منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 14 - 08 - 2014, 03:08 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,156

أنبياء الحاضر والحركة النبوية اليوم في كنيستنا
أنبياء الحاضر والحركة النبوية اليوم في كنيستنا



إن رسالة أنبياء الحاضر في الكنيسة، هي في الحقيقة ذاتها رسالة أنبياء العهد الجديد كما مر معنا. فهم موجودون لأجل "بنيانها، وحضّها على الثبات، وتعزيتها في الشدائد". إن المسيحيين جميعا بحكم عمادهم هم أنبياء لأجل بنيان الكنيسة بما يتكلمون ويعملون في هذا العالم، "إن السيد المسيح "الذي قدسه الآب وأرسله إلى العالم"
(يو 10/36) أشرك جسده السري كله بمسحة الروح التي مُسح بها. فبه يصبح المؤمنون جميعهم كهنوتا مقدسا وملوكيا، يقدمون الذبائح الروحية لله بيسوع المسيح ويخبرون بعظائم ذاك الذي دعاهم من الظلمة إلى نوره العجيب. فليس من عضو إلا وله دور في رسالة الجسد كله، إنما على كل واحد أن يقدس يسوع في قلبه وان يشهد للمسيح بروح النبوة". (قرار مجمعي في حياة الكهنة وخدمتهم الرعوية، رقم 2).
إن غاية العمل النبوي اليوم في الكنيسة، هي تركيز على الأمانة للمسيح رأسها، فيصبح ملكاً حقيقياً على القلوب وعلى الحياة في كل جوانبها، يتجلى ذلك بقول البابا يوحنا بولس الثاني: "افتحوا الأبواب، بل شرّعوا الأبواب للمسيح"، وهي أيضا عيش الدعوة الإنجيلية بأمانة في واقع عصرنا اليوم، والذي يتم باتباعنا المسيح مثالنا الحقيقي.
وتأخذ النبوءة اليوم شكل الوعظ والتعليم والبحث اللاهوتي الأمين لكلمة الله، يضاف إلى ذلك العمل النابع عن إلهام الله للأشخاص كي يقوموا بأعمال الرحمة والمحبة، بكل تجرد وطاعة ومحبة، تجعل المسيح نفسه يتجسد في عالم اليوم.
وإذا أردنا رسم صورة لنبي اليوم لنتعرف إليه في ما بيننا فسيكون على مثال أنبياء الماضي، انه إنسان "يرى ما لا يراه الناس، لأنه ينظر إلى الأمور بعين الله". أن الله اختاره ودعاه أرسله إلى اخوته لينبئهم بما يصلح مسيرتهم ويعيدهم إلى أصالة الإيمان، إلى العلاقة مع الله، وذكر عهدهم معه منذ عمادهم. روح الله عليه فهو متحد بالرب اتحادا حميما، يعاني من معاصريه الإهمال وعدم الفهم فيتحمل الصعوبات والآلام في سبيل رسالته، ويبقى منبوذا رغم انه يقابل الجميع بالمحبة التي علمنا إياها المسيح (1يو 4/19-21) أن كلامه قد يكون قاسيا لأنه يؤنب المسيحيين على عدم أمانتهم للمسيح وكنيسته، لكن ثقته هي في المسيح الذي يقويه ويرسله وليس في البشر، إذ انه لا يأتي من عنده بما يقول بل قد اختبر الرب في الكنيسة وفهم مشيئته وإياها يعلن. سيواجه الأنبياء الكذبة من حوله الذين يفنّدون كلامه ويحاجّوه ليفرغوا رسالته من مضمونها لتبقَ الأمور كما هي عليه.
انه لا يلغي تقليد الكنيسة بل هو مرتبط به، لقد عاش تقليد الكنيسة وتعليمها الموروث ومن خلاله اختبر الله اختبارا شخصيا فتمّ تغير جذري في حياته وكان نقطة تحول مميزة، فغدى يفهم التقليد على ضوء اختباره الشخصي لله ضمن الكنيسة. وهو ليس بالضرورة ضد المؤسسات الكنسية إنما يبحث فيها عن روح الله القدوس الذي أسسها والذي يجب أن يحييها دوما. وهو أيضا قارئ جيد للتاريخ: تاريخ الكنيسة وتاريخه الشخصي وتاريخ العالم، فالماضي الذي يحمل كل دروس الله لشعبه، هو ذاته ما يعيشه البشر في أحداث الحاضر، ومنها يستشف ما قد يكون عليه المستقبل مع الله أو بدونه.
