|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الكنيسة هيكل الروح القدوس إن دور الروح القدوس بالنسة للكنيسة هو بنزلة دور النفس بالنسبة للجسد ، انه يربط أعضاء الجسد بعضها ببعض و بالرأس الذي هو المسيح جاعلا من الكنيسة هيكل الله الحي فحيث هناك روح الله هناك الكنيسة :"و حجر الزاوية هو المسيح بنفسه فيه يحكم البناء كله و يرتفع ليكون هيكلا مقدسا في الرب و به تبنون أيضا معا لتصيروا مسكنا لله في الروح"(أف2/20-22) إن الروح القدوس هو المبدأ الذي يحيي كل الأعضاء في الجسد و هو يحقق الشركة في المحبة و هو الباني للجسد بواسطة كلمة الله "و الآن استودعكم الله وكلمة نعمته و هو القادر على أن يشيد البنيان" (أع20/32) فبفضل المعمودية يكون الروح القدوس جسد المسيح و بالأسرار ينميها و شفي أعضاء المسيح و بنعمته و مواهبه يجدد الكنيسة و يمنح أعضائها القوة للقيام برسالتهم. يعني الهيكل مكان حضور الله الفاعل في العالم فالله كان حاضرا وسط شعبه في مسيرته عبر الصحراء ويعتبر العهد الجديد الكنيسة أي الجماعة الكنسية هيكلا و مكانا لحضور الله و حضور يسوع المسيح "لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فأنا أكون هناك في وسطهم" (متى18/20) و من ثم فالكنيسة لا تعني أولا بناء من حجارة ميتة بل بناء من حجارة روحية حجر الزاوية فيه يسوع المسيح إن الكنيسة كهيكل الروح القدوس تحمل في طياتها روح التعددية لأن مواهب الروح متعددة و كل تعددية مصدر غنى وحيوية، و القديس بولس يشبه هذه التعددية إلى الجسد الذي له أعضاء كثيرة و لكنها على كثرتها تبقى جسداً واحداً (1كو12/12-21) فالمحبة تجمع الأعضاء المختلفة في جماعة واحدة فالمواهب متعددة ولكن الروح واحد :"إن المواهب على أنواع و أما الروح فهو هو، وإن الخدمات على أنواع و أما الرب فهو هو"(1كو12/4-5) و هكذا فان الكنيسة كهيكل للروح واحدة و لكنها متعدة المواهب و الاعمال والخدمات.إن الروح القدوس هي علامة الوحدة :"فإننا اعتمدنا جميعا بروح واحد لنكون جسدا واحدا"(1كو12/13) . إن الروح القدوس يلغي المسافة الزمنية التي تفصلني عن يسوع الناصري و يجعله حاضرا اليوم في حياتي وحياة الكنيسة محولا الحرف الى أنشودة حية . وتعبر الكنيسة عن دور الروح القدوس أجمل تعبير في صلاة الايبكليز التي تقال بعد كلام التقديس و هي صلاة استدعاء الروح القدوس طالبة منه أن ياتي ويحل على القرابين ليجل الخبز جس المسيح و الخمر دم المسيح ، إن الروح يحول الطبيعة و هي هنا (الخبز و الخمر) إلى جسد المسيح و الأفراد إلى جماعة وحدة و محبة مجتمعين في الكنيسة الواحدة لذلك نبتهل إليه سائلين الحدة في الإيمان و شركة الروح القدوس . إن عمل الروح القدوس إذا هو بناء جسد الكنيسة بالشركة هذه الجسد هي جسد المسيح الذي تكون في أحشاء مريم بفعل الروح و لكن يسوع أعطانا جسده على الصليب فأصبح علامة لحضوره الشامل لكل البشر ولكل الأزمنة هذه الشمولية يحققها الروح القدوس في صورة الكنيسة. وعندما تعيد الكنيسة ذكرى هذه العطية (أصنعواهذا لذكري) لا تبتغي من ذلك الحنين إلى الماضي إنما تدلنا على مسؤوليتنا في تحقيق الوحدة في جسد المسيح و شمولية العطاء و المحبة ، فكل منا مدعو أن يحول جسده و دمه إلى ذبيحة حية تجدد ذبيحة المسيح أي أن ضع أنفسنا في خدمة أخوتنا. إن الذبيحة الحقيقية هي ما نقوم به كي نتحد مع الله و ندخل في شركة حقيقية معه و هذا يتحقق عندما نتحرر من التمحور حول الذات و الأنانية لندخل في منطق المحبة التي تبذل ذاتها ، عندها تتحول أجسادنا الى حضور وعطاء للآخرين وهذا ما يحس عليه القديس بولس :" انني أناشدكم إذا أيها الاخوة حنان الله إن تقربوا أشخاصكم ذبيحة حية مرضية عند الله، فهذه هي عبادتكم الروحية" (روم12/1) و عندما تقدم الكنيسة الذبيحة الآلهة إنما تقدم ذاتها لكي تصبح جسد المسيح، بهذا تحيي ذكرى ذبيحة الصليب وتشهد لحقيقة روح الله التي هي عطاء و مشاركة .