|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كل إنسان هو صورة الله بطبيعة خلقه، لهذا ينبغي أن كل إنسان مسيحي يحيا بخلاص المسيح الحلو ويحمل روحه القدوس في قلبه، وأن يحمل لأخيه الإنسان (أي إنسان) وشريكه في نفس ذات الصورة كل احترام وتقدير نابع من العلاقة الصحيحة مع الله بصدق الإيمان والمحبة… فأن كانت لنا العلاقة الصحيحة مع الله مبنية على المخافة لأن [ مخافة الرب أول محبته والإيمان أول الاتصال به ] (سيراخ 25: 16)، ينبغي وبتلقائية أن نتعامل مع الآخرين – مهما اختلفوا معنا – برزانة وبلا غضب أو ازدراء أو التقليل منهم أو الاستهزاء بهم بأي شكل أو صوره، فمهما كان الإنسان الذي أمامي، يظلم أو يعدل أو بعدم مغفرة أو اضطهاد يعاملني أنا شخصياً أو الآخرين، لا يعنيني أن أحاربه أو أرد ما يفعله، كل ما يهمني كمسيحي حقيقي هو محبتي له وتكريمي له النابع من مخافة الله. ربما أوضع في وضع مسئول وأُدافع عن أخوتي في البشرية والمظلومين، فهذا مشروع وجيد، شرط أن يكون الدافع هو المحبة والدفاع عن الآخرين بلا استثناء وبدون تمييز بين دين وآخر وبين عقيدة وأخرى أو انحاز لمن هم في صفي من فكر أو معرفة أو أي شيء يُعزز تحزبي وانحيازي حسب أهواء نفسي ومزاجي الخاص، فينبغي أن يكون دفاعي هذا حسب المسئولية الموضوعة عليَّ، دون أن أهين أحد منفذاً وصية الله بلا أي حجة لأنشر الحقد والحنق على الآخرين أو اتهمهم بأي اتهام باطل لحساب مجد ذاتي أو تواطؤ مع الآخرين لأجل مصلحتهم الشخصية… فمحبة الله تجعلني أحترس جداً وأخاف جداً أن أُسيء إلى أخي المخلوق مثلي على نفس ذات الصورة، لأن أي أساءه إليه هي مُعتبره إساءة لله مباشرة الذي صورته انطبعت في أعماق كل إنسان مهما كان، وأي من كان، فأي أخ (أي إنسان في الوجود كله) مهما كانت عقيدته أو دينه أو فكره أو طريقة عبادته لله بأي شكل أو صوره مختلفة عني، فهذا لا يخصني إطلاقاً، لأنه يخصه وحده فقط، أما كل ما أكنه له هو الاحترام والتقدير، وواجب عليَّ أن أكرمه مهما اختلف عني، سواء في مبادئه السياسية أو العقائدية أو الدينية… فدين أخي يختص به وبكرامته هوَّ، فهل يوجد أحد منا يرتضي أن يُسيء أحد مهما كان إلى إلهه أو مذهبه أو عقيدته ؟ ومكتوب: [ وكما تريدون أن يفعل الناس بكم أفعلوا أنتم أيضاً بهم هكذا ] (لو 6: 31) مخافة الله (التقوى) تتأسس عليها المحبة وتُبنى، لأن المخافة راس الحكمة: [ رأس الحكمة مخافة الرب، فطنة جيدة لكل عامليها، تسبيحه قائم إلى الأبد ] (مز 111: 10) [ مخافة الرب رأس المعرفة أما الجاهلون فيحتقرون الحكمة والأدب ] (ام 1: 7) [ مخافة الرب ينبوع حياة للحيدان عن أشراك الموت ] (ام 14: 27) [ مخافة الرب أدب حكمة و قبل الكرامة التواضع ] (ام 15: 33) [ مخافة الرب تنفي الخطيئة ] (سيراخ 1: 27) [ من لم يحرص على الثبات في مخافة الرب يهدم بيته سريعاً ] (سيراخ 27: 4) فإن كان لمخافة الله (التقوى) لها وجود حقيقي فينا يستحيل أن أتجرأ وأُسيء لأي شخص تحت أي حجة أو بند، سواء كان مريضاً بأي شكل جسدي أو نفسي أو مشوهاً أو مهزاراً أو غير ذكي أو شاطر أو بليد أو كثير الأخطاء أو يدين بدين آخر، أو له عقيدة مختلفة أو فكر خاص به حتى ولو كان مشوهاً… الخ… أو أي شيء آخر أنا اسخر منه أو لا يعجبني في دينة أو فكره أو عقيدته حتى لو لي اليقين أنها خاطئة جداً وبعيدة كل البعد عن الحق !!! فأهم شيء في حياتي: ينبغي أن يكون عندي شهادة حسنة لله وعلى الأخص في إطار العلاقة مع الآخرين، فإن وُجدت المخافة في قلبي، فسوف احترس جداً حتى لا أُسيء لأي إنسان، وعلى الأخص الأعداء. فمحبة الأعداء – حسب وصية الله – ومن يسخر مني ويُهينني، تستحيل إن لم يرتبط القلب بالمخافة المبني عليها المحبة. فمن السهل جداً تنفيذ وصية يسوع المختصة بمحبة الأعداء، إن كان في قلبي محبة الله ومخافته معاً. ولنعلم أن المحبة ليست مجرد القول أني أحب أو مجرد عزم نية بلا فعل أو مجرد تمنيات، بل هي فعل قلبي قبل أن يكون لفظي، ودليله سلوكي ومعاملتي مع الآخرين في نور الله، والمحبة تحمل في عمق معناها احترام الآخرين وتقديرهم… + فأحبوا الغريب لأنكم كنتم غرباء في أرض مصر (تث 10: 19) + و أحبوا نور الحكمة يا حكام الشعوب (الحكمة 6: 23) + و أما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم أحسنوا إلى مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم (مت 5: 44) + لكني أقول لكم أيها السامعون أحبوا أعداءكم أحسنوا إلى مبغضيكم (لو 6: 27) + بل أحبوا أعداءكم وأحسنوا واقرضوا وأنتم لا ترجون شيئاً، فيكون أجركم عظيماً وتكونوا بني العلي فأنه مُنعم على غير الشاكرين والأشرار ] (لو 6: 35) + طهروا نفوسكم في طاعة الحق بالروح للمحبة الأخوية العديمة الرياء فأحبوا بعضكم بعضاً من قلب طاهر بشدة (1بط 1: 22) + أكرموا الجميع أحبوا الإخوة خافوا الله أكرموا الملك (1بط 2: 17) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|