|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الفرح في وسط الألم ١بط١: ٦ قرأت قصة تخيلية عن شخص ما تقابل مع ملاك فسأله اذا كان يقدر ان يساعده. فأجابه الملاك بانه بكل تاكيد يقدر ان يحقق له أي شئ يتمناه. فقال له الشخص انه غير سعيد وانه يبحث عن السعادة. فأخذ الملاك كل شئ كان عند هذا الشخص، كل ما كان يمتلكه، واخذ منه أيضا كل اسرته. فمر هذا الإنسان بضيقة شديدة جدا، وتعرض للجوع وللفقر وللوحدة.وكان حزينا وتعيسا جدا. وبعد فترة قصيرة، جاء الملاك مرة اخرى وأعاد له كل شئ اخذه منه: ممتلكاته واسرته. فلم يصدق الرجل من كثرة الفرح والسعادة انه استعاد كل شئ كان عنده. وكانت الحكمة وراء هذه القصة الخيالية ان الإنسان على الرغم من وجود كل أسباب السعادة، لكنه لم يقدر ان يدرك قيمة النعم والبركات العظيمة التي عنده الا عندما فقدها. يدعونا الرسول بطرس للإبتهاج وللفرح فيقول: "لخلاص مستعد ان يعلن في الزمان الأخير. الذي به تبتهجون مع انكم الآن ان كان يجب ان تحزنون يسيرا بتجارب متنوعة. لكي تكون تزكية إيمانكم وهي اثمن من الذهب الفاني مع انه يمتحن بالنار، توجد للمدح والكرامة والمجد عند إستعلان يسوع المسيح. ذلك وان لم تروه، تحبونه. ذلك وان كنتم لا ترونه الآن لكن تؤمنون به، فتبتهجون بفرح لا ينطق به ومجيد." ١بط ١: 6: 8 يؤكد الرسول بطرس انه على المؤمنين ان يبتهجوا، فكيف يبتهجوا وهم في وسط الالام والإضطهاد؟ يوضح الرسول بطرس ان الله منح المؤمن المتغرب والذي تحت الضيقات والالام، نعمة الإبتهاج. الإبتهاج: "الذي به تبتهجون... فتبتهجون بفرح لا ينطق به ومجيد." ٥ـ ٨ إستخدم الرسول بطرس كلمتين مختلفتين في اللغة اليونانية والتي ترجمت في العربية إلى "إبتهاج". الكلمة الأولى المستخدمة تعني الفرح الشديد والذي لا يقدر الشخص ان يخفيه. وكانت الطريقة التي يعبر بها المؤمنون عن فرحهم الكثير، هي من خلال العبادة. فبالرغم من وجود الإضطهادات والآلام، إلا انهم عندما كانوا يجتمعون كان يظهر على وجوههم وسلوكهم علامات الفرح والبهجة. " امسرور احد فليرتل." يع ٥: ١٣ "وكانوا يواظبون على تعليم الرسل، والشركة، وكسر الخبز، والصلاوات ... بنفس واحدة. وإذ هم يكسرون الخبز في البيوت، كانوا يتناولون الطعام بإبتهاج وبساطة قلب، مسبحين الله، ولهم نعمة لدى جميع الشعب." أع ٢: ٤٢ـ ٤٧ اما الكلمة الثانية المستخدمة فتأتي بمعنى الفرح الداخلي والذي ينتج عن عمل الروح القدس في تقديس قلب الإنسان وفكره. فهو فرح الروح القدس الذي ينتج راحة وسلام عجيب في داخل الإنسان. قدم الرسول بطرس العديد من الأمور الروحية التي تسبب هذه البهجة والسعادة الداخلية والخارجية. ففي الأصحاح الأول والآيات الخمس الأولى تكلم القديس بطرس عن عمل الله الكامل ومسئوليته الكاملة من نحو المختارين. فالآب يعلم من الذين له. ولكن هذه المعرفة ليست معرفة سلبية، فيها يعرف الله الأمور والتحديات التي سيمر بها المؤمن و يقف صامتا دون تدخل في الأحداث. وانما معرفة الله الكاملة تجعله يعمل في وسط هذه الظروف والصعاب بسلطان وسيادة من أجل تتميم مشيئته وإرادته من نحو المختارين. فالله يعلم بنتائج الخطية، ويعلم انها تسيطر على الإنسان وتستعبده لإرادتها، فتفصل الإنسان عن قداسة الله وعلاقة الشركة معه. كما ان الله يعلم أيضا أن نهاية كل إنسان هي الموت الأبدي، فيقول الرسول بولس "لأن أجرة الخطية هي موت" (رو ٦: ٢٣). معرفة الله بكل هذه الأمور جعلته يدبر طريق الخلاص لإنقاذ الأنسان من سلطان الخطية ومن الموت الأبدي لأنه "يعلم ويعمل". كان هذا الطريق هو يسوع المسيح (الإبن) الذي تجسد وصار مثلنا في كل شئ ما عدا الخطية. ومن خلال عمل المسيح الكفاري على الصليب، قدم نفسه ذبيحة كاملة حتى انه بموته قد دفع أجرة خطايانا وانقذنا من الموت الأبدي وحررنا من سلطان الخطية "شاكرين الآب الذي أهلنا لشركة ميراث القديسين في النور، الذي أنقذنا من سلطان الظلمة، ونقلنا إلى ملكوت ابن محبته، الذي لنا فيه الفداء، بدمه غفران الخطايا." (كل ١: ١٢ـ ١٤)، "إذ محا الصك الذي علينا في الفرائض، الذي كان ضدا لنا، وقد رفعه من الوسط مسمرا إياه بالصليب، إذ جرد الرياسات والسلاطين أشهرهم جهارا، ظافرا بهم فيه." (كل ٢: ١٤، ١٥)، "لأنه إن كان دم ثيران وتيوس ورماد عجلة مرشوش على المنجسين، يقدس إلى طهارة الجسد، فكم بالحري يكون دم