|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فصار خوف عظيم _ غريغوريوس النيسي "فصار خوف عظيم على جميع الكنيسة" (أع 5) بقلم القديس غريغوريوس النيسي بالرغم من أن كل شيء صار على ما يرام للرجل العظيم (غريغوري صانع العجائب) بحسب قصده، بمعونة الروح القدس، من المناسب أيضاً أن نروي حادثة صغيرة حدثت على الطريق، إذ أن النعمة التي رافقت الرجل ظهرت جليّة في كل شيء. لما صار واضحاً لدى الجميع أن الرجل (غريغوري) كان مهتماً أكثر من أي شيء آخر بمساعدة المحتاجين، أنتظره يوماً أثنان من اليهود – إما بحثاً عن الربح أو حتى لكي يستهزءوا بالرجل كفريسة سهلة للخداع - بجوار طريق عودته للمنزل. واحد منهم أظهر نفسه ميتاً، متمدداً على ظهره على جانب الطريق العام. والشخص الآخر ينوح بمرارة على صديقه الملقى هناك، يتظاهر ببكاء النائحين، وينادي ويستعطف الرجل العظيم (غريغوري) عند مروره من جانبهم، قائلاً أن هذا الرجل الفقير الذي أدركه الموت بشكل فجائي ملقى هكذا عرياناً وليس له من يرتب أمور دفنه. وطلب من "الرجل العظيم" أن لا يغفل عن واجب التقوى في هذا الشأن، وأن يتعطف على إحتياجه ويقدم من إمكانياته ما يكفل لتقديم الكرامة النهائية للجسد. توسل هكذا وبتعبيرات أخرى مشابهة، فتقدم غريغوري بدون أي تردد وألقى بعباءته المزدوجة التي كان يرتديها على الشخص المضطجع هناك، ثم أكمل طريقه. وبعد أن عبر عليهم، عندما صار الذين إحتالوا عليه بمفردهم، استبدل الرجل النصاب حزنه الظاهر بالضحك وقال للشخص الملقى على الأرض أن ينهض، مقرقعاً صوته بكل سرور على المكسب الذي حصلوا عليه بعملية الإحتيال. لكن الشخص الآخر مكث على حاله ساكناً، غير سامع لأي شيء مما قيل. عندما صرخ الأول صرخة عالية وركله بقدمه، لم يسمع الشخص الراقد على الأرض الصوت ولم يشعر بالركلة، بل بقي ممدداً على حاله. إذ أنه صار ميتاً من اللحظة التي سقط فيها الثوب عليه، صائراً ميتاً بحق ذاك الذي تظاهر بالموت لكي يخدع الرجل العظيم (غريغوري). هكذا لم يكن رجل الله مخطئاً، بل صار ثوبه مُفيداً للشخص الذي أخذه، للغرض ذاته الذي تم التبرع به بواسطة القديس. ولكن اذا كان مثل هذا العمل الذي تم بواسطة الرجل العظيم (غريغوري) يبدو للبعض مُنفراً بعض الشيء، ليت لا ينفر أحد عندما يتطلع إلى ما فعله بطرس العظيم. هو أيضاً أظهر القوة التي كانت فيه ليس فقط من خلال الأعمال العظيمة التي عملها، عندما قدَّم للناس الشخص الأعرج من بطن أمه وهو يمشي ويطفر فرحاً (أع 3)، وعندما كان يشفي بظل جسده أسقام المرضى، الظل الذي كانت الشمس تعكسه على طول الطريق بضربها لجسد الرسول بزاوية (أع 5)، لكننا نراه أيضاً يحكم على حنانيا بالموت لكونه تصرف بإحتقار حيال القوة الرسولية الساكنة فيه (أع 5). أتصور أن هذه الحادثة تمت لكي بواسطة الخوف الذي تسببت فيه يتم تقويم أي وقاحة أو عجرفة في الشعب من خلال المثال الرهيب، فينتصحون فلا يحدث لهم مثل هذا الأمر أيضاً. هكذا كان من المناسب لمحاكي بطرس (غريغوري) الذي أظهر عظمة قوته من خلال عجائب مُحسنَّة كثيرة، أن يجعل ذاك الذي حاول أن يستخدم الخداع ضد الروح بأن يتفوه بالصدق ضد نفسه. في رأيي، كان من الضروري أن قاهر البطل والكذب (غريغوري) أن يُحوّل حتى الكذب في المخادع إلى حقيقة، بذلك ظهر للجميع: أن كل شيء قاله الرجل العظيم (غريغوري) كان صادقاً، وأن كل شيء أخذه القديس كأمر صادق صار هكذا ولم يكن كذباً. وهكذا صار الشخصان بسخريتهم من قوة الرجل العظيم (غريغوري) - بالطريقة التي تم ذكرها – درساً وعبرة للآخرين حتى لا يخاطر أحد بخداع أو غش، لأن الله هو الذي يحكم على مثل هذه الأفعال الطائشة. والصورة للقديس غريغوريوس صانع العجائب (قرن 3)، مع صورة القديس القبطي المعاصر الأنبا إبرام أسقف الفيوم الذي حدثت معه حادثة مشابهة، وكما كان هكذا يكون من جيل إلى جيل. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
فصار هدوء عظيم |
القديس غريغوريوس النيصي |
شذا الناردين _ غريغوريوس النيسي |
القديس غريغوريوس النيصي |
يا أبانا السماوي _ غريغوريوس النيسي يا أبويا السماوي القديس غريغوريوس النيسي "متى صلّيتم فقولوا |