إن من المتداول والمألوف في مجتمعاتنا هو الصداقة والانفتاح بين الفتاة وأمها وجمود العلاقة ورسميتها بين الفتاة ووالدها، وربما يكون ذلك كنوع من الهيبة والاحترام، لكنه يصبح فيما بعد نوعا من الجفاء والبعد. فبينما نجد الأم هي سر ابنتها وملاذا لها في كل مشاكلها سواء قبل الزواج أو بعده، فإننا نجد في معظم الأحيان أن الأب آخر من يعلم..
عزيزي الأب، هل أنت راض عن هذا الوضع؟ هل تريد أن تبقى في مكانك البعيد مكتفيا بمسئوليتك المادية والنظر في الأمور التي تعتبرها هامة وكبيرة فقط؟ أعتقد أن التقرب من الأولاد وخصوصا ابنتك يجلب لك الكثير من السعادة، بل يعطي ابنتك فرصة رائعة للاقتراب من أعماقك وطريقة تفكيرك.
إن الرجل الأول في حياة كل فتاة هو والدها كما يقول علماء النفس، وإن الصورة التي تكونها الفتاة عن الرجل تعتمد جداً على علاقتها بوالدها حيث أن الأب يغذي الثقة بالجنس الآخر ويجعل نمط التفكير عند الفتاة سوياً وناضجاً. وهذا يعتمد على العلاقة مع والدها والصراحة والانفتاح وكسر الحواجز التي أنشأها فينا مجتمعنا المغلق الذي وضع الأسوار بين الفتاة ووالدها وجعل الأم فقط مصدر الإرشاد والتغذية الفكرية والتوجيه. وهذا خطر جداً خصوصاً عندما تنضج الفتاة وتحتاج أن تختار شريك الحياة والخوض في الأمور المصيرية.
تحتاج الفتاة أن تسمع من والدها بعض الإطراء والإشادة بصفاتها الجيدة وأحيانا مدح جمالها مما يساعد على زيادة ثقتها بنفسها. وكم تحتاج الفتاة إلى صدر والدها وحنانه وتوجيهه لها في الأيام الاولى للزواج حيث أن الأب يفهم نفسية الرجل أكثر من الأم ويستطيع أن يعطي النصيحة الثمينة في وقتها.
إذاً أيها الرجل الأب..
- افتح الأبواب امام ابنتك من البداية وبادر أنت إلى التقرب منها والحوار معها في مراحل عمرها المبكرة.
- كن مشجعاً لها لا ناقداً، واكسر الشعور بالخوف والرهبة التي تعيق علاقتكما سوياً, واجعلها تأمن مصارحتك في أمورها الخاصة.
- اخلق فيها روح الطاعة الناتجة عن المحبة لا الخوف فهذا يضمن سلامة نموها والأمان لها في المستقبل.
- واخيراً ليس أفضل من صداقة الأبناء وخصوصاً عندما يتقدم فينا العمر ونجدهم يمضون معنا أجمل الاوقات دون إرغام أو إجبار.