السيد/ رأفت فؤاد أديب ... من الأقصر، يقول:
روى لى أحد الزملاء قصص كثيرة عن القديس العظيم الأنبا مكاريوس وعظم قداسته وشفافيته، ثم أحضر لى شريط الفيديو الخاص بقداس النياحة .. وعند مشاهدتى للحظات الأخيرة من القداس عند انتقال روحه الطاهرة إلى السماء شعرت أن هذا الأسقف قديس عظيم، وكان جسدى كله يهتز .. وكانت هذه نقطة تغير كامل فى كل حياتى .. وقد حٌفِرَ هذا المنظر الرائع فى ذاكرتى ولن أنساه أبداً
ثم سافرت للعمل بالكويت ولم تكن أسرتى معى .. وهناك كنت أطلب صلوات الأنبا مكاريوس باستمرار .. ورتب الله فرصة أن زميلى (طلعت) كان مسافراً إلى الأقصر فى إجازة قصيرة، فطلبت منه أن يتصل بأسرتى ويُحضر لى معه شريط الفيديو الخاص بنياحة القديس الأنبا مكاريوس وشريط رحلة إلى القدس ومجموعة من الكتب الدينية التى أذكر منها دلال شهر كيهك ودلال أسبوع الآلام وتاريخ الكنيسة .. وجاء موعد عودة (طلعت) ولكنه لم يتمكن من الاتصال بأسرتى إلا قبل سفره بليلة واحدة، فكانت المقابلة واستلام هذه الأشياء أمام بوابة المطار قبل السفر مباشرة، فأخذ الأشرطة والكتب فى حقيبة من البلاستيك ولم يتمكن من وضعها داخل حقائبه الكبيرة التى كانت قد أُدخلت على السير الخاص بالحقائب، فأخذها فى يده وصعد بها إلى الطائرة .. وعند الكويت كانت المفاجأة الكبرى - على حد تعبير الزميل طلعت - حيث أنه قد تكرر سفره أكثر من مرة ولم يمر قبل ذلك بمثل هذا التفتيش الدقيق الذى وصل إلى حد التفتيش الشخصى، وكان موعد عودته إلى الكويت قرب رأس السنة الميلادية .. وكانت الحكومة الكويتية تخشى تهريب المخدرات أو المشروبات الكحولية فى ذلك الموسم .. ويقول الزميل طلعت بالحرف الواحد أنه قد تم تفتيش جميع الذين كانوا قبله بطريقة دقيقة جداً لدرجة فتح علب السجائر وفك كل سيجار على حدة. أما الحقائب الكبيرة فكانت تمر بسلسلة من الإجراءات والتفتيش الذى لا يمكن وصفه.
ويقول طلعت: فكرت فى حقيبة الشرائط والكتب التى معى والتى يمكن أن تُحاكم وتُصادر فى الكويت، وعندما جاء دورى وضعت تلك الحقيبة أمام ضابط التفتيش الذى كلمنى بعصبية شديدة وقال: "روح .. روح، امشى .. امشى" ولشدة المفاجأة وعدم تصديقى للموقف سألت الضابط مرة أخرى: "يعنى أمشى على طول؟"، فأدار الضابط وجهه ولم يرد علىَّ ..، ومر طلعت إلى خارج المطار فى ذهول شديد وهو يمجد إله القديس العظيم الأنبا مكاريوس.