|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شفى يسوع أُذُنَ عبد رئيس الكهنة
نصّ الإنجيل وبينَما يسوع يتَكَلَّم إذا عِصابَةٌ يتَقَدَّمُها المدعُوُّ يَهوذا أحَدُ الاثنَيْ عَشَر، فدَنا من يسوعَ ليُقَبِّلَهُ. فقالَ لهُ يسوع : " يا يهوذا أبِقُبلَةٍ تُسلِمُ ابنَ الإنسان ؟ " فلمَّا رأى أصحابُهُ ما أوشَكَ أن يَحدُثَ قالوا : " رَبَّنا، أنَضْرِبُ بالسيفِ ؟ " وضَرَبَ أحَدُهُم عبدَ عظيمِ الأَحبار فَقَطَعَ أُذُنَهُ اليُمنى. فأجابَ يسوع : " قِفوا عِندَ هذا الحَدّ ! " ولَمَسَ أُذُنَهُ فأَبرأَها.(لوقا 22/47-52) الدين المسيحي يرفض العنف لمّا ضرب أحد التلاميذ بالسيف عبد رئيس الكهنة وقطع أُذُنَه اليمنى أوقفه يسوع، ثم أبرأ الأُذُنَ المقطوعة، فأوضح بذلك أن الدين المسيحي لا يجابه العنف بالعنف، لأنّ العنف لا يحلّ مشكلات الناس. فهناك طريقة أفضل محبّبة إلى قلب الله وقلوب الناس الحكماء، وهي إقامة الحوار بين الناس وممارسة المحبّة والعدالة. إقامةُ الحوار والعدالة والمحبّة إنّ للعنف السائد في العالم أسبابَهُ الجوهريّة، وهي الظلم والتعدّي وسلب حقوق الآخرين، وتشويه العلاقات الإنسانيّة بين الناس، ورفض الحوار بكلّ أشكاله، القريبة والبعيدة، المباشرة وغير المباشرة. فالعالَم اليومَ طبقتان، غنيّة وفقيرة، مسيطِرة ومُستعبَدة، حاكِمة ومَحكومة، مرفَّهة ومحرومة. فالطبقة الفقيرة ترى نفسها محرومة من حقوقها الأساسيّة، فتُريد أن تثور على الطبقة المسيطرة الغنيّة. ولكنّها عندما ترى أنّها عاجزة عن القيام بالثورة، أو أن ثورتها لا تجدي نفعاً ولا تجلب لها حقوقها المسلوبة تلجأ إلى العنف الشديد لتُعبّر عن نقمتها وغضبها. وهذا العنف الشديد ينقلب إرهاباً، تُستعمل فيه المتفجّرات، وقتل المدنيّين الأبرياء، وخطف السيّاح، وضرب البُنى التحتيّة للبلد الذي يعيشون فيه، وغير ذلك من الأساليب المُدمِّرة. إن الحلّ الصحيح لا يقوم على مجابهة الإرهاب بالإرهاب، بل على الحوار المتبادَل والعدالة والمحبّة بين البشر. فلا يحقّ لبعضهم أن يتنعّموا وحدَهم بخيرات الأرض ويتركوا الآخرين جياعاً ومحرومين، بل يجب عليهم أن يُقاسِموهم خيراتِهم لكي يسود بين الجميع العدل السلام والوفاق والتفاهم. التطبيق العملي 1- إنّ العنف المنتشر اليومَ في العالم نبّه الشعوب كلّها، الغنيّة والفقيرة، إلى وجود نظامٍ اقتصادي عالمي مشوّه، لا يعرف الحوار ولا العدالة ولا المحبّة. إنّ الكنيسة لا تصطف إلى جانب الأغنياء ولا إلى جانب الفقراء، بل إلى جانب الحوار والعدالة والمحبّة. إنّها تناشد الجميع، ولا سيّما الدول الغنيّة والطبقات المرفّهة أن تتفهّم أوضاع الدول الفقيرة والطبقات المحرومة، وتكُفَّ عن استغلالها، وتؤازرَها على أن تتغلّب على بؤسها بإقامة مشاريع إنمائيّة كفيلة بأن تؤمّن لها المداخيل الثابتة التي تمكّن الفقراء من أن يتخلّصوا من فقرهم ويعيشوا عيشةً كريمة. إنّها تشعر بمقاومة الأغنياء ولا مبالاتهم، فتًلِحُّ عليهم أن يُصغوا إلى صوت الله الذي يدعوهم إلى أن يُحبّوا الآخرين حُبَّهم لأنفسهم. 2- أيّها المسيحي راقبْ نفسَك. فإذا كنت غنيّاً فلا تقسُ على الفقير والمُحتاج. وإذا كنتَ فقيراً فلا تستسلمْ إلى الحقد والانتقام، بل اعمَلْ بِجِدٍّ ونشاط لكي تتخلّص من الفقر وتحيا حياةً إنسانيّة شريفة. وإذا كنت وسطاً فاشكر الله على عطاياه، وتطلّعْ إلى ما حواليْكَ من الفقراء لتساعدهم على قدْرِ طاقتكَ. 3- أيّها المسيحي، اقتدِ بالمسيحيّين الأوّلين. كانوا يعيشون حياة المحبّة المتبادَلة ويُساعدون بعضهم بعضاً مساعدةً فعّالة بحيث لم يكن بينهم متسوّلٌ أو محتاج. فكانت القاعدةُ في تعامل بعضهم مع بعض المحبّةُ الحقّةُ الفعّالة.(أعمال الرسل 4/34) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|