المسيح، الذي بروح أزلي قدم نفسه لله بلا عيب، يطهر ضمائركم من أعمال ميتة لتخدموا الله الحي" (عب ٩: ١٣، ١٤) وكذلك فالروح القدس لا يزال يعمل في المختارين، فهو يسكن فيهم ويخلقهم خليقة جديدة، فيقدسهم ويشكل شخصياتهم وسلوكهم لكي تكون افكارهم وسلوكهم واولوياتهم متجانسة مع مبادئ وافكار وسلوك ابناء الملكوت. كما ان الروح القدس هو الذي يرشد المؤمن إلى الحق ويقويه ويشجعه على الثبات وتحمل الألام التي يعانيها المؤمن لإختياره ان يسير في طريق الحق. قال السيد المسيح "أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي" (يو١٤: ٦). كما يذكر الرسول بطرس ايضا من ضمن البركات الروحية التي يجب على المؤمن ان يتذكرها ويشكر الله من أجلها هي الرجاء الحي. هذا الرجاء المبني على قيامة يسوع المسيح من الموت، والذي يتفاعل مع حياتنا وظروفنا في كل أيام حياتنا، وبصفة خاصة في ايام اليأس وفقدان الأمل، ليملأ حياتنا بالرجاء. وكذلك ايضا الميراث الأبدي، الذي لا يفنى كما تفنى وتدمر مدن وحضارات العالم اثناء الحروب والغزوات، ولا يتدنس مثلما تفسد الأشياء او تتلف كما هو الحال في صدأ المعادن وفي فساد الطعام. الميراث الأبدي ايضا لا يضمحل اي يختفي ويتلاشى بريقه ولمعانه كما تتلاشى الألوان. إنما هو ميراث محفوظ في السماوات اي مؤمن، فلا يقدر احد ان يأخذه او يتلفه. الخلاص المؤكد والمضمون، فالله قادر ان يخلص الى التمام ويحمي الوارث كيما يحصل على ميراثه الأبدي. يقول الرسول بطرس انه عندما نتعرض لتجارب متنوعة، لا يجب ان تفشلنا او تحبطنا، فنبتعد عن علاقتنا وسلامنا مع الله ونعيش حياة عدم شكر وعدم رضا. بل على العكس، علينا ان نعرف ان هذه التجارب تقوم بعمل النار في الذهب، فتنقية وتزيده جمالا وبريقا. لذلك فعندما يواجه المؤمن الام وضيقات الحياة، يختبر عمل الروح القدس في حياته بالفرح و الإبتهاج الكثير. هذا الفرح والإبتهاج الروحي يخلق رغبة شديدة للعبادة بحماس وبإستمرارية، وايضا سلام إلهي عجيب ورضا وقناعة داخلية. ان حياة الفرح والسلام الداخلي في وقت التجارب، هي إعلان عن شكرنا الجزيل وتقديرنا لمحبة الله الغير محدودة لخطاة مثلنا لا يستحقون كل هذا الحب وهذه التضحية الإلهية. اما ان اعاقة التجارب لنا عن الفرح والعبادة فإننا نكون مثل الشخص الذي ذكرناه في القصة في بداية المقال والذي قال للملاك انه غير سعيد. فبالرغم من كل الخير الذي كان عنده، لم يقدر ان يشعر بقيمته إلا عندما أخذ منه. لقد اعطانا الله خلاصا مجانا، وفتح لنا طريق الحياة الأبدية. ومن خلال عمل المسيح، تصالحنا مع الآب وصرنا اولاد الله، واصبح لنا الإمتياز ان ندخل في علاقة شخصية معه. عدم احساسنا بالفرح والسلام بسبب الضيقات والألام على الرغم من كل هذه البركات الروحية والنعم الإلهية، يعرضنا إلى خسارة كبيرة جدا لا يمكن تعويضها مرة اخرى. هذه الخسارة أبدية، حينما يخسر الإنسان نفسه لأنه احتقر البركات الروحية وتمسك بالفاني والزائل "لأن شعبي عمل شرين. تركوني أنا ينبوع المياه الحية لينقروا لأنفسهم ابارا ابارا مشققة لا تضبط ماء" ار ٢: ١٣ يحثنا الرسول بطرس ان نعيش حياتنا الزمنية ونعبد الله بفرح الروح. لأنه عندما نفعل هذا فإننا نسبح الله في حياتنا ونعطيه الكرامة والمجد "لكي تكون تزكية إيمانكم وهي اثمن من الذهب الفاني مع انه يمتحن بالنار، توجد للمدح والكرامة والمجد" 1 بط 1:7 ق. نشأت وليم خليل |
05 - 10 - 2014, 04:32 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: الفرح في وسط الألم ١بط١: ٦
موضوع رائع جداً ربنا يبارك حياتك يا سما |
||||
10 - 10 - 2014, 02:02 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الفرح في وسط الألم ١بط١: ٦
ميرسى كتير يا ناصر لمشاركتك الحلوة
|
||||
10 - 10 - 2014, 03:25 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | |||
..::| VIP |::..
|
رد: الفرح في وسط الألم ١بط١: ٦
موضوع متميز جدا
ربنا يباركك |
|||
10 - 10 - 2014, 10:52 AM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الفرح في وسط الألم ١بط١: ٦
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
07 - 02 - 2015, 10:31 AM | رقم المشاركة : ( 6 ) | |||
..::| VIP |::..
|
رد: الفرح في وسط الألم ١بط١: ٦
|
|||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|