|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يوبيل القديس بولس وشرح الرسالة والانجيل ما عرف القديس بولس عن حياة يسوع على الارض[1] معرفة يسوع، كما معرفة كل شخص، نوعان: خارجية وداخلية. المعرفة الخارجية تقف عند مظهره الخارجي واقواله وافعاله وتصرفاته، ويسميها بولس الرسول " المعرفة حسب الجسد" (2كور5/16). اما المعرفة الداخلية فهي معرفة الشخص بالقلب من خلال حياة الصداقة معه. انها معرفته في داخله وجوهره، وهي المعرفة الحقيقية. هذا التمييز أجراه يسوع بسؤاله المزدوج لتلاميذه: " من يقول الناس اني انا ابن البشر؟ - وانتم، من تقولون اني هو؟" (متى16/13 و15). كم من علماء يعرفون يسوع في تفاصيل شخصيته واقواله وافعاله! وكم من اشخاص بسطاء امّيين عرفوه في صميم حقيقته من دون ان يعرفوا تلك التفاصيل! " فالقلب يكلّم القلب". الى هذه المعرفة التي بلغها بولس، يدعونا هذا الرسول. فهو عرفه اولاً بالقلب، ثم بالتفصيل من الرسل والكنيسة الناشئة. عرف بولس الرسول تفاصيل من كلمات يسوع وافعاله، فجعلها قاعدة حياة منتقلاً هكذا من معرفة العقل الى محبة القلب والتزام الحياة. نعطي بعض الامثلة: أ- مجانية الخدمة ومساندة المؤمنين فيما يسوع يطلب من الجماعة ان تعتني بمعيشة من هو مكرّس لحمل انجيله اليها بقوله: " كونوا في ذلك البيت تأكلون وتشربون مما عندهم. لان الفاعل يستحق اجرته" (لو10/7)، يؤكد بولس هذا الحق بقوله: " ان الذين يخدمون الهيكل، فمن الهيكل يقتاتون. والذين يخدمون المذبح، فالمذبح يقاسمون. وربنا ايضاً هكذا امر: ان الذين ينادون ببشارته، فمن بشارته يعيشون". لكنه يعلن تخلّيه عن هذا الحق، للتأكيد على واجب التبشر بالانجيل، لانه مفروض عليه من الله، ولا يقوم به عن هوى شخصي، من اجل مكسب وأجر. وهذه هي مدعاة فخره. ولهذا يقول: " الويل لي ان لم ابشّر" (1كور9/13-17). ب- قوة الرسالة من الله يستوحي بولس الرسول من كلام الرب يسوع عن " المساكين بالروح" (متى5/3) و"البسطاء الاطفال" (متى11/25)، فاكّد ان الله يختار جهّال العالم ليخزي الحكماء، وضعفاء العالم ليخزي الاقوياء، والوضيعة أحسابهم في العالم، والمنبوذين، والذين ليسوا بشيء، ليبطل المعدودين، لكي لا يفتخر بين يديه كل ذي جسد" ( 1كور1/27-29). وبهذا يتوجّه الى المسيحيين والمكرسين في الكهنوت والحياة الرهبانية بالقول: " انظروا دعوتكم، يا اخوتي، فانه ليس فيكم كثيرون حكماء بحسب الجسد، ولا فيكم كثيرون اقوياء، ولا فيكم كثيرون من ذوي الحسب الشريف" ( 1كور1/26). لقد اختبر بولس في عمله الرسالي ان الودعاء وبسطاء القلوب هم المنفتحون على معرفة يسوع. ج- الجهوزية في تتميم ارادة الله من تاكيد الرب يسوع عن جهوزيته لتتميم ارادة الآب عندما قال: " طعامي ان اعمل بمشيئة الذي ارسلني، وان اتمم عمله" (يو4/34)، وعن روابط القرابة الروحية معه من خلال هذا العمل، بقوله: " ان من يعمل بمشيئة الله، فذاك هو اخي واختي وامي" (مرقس4/35)، كانت دعوة بولس الرسول الى التشبّه باخلاق المسيح الذي " واضع نفسه وأطاع الآب حتى الموت على الصليب" (فيليبي2/5 و8). فجعل الصليب محور كرازته على انه " حكمة الله وقدرته". |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
دفاع بولس عن الرسالة |
بولس الرسول الرسالة إلي أهل رومية |
القديس بولس وشرح الرسالة والانجيل |
بولس و الرسالة الأولى إلى أهل قورنثوس |
هل المسيح هو الله وشرح انجيل برنابا للقمص بولس باسيلى |