لاعب كرة القدم
كان صبى مغرمًا بممارسة لعب كرة القدم، يمارسها دون انقطاع، لكنه كان قصير القامة جدًا. وكان هذا الصبي يعيش مع والده الذي يشاركه مشاعره، ويعلم ما في قلب ابنه، فكان يسنده على الدوام. مع ممارسته المستمرة للعب لم ُيسمح له بالاشتراك في الفريق بسبب قصره الشديد. لم ييأس، ولا تحطمت نفسيته، بل كان يحضر اللعب ويتابع بكل كيانه ما يدور في كل دورة، وكان والده يجلس بجواره فرحًا.
إذ التحق بالمدرسة الثانوية مارس اللعب، لكنه لم ينضم لفريق المدرسة لذات السبب. لم يتغيب قط عن التدريب، وأيضًا كان يحضر كمتفرجٍ في الدورات ويرافقه والده ويشجعه.
إذ التحق بالجامعة صمم أن يلتحق بفريق الجامعة، وقد أظهر براعة في الحركة والقدرة على اللعب، وكان والده يفرح لقوة عزيمة ابنه. وكان لا يغيب عن الحضور في كل الدورات التي يشترك فيها ابنه.
في السنة النهائية، في اليوم قبل السابق لآخر الدورة استلم تلغرافًا أحزن قلبه جدًا. حمل التلغراف إلى رئيس الفريق وهو يقول له: "والدي قد توفى، هل تسمح لي أن أتغيب بعد غد عن الدورة؟"
حلّ يوم الدورة وجاء الشاب بعد جنازة والده وهو منكسر الخاطر لكنه أصر أن يحضر الدورة. في الجولة الأولى خسر الفريق أمام الفريق الآخر، وإذ بدأت الجولة الثانية ترك الشاب مقعده وجرى نحو حجرة ارتداء ملابس اللعب وسأل رئيس الفريق أن يشترك معهم، وبالفعل أشترك فكسب فريقه الجولة الثانية بصورة مبهرة.
هنأه رئيس الفريق وهو يقول: "مدهش حقًا، أخبرني ما هو سرّ نجاحك المبهر؟"
أجابه الشاب والدموع في عينيه: "أنت تعلم أن والدي قد مات، ولكن هل تعلم أنه كان أعمى؟"
دهش رئيس الفريق، خاصة وأن الشاب أكمل حديثة: "والدي كان لي أخًا منذ صباي، كان يسندني ويشجعني في دراستي كما في ممارستي لهذه الهواية، لم يتغيب قط عن أيّة دورة أشترك فيها، ولم يكن يراني، لكنه كان متهللًا بمثابرتي. اليوم هو أول مرة يستطيع والدي أن يراني، أردت أن أبهجه بأنني قادر على النجاح"أبوتك العجيبة تسندني.
تراني في معركتي ضد عدو الخير.
تتهلل مقدمًا لي كل إمكانية للغلبة والنصرة.
تسر بغلبة أولادك.
تحسب نصرتهم نصرتك.
تهبهم الإكليل وتحسب أنك تكلل فيهم.