يحكى الأستاذ/ نصحى كيرلس ... من نقادة:
أن ابنى مرقس وُلد وهو يعانى من فتق إرَبي .. وكان كثير البكاء لدرجة انه كان يبكى طوال غياب والدته فى العمل إلى أن تأتى .. أو إلى أن ينام أيهما اسبق، وهذا البكاء كان يؤثر تأثيراً سيئاً على الفتق. وذهبنا به إلى الكثير من الأطباء د./ جرجس مرقس، د./ صبحى غطاس، د./ صفوت نجيب، د./ جرجس نجيب بقنا وأصر الجميع على رأى واحد وهو انه لا بديل للجراحة .. وفى ظهيرة أحد الأيام عادت والدته وكان عمره عام واحد .. فوجدت أن الفتق مختنق على جزء من الأمعاء التى كانت نازلة فى كيس الخصية .. والطفل فى حاله يرثى لها .. فضاقت نفسى جداً .. وأمسكنا الطفل من قدميه ورأسه إلى اسفل بحسب تعليمات الأطباء لكى يعود إلى الحالة الطبيعية .. ولكن دون جدوى .. وحوالى الساعة الرابعة ضغطت الأم بقوه على الفتق فعاد إلى مكانه ..
نزلت إلى قنا لاستشير الأطباء .. فقالوا لا حل سوى عملية فوراً .. ولكن وضعت فى قلبى أمراً آخر وهو لا بد من اخذ رأى القديس .. لو قال لى اعمل العملية سأجريها .. وان قال لا تعملها سأطيع أيضاً كلامه.
فذهبت إلى المطرانية وتصادف أن قابلنى الأب القمص (...) .. فقال لى (وهو طبيب): "أن الطب بيقول لازم عملية .. لكن شوف سيدنا يقول لكَ إيه"، فعندما قابلت القديس وحكيت له الحكاية وأنا فى عمق الضيق والألم النفسى كان يسمعنى بابتسامة عريضة جداً وهدأنى وهدأ زوجتى وقال لنا: "خلاص ما تعملوش العملية، ستى العذراء هتشفيه .. تطلع من هنا تروَّح نقادة" وكان هذا رأى السماء .. فلم يعود الفتق مرة أخرى .. والآن ابنى مرقس بصحة جيدة جداً .. وطفلنا الذى أتى بعد هذه الحادثة .. أسميناه مكاريوس تيمناً وتبركاً بهذا القديس العظيم.