إن كان أنبياء الحاضر ثوارا فان ثورتهم هي دعوة الناس إلى التوبة وإلى أحياء الحياة الروحية التي فيهم، وإلى تغيير ما في داخل الإنسان، تغيير السلوك والسير بأمانة أمام الله.
أحداث نبوية كثيرة جرت في القرن العشرين تتوجت بأهم حدث كنسي نبوي وهو المجمع الفاتيكاني الثاني، الذي جعل الكنيسة تعيد التفكير بذاتها وبالأمانة لرأسها المسيح ولرسالتها في عيش الحياة الإنجيلية في العالم، وهاهي ذي كنائسنا في الشرق يهب عليها روح الله القدوس ويوقظها من غفلتها وعدم أمانتها، فقد انعقد مجمع لأجل لبنان سنة 1995، واليوم ينعقد مجمع بطريركي للكنيسة المارونية، والمجمع الأبرشي الأول لطائفة الروم الكاثوليك، أحداث تقرأ الكنائس فيها تاريخها وتنظر إلى ذاتها نظرة صدق لتعود إلى العيش بأمانة للمسيح وإنجيله في عالمنا المشرقي المتألم والمشتت والمُنتظِر تجلي الرب فيها، فتكون خميرة في العجين وتعود إليها الشجاعة في فتح قلبها لبيئتها والتخلي عن قوقعتها وأنانيتها وحذرها من الآخر كائناً مَن كان.
ويرسل الله أشخاصاً أنبياء لكنيسته اليوم. فكل أسقف وكاهن وراهب وراهبة وعلماني وعلمانية يصلي ويتأمل كلمة الله ويحب الرب يسوع ويعطيه المكان الأول في حياته، ويعيش رسالة الإنجيل في مكانه في الكنيسة والعالم، بتجرد ودون مصالح ذاتية أو استغلال للكلمة هو إنسان تحركه روح نبوية، يفهم معنى حمل الصليب مع المخلص، فتنعش أقواله وأعماله اخوته المؤمنين والكنيسة، كي تثبت وتتجذر اكثر في مكانها وتكون شاهدة بأعمالها على حضور المسيح فيها وتستطيع أن تُجدسه في بيئتها التي تعيش فيها. من هؤلاء أشخاص معروفين أو مغمورين أشخاص عاديين أو منهم من أُعلنت قداسته.
ومن قديسي عصرنا البابا يوحنا الثالث والعشرون والأب بيو والأم تيريزا وكلهم عاشوا روح النبوة وهذا ما يتضح من أقوالهم وأعمالهم. حتى قديسي شرقنا كشربل ونعمة الله ورفقا وغيرهم ممن هو غير معروف بعد، عاش بروح النبوة والأمانة حتى النهاية للمسيح الرب، بطاعته وحبه للكنيسة جسد المسيح السري. انهم علامات أمامنا لنعيش على مثالهم تجددنا اليوم.
وإني أرى تيارات نبوية تحرك كنيستنا المشرقية اليوم، الخّصها بنقاط ثلاثة: معرفة الذات، وحدة المسيحيين، الحضور الإسلامى، وهي مرتبطة ببعضها حتماً.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
سلسلة قصص تلوين للاطفال كنيستنا - 7 - الاعياد داخل كنيستنا القبطية
مع أنبياء الماضي وأنبياء الحاضر
كم يعلمنا الكتاب المقدس .. وتعلمنا كنيستنا .. وأباء كنيستنا المحبين دائماً ....
مع أنبياء الماضي وأنبياء الحاضر
من أين أتت الوثنية علي الرغم من أن الإنسان كان في الأصل يعرف الله ؟ و كيف تطورت الوثنية و تشكلت ؟


الساعة الآن 01:55 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024