|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أسس التوبة حتى يجني المؤمن ثمار التوبة، لابد من شروط وأسس تقوم عليها توبته حتى تكون صادقة ومثمرة. هذه الأسس تتلخص بما يلي: 1_ فحص الذات: العمل الأول للتوبة بحسب المنطق الطبيعي، هو أن يعود المرء إلى ذاته، فيدرك خطيئته، ويقر في داخله بأنه مذنب، وهذا ما فعله الابن الشاطر حين شعر بغربته، فقد "رجع إلى نفسه" (لو15 : 17)، وقال "يا أبي أخطأت..." (لو15 : 21). هنا على المرء أن ينتبه ألا يبرر ذاته برمي علل خطاياه على الآخرين، بل عليه ان يفحص ذاته بكل دقة فيعرف خطاياه وآثامه كلها.[26] 2_ الشعور بالانسحاق والحزن: الخطيئة تولد في النفس حالة من الشعور بالذنب، تدفع المرء إلى الانسحاق والتخشع، فتنشئً في النفس الحزن والأسى كنتيجة للابتعاد عن الله. هذا الحزن، الناتج بسبب الخطيئة، له مفعول كبير على حث الإنسان على الاعتراف بالخفايا بكل صدق. لذا يقول القديس باسيليوس الكبير أنه: "يجب على التائبين أن يبكوا بمرارة، وأن يظهروا من قلوبهم سائر علامات التوبة".[27] فهذه الدموع هي أفضل علاج للخاطئين والمتدنسي الأنفس؛ فدموع بطرس المرة هي مَن محت خطيئة نكرانه للرب، ودموع الزانية هي مَن دفعت المسيح إلى تبريرها. لكن لابد من الانتباه ألا يكون هذا الانسحاق والحزن ناتجين فقط عن خوف أو عقاب ما، لأن مثل هذا باطل وغير مفيد، فقد يبعد الخاطئ عن شره، ولكنه لا يقود إلى ندامة حقيقية؛ ولنا في الكتاب المقدس أمثلة كثيرة تبرهن ذلك، فهيرودس حزن عند طلب هيروديا، ويهوذا ندم على فعلته، وإخوة يوسف حزنوا على أخيهم حين باعوه، ولكن هؤلاء جميعاً لم يبرروا، لأن حزنهم لم يكن نابعاً عن حب عميق لله يرذل كل خطيئة ويبغضها. أما الحزن الذي بحسب مشيئة الله فكفيل أن ينشئ توبةً للخلاص لا ندم عليها (2كو7 : 10).[28] 3_ الإيمان الوطيد بالرب والرجاء بتحننه: لقد أعطى الرب جميع المؤمنين باسمه غفران الخطايا (أع10 : 43). لذا على كل تائب أن يؤمن ويثق، بأن الرب قد صار كفارة لخطايانا، فيتقدم واثقاً بأن الرب يقبل التائبين؛ فهو "لا يشاء أن يهلك أحد بل أن يقبل الجميع إلى التوبة" (2بط3 : 9). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|