أما نقيض هذه الروح فهو الانغلاق على الذات وسيطرة منطق التملك . من ما لا شك فيه أن تأسيس الكنيسة يعود إلى يسوع المسيح و أما انطلاقها في الرسالة فيعود إلى الروح القوس ط الروح القدوس ينزل عليكم فتنالون قوة و تكونون لي شهودا " ( أع1/8) فرسالة الكنيسة علامة لحضور الروح القدوس و عمله فيها ، فكما حل الروح القدوس على يسوع يوم عماده قبل انطلاقه بالرسالة ، هكذا حل على التلاميذ يوم العنصرة ، فانطلقوا بالرسالة و بهذا المعنى فان زمن الكنيسة هو زمن الروح القدوس فالروح القدوس و الكنيسة يتممان رسالة يسوع على الأرض. إن الكنيسة هي طريق الملكوت و علامة خلاص للعالم، و يجب أن تكون حسب تعبير يسوع ملح الأرض وخميرة في العجين و خلاصة القول إن الكنيسة هي الجماعة التي تتعرف إلى الله المتجني في يسوع المسيح. شعب الله هذا عليه أن يعمل مع ذوي الإرادة الطيبة لبناء عالم أخوي يسوده السلام و الحب و العدل فحيث توجد المحبة هناك الملكوت ، بهذا يشهد شعب الله للرجاء الذي تحقق بالمسيح الناهض من بين الأموات ، هذا الرجاء يدعو كل إنسان إلى الدخول فيه مجانا و بدون أية شروط . مريم أم المسيح و أم الكنيسة : إن الحديث عن الكنيسة يقود إلى الحديث عن مريم العذراء أم يسوع المسيح ودورها في سر الخلاص . إن مريم أصبحت أم المسيح بطاعتها المطلقة لكلمة الله "فليكن لي حسب قولك" بهذا سمحت لله بواسطة ابنه أن يتخذ منها جسدا و يسكن فيما بيننا و يدخل في تاريخ البشرية . إنها تمثل الإنسانية التي عطت لله المكانة التي يستحقها في أرض البشر ومن خلالها تصلنا نعمة المسيح التي بفضلها نصبح أبناء لله ، بهذا المعنى فان مريم العذراء هي أم للمسيح و أمنا و أم الكنيسة .و كما ولدت مريم العذراء ابنها بأنها وضعت كلمة الله فوق أي اعتبار آخر، كذلك على الكنيسة أن تشع وجه المسيح و تجسده للعالم. إن المعنى العميق لبتولية مريم يشير إلى هوية يسوع ، فكما أنه كسر قوانين الطبيعة عندما أقامه الله من بين الأموات كذلك ولد في عالمنا بدون الخضوع إلى قوانين الولادة الطبيعية ، فبقيامته وولادته يظهر كونه ابن الله و آدم الجديد الذي بفضله تصبح البشرية خليقة جديدة . لهذا فان الإيمان بقيامة يسوع من بين الأموات وبكونه ابنا لله معناه الإيمان بولادته البتولية من العذراء . و إذا كانت الكنيسة تقر ببقاء مريم عذراء رغم الولادة فهذا معناه الاقرار بان خصب الحياة الإنسانية كما هي الحال في المكرسين من أجل الملكوت يتجاوز المفاهيم الطبيعية للولادة و يتحقق في رجاء الخليقة الجديدة المولودة عبر الألم و الموت لهذا تمثل مريم العذراء الكنيسة. إن مفهوم عقيدة الحبل بلا دنس لا يعني كما يعتقد البعض أن مريم العذراء ولدت بدون أب و لكن معناه بأنها كانت بكليتها مكرسة لله لا أثر فيها لأي مقاومة لعمل نعمة الله و فعل كلمته ، هذا ما يشير إليه تعبير ممتلئة نعمة أي لا أثر للخطيئة في قلبها لأن المقاومة لله تأتى من الخطيئة . لهذا اختيرت لتكون أم المسيح .ان انتقال العذراء الذي نحتفل به في 15 آب يدل على المشاركة في الخاص الذي تحقق في يسوع المسيح فقيامة المسيح هي صورة لما سوف يتحقق في البشرية إن مريم ابنة البشرية التي أعطت ذاتها لله تنتمي منذ الآن إلى الخليقة الجديدة هكذا تكون مريم العذراء صورة لما سوف يتحقق في البشرية ففيها تحقق الرجاء الذي يتطلع إليه كل إنسان |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|