شيخ الأزهر فى«السلام» تبرعوا لإنقاذ الأسر التى تعيش«تحت خط الإنسانية»
نقلا عن الوطن
دعا الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رجال الأعمال والقادرين إلى مدّ يد العون للفقراء والمحتاجين من أجل القضاء على العشوائيات، والتبرع لإنقاذ آلاف الأسر التى تعيش تحت خط الإنسانية، مشيراً إلى أن «استمرار مثل هذه الأوضاع المأساوية فى العشوائيات يمثل خطراً كبيراً على أمن واستقرار الوطن برمته».
وأضاف شيخ الأزهر، أثناء تفقده مشروع التطوير الذى تنفذه «مؤسسة معاً لتطوير العشوائيات» برئاسة الفنان محمد صبحى فى مدينة السلام شمال القاهرة، أمس: «وأرجو أن يسهم جميع أفراد الشعب وكل قادر بما يستطيع لخدمة فقراء العشوائيات، وأن يتبرع ولو بجنيه واحد لهذا الغرض النبيل، والحقيقة أننى ما كنت أتوقع أن يكون المشروع بهذه العظمة، حيث يقف على رأسه فنان يحمل على كاهله هموم البلد، وأنا أمنحه لقب (أبوالفقراء) نظراً لمجهوداته العظيمة فى خدمة أبناء الشعب من المحتاجين وقيامه على رأس مؤسسة تنقذ آلاف الأسر الفقيرة والمهمشة».
وأعلن «الطيب» خلال الجولة عن إنشاء معهد للغات على نفقة الأزهر فى المنطقة، داعياً محافظة القاهرة إلى توفير الأرض المطلوبة لإقامة المعهد عليها، ومعرباً عن «دهشته» من استكمال مشروع عملاق بهذا الشكل لخدمة سكان العشوائيات فى فترة وجيزة.
رافق «الطيب» فى الجولة الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، والدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، والدكتور محيى الدين عفيفى، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، ومحمد عبدالسلام، المستشار القانونى والدستورى للمشيخة، والدكتور جلال سعيد، محافظ القاهرة.
من جانبه قال «علام» فى كلمة له خلال الزيارة، إن «مشروع تطوير العشوائيات جاد وهو يكشف عن الطبيعة المصرية الأصيلة، وهذا نموذج يُحتذى به، وعلى كل من يستطيع تقديم الدعم والتبرعات له، فهو واجب وطنى وشرعى لخدمة أبناء هذا البلد».
فيما قال «شومان» إن «الأزهر معنىٌّ بهموم الشعب المصرى عموماً، وسكان العشوائيات خاصة، ونحن نسعد بمن يقدم لهم خدمة»، مشيراً إلى أن «التهميش والإهمال الذى تعرّض له سكان العشوائيات وتحديداً الشباب منهم يؤدى بهم إلى أن يكونوا وقوداً للتطرف والتشدد، ولا بد من احتضانهم بالرعاية والاهتمام».
وأوضح «شومان» أن «بيت الزكاة يدعم هذه المشروعات، كما تبرعت مشيخة الأزهر بـ٣ ملايين جنيه لصندوق (تحيا مصر) بغرض تطوير العشوائيات»، مطالباً بـ«ضرورة وضع الضوابط التى تمكّن سكان هذه العشوائيات الحقيقيين من الحصول على وحدات سكنية بالمشروع، مع التشديد على عدم السماح بالتصرف فى الوحدات فيما بعد».
وقال «عفيفى» إن «تطوير العشوائيات مشروع وطنى يسهم فى احترام إنسانية الإنسان التى وصلت إلى حد التدنى الاجتماعى والأخلاقى»، لافتاً إلى أن «الفنان محمد صبحى وأعضاء مؤسسة (معاً) جسّدوا الدور الحقيقى للفن فى النهوض بالمجتمع وحل مشكلاته، وهذا ما تحث عليه كل الأديان من الإسلام إلى المسيحية، وهو نموذج حضارى، وعلى كل القادرين دعم تلك المشاريع من أجل مستقبل أفضل لمصر».
وقال «سعيد» إن «الدولة وفرت ٦٧ فداناً لإقامة مشروع تطوير العشوائيات بمنطقة السلام دعماً للفقراء ومَن يعيشون فى ظروف غير آدمية، وهذا المشروع عمل مشترك بين المحافظة ومؤسسة (معاً)، وستنتهى المرحلة الأولى منه ببناء ١٠٨٠ شقة بها كل المرافق، فضلاً عن إقامة مسرح وقصر ثقافة فى المنطقة المستهدفة بالتطوير»، لافتاً إلى أن «رئيس مجلس الوزراء طلب تخصيص ٥٠٠ مليون من صندوق (تحيا مصر) لدعم العشوائيات فى منطقة منشية ناصر».
وأثناء مصافحة محافظ القاهرة الأطفال الموجودين على أرض المشروع، قال له أحدهم وعمره نحو 4 أعوام: «عايز كيس شيبسى»، فأمر المحافظ مرافقيه بإحضار أكياس لكل الأطفال، ونظراً لتعذر وجود محال مواد غذائية بالمنطقة، وزّع «سعيد» بنفسه نقوداً من فئة 10 جنيهات على كل الأطفال الموجودين.
من جهته، قال «صبحى»: «لقد حلّت البركة على هذا المكان بزيارة شيخ الأزهر التى تؤكد جدية المشروع، فهذه الزيارة تُعد دعماً كبيراً لنا، وتأثيرها إيجابى على الجميع»، موضحاً أنه «عانى طوال الأعوام الثلاثة الماضية، حيث تم سحب أرض المشروع من مؤسسة (معاً) إلى أن تسلمت المؤسسة الأرض مجدداً فى عهد حكومة الدكتور حازم الببلاوى، خلال تولى المهندس إبراهيم محلب وزارة الإسكان».