|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أجرى يسوع معجزة صيد السمك
نصّ الإنجيل جلسَ يسوع في السفينةِ يُعَلِّمُ الجموع. ولَمَّا فَرَغَ مِنْ كلامِهِ قالَ لسِمعان: " سِرْ إلى عُمْق البُحيرة وأرسِلوا شِباكَكُم للصيد ". فأجابَ سِمعان : " يا مُعَلِّم، تعِبنا طَوالَ الليلِ ولم نُصِبْ شيئاً، ولكنّي أُرسِلُ الشِّباكَ إجابةً لطَلَبِكَ ". وفعَلوا فأَصابوا من السَّمَكِ شيئاً كثيراً جِدّاً. وكادت شِباكُهُمْ تَتَمَزَّق. فأشاروا إلى شُركائِهِم في السفينة الأُخرى أن يأتوا ويُعاونوهم. فأتَوا وملأوا السفينتَيْنِ حتى كادتا تغرقان .فلما رأى سِمعانُ بطرسُ ذلك أكَبَّ على رُكبَتَيْ يسوع وقال: "سيِّدي، تباعَدْ عنّي، إنّي رجلٌ خاطئ". وكان الدَهَشُ قد استولَى عليهِ وعلى أصحابِهِ كُلِّهِم، لِكَثرَةِ الصيدِ الذي أصابوه. ومِثْلُهُمْ يعقوبُ ويوحنَّا ابنا زَبَدى، وكانا شريكَيْ سِمعان. ف قالَ يسوعُ لسِمعان: " لا تَخَفْ. ستكونُ بعدَ اليومِ للبَشَرِ صيَّاداً ". فَرَجعوا بالسفينَتَيْنِ إلى البَرِّ، وتركوا كلَّ شيءِ وتبعوه. (لوقا 5/4-11) إنّ التأمّل في هذه المعجزة يوحي إلينا الأفكار التالية: اهتمام يسوع بالطبقة العاملة 1- مِمّا لا شكَّ فيه أنَّ هدف يسوع الأول والأكبر من صنع المعجزات كان التبشير بملكوت الله وحمل الناس على الإيمان برسالته الإلهيّة. ولكنّه لم يغفل عن الاهتمام بالشؤون الأرضيّة التي تؤازر الإنسان على قبول الإيمان. ومن بين الناس الذين اهتمّ بهم وبحاجاتهم العُمّالُ الكادحون، وكان معظم تلاميذه من أبناء هذه الطبقة، فآزرهم بمعجزةٍ خفّف عنهم وطأة التعب وحقّقَ لهم رزقاً طيّباً، وشدَّد إيمانهم به، ووثَّق تعلّقهم بشخصه الإلهي. 2- إنَّ ما عمله يسوع في سبيل تلاميذه العمّال قد حمل الكنيسة خلال القرون المتعاقبة على الاهتمام بالعمّال، فدافعت عن حقوقهم، وحافظت على كرامتهم، وأظهرت لهم أنّهم أبناء الطبقة الاجتماعيّة التي اهتمّ بها يسوع اهتماماً خاصّاً، فعاش مع أفرادها عيشةً اتّصفت بالرغبة المستمرّة في رفع مستواها الديني والخُلُقي. مكافأة الطاعة ومعاقبة العصيان 1- كان بطرس يعلم بالخبرة أنَّ المكان الذي أشار إليه يسوع ليصطاد فيه لا يحوي السمك المنشود، كما كان يعلم أنّ الصيد في الليل خيرٌ من الصيد في النهار. ومع ذلك، فإنّه لم يعترض على أمر يسوع، بل أطاعه طاعةً كاملة وسريعة. ونال مكافأة طاعته، فحاز من السمك شيئاً كثيراً. 2- إنّ كثيرين من المسيحيين يرفضون الطاعة لله، ويتصرّفون على هواهم، لأنهم يعتبرون أنّ الطاعة تقيّد حرّيتهم، وتحرمهم كرامتهم، وتقف سدّاً منيعاً في وجه تحقيق سعادتهم، فيقاومون إرادة الله من دون أيّ رادع. إنّهم على خطأ عظيم، ذلك لأنهم ينسون أنَّ اللهَ خالقُهم وسيِّدُهُم، له الحقّ المطلق في إصدار أوامره إليهم، وأنّه أبوهم لا يريد أن يُطيعوه إلاّ طاعة البنين الأحرار لا طاعة العبيد الأذلاء. 