|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القداسة "لمجد الله الأعظم.." "لمجد الله الأعظم" نغمة رتلها إذ كان بعد في العالم، وأصرّ أن تكون أنشودة حياة الروح. فكان كذلك له ولقلوب كثيرة.. إنه القديس أغناطيوس دي لويولا (1556) مؤسس الرهبنة اليسوعية. إن هذا المعلم الكبير الذي قادت روحانيته، خصوصاً من خلال "الرياضات الروحية"، الكثير إلى النهوض والقداسة. والرياضة الروحية هي أهم ما يميز هذه الروحانية. وهي عبارة عن تمارين تنتقل بممارسها (وبإشراف مرشد) إلى اكتشاف حب الله القوي واعتلان مجده الأعظم في هذا الحب. فتحاول أن تقرأ حياة الإنسان على صفحات الكتاب المقدس. فالكتاب المقدس هو اختبار روحي، يمكن للمتريض أن يكتشف فيه خبرة علاقته بالله القدوس القوي في حبه. وهكذا ينتقل المتريض بين الأمجاد في حياته والكبوات أيضاً، ولكن ليس بحركة العقل وحسب، بل بالإصغاء لهمسات الروح القدس، لاكتشاف "مشيئة الله" وتمييز إرادته واختيار القرار المناسب لوضع ذلك في الحياة والعمل.. فمهما تنوّعت التعدديات، لابدّ من الاختيار، ولابدّ من الالتزام به. ونجد القديس أغناطيوس رغم ذلك يمنح المكانة للقلب. فنراه ساعات طويلة في حوار عميق مع الحبيب حتى أن الدموع تنهمر سخية من عينيه.. دموع التوبة.. ودموع الفرح في الرؤيا. فرجل الإرادة والعزم والعمل تغذي دموع التوبة والرغبة في رؤيا الله والاتحاد به. لقد تفرعت من هذه الروحانية تيارات عديدة اتسم بعضها "بالعملية"، وبعضها الآخر "بالنظرية". ولمعت عنها شخصيات كان لها شأناً مهماً في التاريخ ولا يزال. وقد أحببت أن ألتقي إليكم في هذه الأمسية المباركة، الأب تيار دو شاردان (1955) الراهب اليسوعي العالم المعروف في أوساط علماء الجيولوجيا والطبيعة والانثروبولوجيا، وأيضاً علم المستحاثات ونظرية التطور... ولدي قول له يعبر أصدق تعبير عما يدور في فلك سماءه: "إذا كنت منذ حداثتي أحببت وسبرت الطبيعة والكون باكتمال وبعقيدة متزايدة، فأني لا أستطيع القول ما فعلت ذلك كعالم بل كمتعبد، ويبدو لي أن كل جهد لدي وحتى لو تناول شيئاً طبيعياً صرفاً، كان أبداً جهداً دينياً ووحيد بجوهره وإني لمدرك بأني سموت في كل شيء إلى المطلق. ولو كان هدفي غير هذا الهدف لما كانت لي الشجاعة على العمل، حسبما أعتقد. إن العلم (أي كل أشكال النشاط البشري) والدين ما كانا في نظري إلا شيئاً واحداً. كلاهما بالنسبة إلي سعي إلى غاية واحدة". (عن نشرة "عالمي" 14/4/ 1918). حقاً إن مجد الله الأعظم هو الإنسان الحي، كما يقول القديس إيرناوس. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|