|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عيد الأنبا أنطونيوس ببني سويف والبحر الأحمر
نقلا عن وطنى رأس نيافة الأنبا يسطس أسقف ورئيس دير الأنبا أنطونيوس بالبرية الشرقية، والأنبا دانيال أسقف ورئيس دير الأنبا بولا بالبرية الشرقية، والأنبا بطرس الأسقف العام، وبمشاركة عدد كبير من رهبان ديري الأنبا أنطونيوس والأنبا بولا صلاة قداس عيد القديس العظيم الأنبا أنطونيوس في الكنيسة الأثرية بدير الأنبا أنطونيوس في البحر الأحمر. كما احتفل دير الأنبا انطونيوس في مركز ناصر (بوش) بمحافظة بني سويف بعيد القديس العظيم الأنبا أنطونيوس أب جميع الرهبان ومؤسس الرهبنة في العالم؛ حيث رأس القمص فام الأنطونى وكيل دير الأنبا أنطونيوس ومجمع رهبان الدير القداس الأول لعيد القديس، والقمص باسليوس الأنبا بولا وكيل دير الأنبا بولا في ناصر ومجمع رهبان دير الأنبا بولا وكهنة كنيسة مار جرجس في ناصر القداس الثاني. وأكد القمص فام الأنطونى وكيل دير الأنبا انطونيوس في ناصر أن هذا تقليد متبع منذ زمن كبير؛ بحيث يصلي رهبان دير الأنبا بولا عيد القديس الأنبا أنطونيوس ويصلي رهبان دير الأنبا أنطونيوس قداس عيد القديس الأنبا بولا؛ مما يؤكد عمق العلاقة الأزلية بين ديري الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس، وبحضور أعداد غفيرة من محبي القديس من شتى أنحاء المحافظة والمحافظات المجاورة. سيرة القديس والقديس الأنبا انطونيوس أب جميع الرهبان في العالم ولد في قرية قمن العروس بمركز الواسطى في محافظة بني سويف عام 251 ميلادية، وبعد انتقال والده وفي أحد أيام الآحاد دخل الكنيسة ووقف في خشوع ليسمع الإنجيل، فسمع الشماس يقرأ كلام الرب للغني قائلاً: إن أردت أن تكون كاملاً فاذهب وبع أملاكك وأعط للفقراء.. وتعال واتبعني فيكون لك كنز في السماء. فخرج مسرعاً وأودع أخته في بيت للعذارى، وخرج القديس أنطونيوس للصحراء ليتفرغ للعبادة والنسك، وسكن على شاطئ نهر النيل عند قرية الميمون، وعاش في هذا المكان حوالي 20 عاماً، حتى جاءت امرأة لتستحم في النهر فقال لها القديس: يا امرأة أما تستحين أن تستحمي قدامى وأنا رجل راهب.. فأجابته قائلة: لو كنت راهباً لدخلت إلى الجبل في البرية الجوانية. فأخذ القديس هذه الكلمات بجدية وقال حقاًّ هذا صوت الله لي على فم هذه المرأة، وارتحل الأنبا أنطونيوس من مكانه إلى الصحراء الداخلية، وتوغل في الجبال وسكن في مغارة يقتات من ثمر النخل الموجود بجوار عين الماء.. لم يهدأ الشيطان منذ أول خطوة اتخذها القديس أنطونيوس فكان يحاربه بالأفكار، ويشككه في هذا الطريق وفي مصير أخته، وعندما فشلوا في كل هذا ورأوه يتعمق في الصحراء اجتمعت الشياطين عليه، فظهر أحدهم بشكل أسد والثاني بشكل سبع، والثالث بشكل نسر ضخم وآخر بشكل أسد وجسم ثعبان، وآخر بشكل وحش ضخم يخرج من فمه لهيب نار، وبالرغم من كل هذا إلا أن القديس ظل صامتاً وفي اتضاع شديد كان يقول للشياطين: أيها الأقوياء ماذا تريدون مني أنا الضعيف المسكين؟ وما هي قوتي حتى تجمعتم كلكم عليَّ؟ وكانت الشياطين تهرب عندما ترى اتضاع القديس. وفي مرة أخرى اجتمع الشياطين وضربوه ضرباً شديداً، وبعد أن أعطاه الله النصرة على الشياطين قال له ( تشدد يا كوكب البرية إنك سوف تكون أباً لجميع الرهبان الذين يأتون بعدك.. وإن ذاكرك ستظل في هذه البرية إلى المنتهى.. وسوف تكون يا أنطونيوس سراجاً موضوعاً على المنارة ليضيء لكل المسكونة.. وستمتلئ هذه البرية من أولادك.. وفي نهاية حديث الرب له ألبسه القلنسوة بيديه الطاهرتين قائلاً: يا أنطونيوس تاج النعمة هذا إكليل السماء وإلى وقت آخر أتوجك بالإسكيم المقدس. وكان وجود الأنبا انطونيوس في هذا المكان الخالي شيئاً جديداً على الناس.. لقد أذهلهم من هذا الذي يعيش في أعماق الجبل وحده، حيث الوحوش والحيات والعزلة المخيفة، وظلوا يقرعون طالبين أن يبقوا معه في هذه الحياة المرتفعة عن شهوات العالم، فأحبوا الرهبنة وهكذا استطاع أن يحول الأرض إلى سماء، وامتلأت البرية من الرهبان. وبالرغم من حبه العميق للبرية والسكون؛ إلا أنه عندما سمع أن الكنيسة في خطر وأن البدع الآريوسية تنتشر، ترك وحدته ونزل للإسكندرية وقضى ثلاثة أيام، وكان لوجوده تأثير عجيب وأرعب الهراطقة. لقد خطر ببال الأنبا أنطونيوس أنه أول من سكن البرية، فأتاه صوت من السماء قائلاً: هوذا واحد يسكن البرية وهو مختار بالأكثر، والعالم كله لا يستحق موطئ قدمه الواحد، ولأجله يبارك الله الأرض وتعطي ثمارها، ودبرت العناية الإلهية أن يتقابل هناك بالأنبا بولا ليعرف سيرته وفضائله وليكفن جسده ويتبارك منه. وفى عام 356 من الميلاد وبعد رحله طويلة قضاها في البرية، اشتهى أن يخرج من هذا الجسد وعلم ساعة انتقاله، فزار تلاميذه وأخبرهم قائلاً: إن هذه آخر زيارة أقوم بها لكم.. ولن تروني مرة أخرى في هذه الحياة.. فها أنا أشرفت على المائة وخمسة أعوام. وهنا بكى التلاميذ وعانقوا الأنبا أنطونيوس وقبلوه، أما هو فنصحهم بألا يتكاسلوا ولا يخوروا في تدبيرهم، وأوصاهم أن يدفنوا جسده تحت الأرض ولا يظهروه، وسجدوا ليصلوا وفي الحال فاضت روحه إلى السماء. وأما جسد الأنبا أنطونيوس فقد قام تلاميذه بدفنه مخبئين إياه تحت الأرض كما أوصاهم، وهو موجود الآن أمام باب الهيكل القبلي في الكنيسة التي تحمل اسمه بديره العامر في البحر الأحمر.. وقد سمح الله للقديس أن يظهر في هذا المكان أكثر من مرة؛ ليؤكد أن جسده مدفون في هذا الموضوع المقدس.. ويعيد للقديس يوم 22 طوبه من كل عام. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|