك يا سيدي".

فقال: "هكذا لا يدخل احد ملكوت الله ان لم يحمل اسمه القدوس. إذا اردت أن تدخل مدينة وكانت هذه المدينة محاطة باسوار وليس لها إلا باب واحد، أيمكنك ان تدخل المدينة من غير هذا الباب؟"

قلت: "كيف يمكنني ان ادخلها بكيفية اخرى يا سيدي؟

قال: "كما انك لا تستطيع ان تدخلها إلا من بابها الوحيد، كذلك لا يستطيع انسان أن يدخل ملكوت الله إلا باسم ابنه الحبيب".

وقال: "هل رأيت الجموع التي تبني البرج؟،

قلت: رأيتها يا سيدي"،

قال: هؤلاء جميعاً هم ملائكة مجيدون، بواسطتهم أحيط ابن الله كما بسور، والباب هو ابن الله. انه المدخل الوحيد الذي يؤدي إلى الرب، فلن يستطيع أحد إذن ان يصل اليه ان لم يمرّ بابنه" (يو 6:14).

قال: "هل لاحظت الرجال الستة، وفي وسطهم الرجل المجيد الطويل القامة، الذي طاف حول البرج واستبعد من البناء بعض الأحجار غير الصالحة؟"،

قلت "رأيتهم يا سيدي"،

فقال: "هذا الرجل المجيد هو ابن الله، والستة الآخرون هم الملائكة الأمجاد، الذي يؤلفون موكبه عن يمينه وعن يساره، بدونه لا يقترب احد من هؤلاء الملائكة الأمجاد من الله، ولن يدخل أحد ملكوت الله ما لم يُدع باسمه" (يو 5:3).

فقلت: "وماذا يمثل البرج؟"،

فأجاب: "هذا البرج هو الكنيسة"،

"وهؤلاء العذارى من هنّ؟"

"انهن ارواح قدوسة، لن يستطيع احد أن يدخل ملكوت الله ان لم تلبسه العذارى وشاحهن الخاص. إن أنت حملت الأسم بدون ان تلبس فضيلة فعبثاً تحمل هذا الأسم. ان الأحجار التي رأيتها استبعدت هم الناس الذين حملوا الاسم دون أن يتوشحوا بثياب العذارى"،

فقلت: "وما هي ثيابهن يا سيدي؟"

قال: "ان اسمهن هو ثوبهنّ. وعلى من يحمل اسم ابن الله عليه ايضاً ان يحمل اسماءهن لأن الابن نفسه يحمل اسم هؤلاء العذارى. كل الأحجار التي رأيتها دخلت في بناء البرج ومكثت فيه هم الناس الذين توشحوا بفضيلة العذارى. وكما أن البرج لا يؤلف إلا حجراً واحداً مع الصخرة، كذلك الذين آمنوا بالرب بواسطة ابنه، ولبسوا هذه الأرواح لن يؤلفوا إلا روحاً واحداً وجسداً واحداً (أف 4:4)، وتكون ملابسهم من نفس اللون. هؤلاء الناس الحاملون اسم العذارى يكون مقرهم في البرج".

فقلت: "والأحجار التي استبعدت يا سيدي، ما هو سبب استبعادها؟ انها قد مرّت من الباب ودخلت في بناء البرج على ايدي العذارى!"
قال: "هؤلاء الناس جميعاً اخذوا اسم ابن الله وكذلك فضيلة العذارى وبتلقيهم هذه الأرواح تثبتوا بها واصبحوا من خدام الله، ولم يكن لهم إلا روح واحد وجسد واحد، وثوب واحد ورأي واحد، وكانوا يمارسون اعمال البر. ولكن بعد انقضاء بعض الوقت وقعوا في مغريات النساء الجميلات الواتي رأيتهن بالثياب السوداء، عاريات الأكتاف ومسترسلات الشعر. فلدى رؤيتهن شُغفوا بهن وتوشحوا بروحهن فخلعوا ثوب العذارى وتخلوا عن فضائلهن. لذلك طردوا من بيت الله وسُلموا لهؤلاء النساء، أما الذين لم يغرهم جمال هؤلاء النساء فظلوا في بيت الله، هذه هو تفسير الأحجار المستبعدة".
فقلت: ولكن إذا تاب هؤلاء الناس وتحرروا من شغفهم بتلك النساء، وعادوا إلى العذارى وسلكوا بحسب فضائلهن واعمالهن افلا يدخلون بيت الله؟"

فأجاب: "سيدخلون إذا تخلوا عن أعمال هؤلاء النساء، واستردوا فضائل العذارى وسلكوا بحسب اعمالهن. وإذا كان عمل البناء قد توقف، فذلك لكي يتسنى لهؤلاء ان يتوبوا ويدخلوا هكذا في بناء البرج. ولكنهم إن لم يتوبوا فسيستبعدون نهائياً ويدخل غيرهم"

لدى سماعي هذا الكلام شكرت الرب على انه اشفق على جميع الذين يُدعون باسمه، وانه ارسل الينا ملاك التوبة – نحن الذين اخطأنا اليه – وجدد فينا الروح والحياة بعد أن حل فينا الفساد وفقدنا كل امل في الحياة.
قلت: "والآن ياسيدي، اوضح لي لماذا لم يُبن البرج على الأرض انما على الصخرة وعلى الباب"

فقال: "اسمع. ان اسم ابن الله عظيم لا حدّ له، يدعم العالم باسره. فإذا كان ابن الله يدعم الخليقة كلها، فكم بالحري اولئك الذين يحملون اسم ابن الله، ويسلكون بحسب تعاليمه. افهمت الآن مَن يدعم؟ هم الذين يحملون اسمه في عمق قلوبهم، لقد جعل نفسه اساساً لهم، ودعمُهم فرح له، لأنهم لا يخجلون من حمل اسمه"

قلت: "عرفني يا سيدي باسماء العذارى، والنساء المتشحات بالسواد"

قال: "اليك اسماء العذارى القويات اللواتي كنّ واقفات عند الزوايا: اسم الأولى الإيمان، والثانية العفة، والثالثة الثبات، والرابعة الإحتمال، أما اسماء اللواتي كن واقفات بين الأربع الأول، فهي: البساطة، البراءة، القداسة، المرح، الحق، الفهم، الوئام، المحبة. مَن حمل هذه الاسماء واسم ابن الله يمكنه ان يدخل ملكوت الله. واليك ايضاً اسماء النساء المتشحات بالسواد، اربع منهن قويات: الأولى الكفر، والثانية المجون، والثالة التمرد، والرابعة الخداع. اما الاخريات فتدعى: الغمّ، الخبث، الفجور، الغضب، الرياء، الحماقة، النميمة، الضغينة. وخادم الله الذي يحمل هذه الاسماء سيرى ملكوت الله ولكن لن يدخله".

[magy]

اليك اسماء العذارى القويات اللواتي كنّ واقفات عند الزوايا:
اسم الأولى الإيمان، والثانية العفة، والثالثة الثبات، والرابعة الإحتمال

أما اسماء اللواتي كن واقفات بين الأربع الأول
فهي: البساطة، البراءة، القداسة، المرح، الحق، الفهم، الوئام، المحبة.
مَن حمل هذه الاسماء واسم ابن الله يمكنه ان يدخل ملكوت الله.

رووووعة

سلمت يداكِ سما .. ربنا يبارك حياتك

[Mary Naeem]

مشاركة جميلة جدا

ربنا يبارك حياتك