3- ولو فكّروا في سيادة الله وأبوَّته الحنون لأطاعوه بحبٍّ وشوق. ولكنّهم يجهلون ? أو يتجاهلون ? مقام الله اللاّمحدود وحبّه غير المتناهي، فينالون عقاب لامبالاتهم بأوامر الله وعصيانهم على تدابيره ووصاياه. يسوع الإله الخالق القدّوس شاهد التلاميذ قَبْلَ معجزة صيد السمك، ثلاثَ معجزات، وهي تحويل الماء إلى خمر في قانا الجليل، وإبراء ابن الضابط في كفرناحوم، وشفاء حماة بطرس. وقد أثّرت هذه المعجزات كلّها فيهم تأثيراً دينيّاً حسناً. أمَّا معجزة صيد السمك فكان لها وقعٌ في قلوبهم أشدّ وأعمق، ذلك لأن هذه المعجزة كانت لها علاقةٌ مباشرة بمهنتهم. فإنهم لم يكونوا يتوقّعون أنّ هذه الكثرة من السمك تظهر فجأةً في مكانٍ خالٍ، في إثر كلمةٍ واحدة تفوّه بها معلمهم الجديد. فارتمى بطرس على قدمَيْ يسوع واعترف بأنه إنسانٌ خاطئ غير جدير بأن يقف أمام يسوع الإله الخالق القدّوس. الدعوة إلى الرسالة التبشيريّة إن أجمل ما في هذه المعجزة أنها كانت مناسبة موفّقة لدعوة بطرس إلى أن يكون رسول يسوع في العالم: " لا تخفْ. ستكونُ بَعد اليومِ للبشرِ صيّاداً". إنَّ هذه الدعوة لم تبقَ محصورةً ببطرس وحدَه، بل شمَلَت بعدئذٍ التلاميذ كلّهم. فقد دعاهم جميعاً، بعد قيامته من بين الأموات، إلى أن يقوموا بعمل الرسالة: " اذهبوا وتلمذوا جميعَ الأُمَم. وعلِّموهم أن يحفظوا كلَّ ما أوصَيتُكُم به ". (متى 28/19-20) وهذه الدعوة موجّهة أيضاً إلى كلّ مسيحي ليكون رسول يسوع ويبشّر الناس باسمه ويساهم على قدْرِ طاقته في نشر الخلاص وحبّ الله للبشر قاطبةً. التطبيق العملي إنّ للدعوة إلى الرسالة والتبشير باسم يسوع أساليبَ متعدّدة، أهمُّها الانتساب إلى رهبانيّة رسوليّة، أو الانتساب إلى " العمل المسيحي ". 1- الانتساب إلى رهبانيّة رسوليّة : إنّ الفتى الذي يريد أن يكون رسول يسوع وكذلك الفتاة ينتسب إلى رهبانيّة رسوليّة، ويتلقّى في المدرسة الأكليريكيّة مدّة خمس أو ستّ سنوات الدروس اللاهوتيّة. ثم يبرز نذوره الرهبانيّة الثلاثة، وهي الفقر والعفّة والطاعة، ثم يقبل الرسامة الكهنوتيّة، ويترك بلده وينطلق إلى البلد الذي يعيّنه لـه رؤساؤه ليبشّر بالدين المسيحي مع زملائه المرسلين الذين سبقوه. إنّ التبشير عملٌ متعبٌ للغاية، ومع ذلك فإنّه لا يخيف الفتيان والفتيات، ولا يثنيهم عن تبنّي هذه الحياة المُضنية لِما يشعرون به من الفرح الروحي، وهم ينشرون بين الشعوب الوثنيّة معرفة يسوع وحبّه السامي لنا. 2- الانتساب إلى " العمل المسيحي" : إنّه العمل الديني المشترك الذي يقوم به الكهنة والرهبان والراهبات مع أبنائهم العلمانيّين في البلد الذي يعيشون فيه. إنّ هدف هذا العمل هو نشر معرفة يسوع بين الطبقات التي أهملت أمور الدين وجهلت واجباتها المسيحيّة. فالعمل المسيحي يحملها على العودة إلى الإيمان والممارسة الدينيّة المنسيَّة. فالمسيحي الصالح يفكّر في الدعوة التي يوجّهها إليه يسوع ليبشّر الآخرين بنور المسيح وحبّه لجميع البشر ويقبَلُها بشجاعة ومن دونِ أي تردّد. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
Coloring صورة معجزة صيد السمك |
pictures for coloring معجزة صيد السمك |
🐋فى معجزة صيد السمك❓ |
معجزة صيد السمك |
صورة معجزة صيد السمك تصميمى |