|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
((جميلة أنت يا خليلتي)) ((جميلةٌ أنت يا خليلتي... جميلةٌ أنتِ كالقمر، طاهرةٌ كالشمس)) (نشيد الأناشيد 1\15، 6\10)... امتياز الحبل بلا دنس يجعل مريم جميلةً إلى حدّ أنّه لم يستطع رسّامٌ واحد أن يعبّر عن جمالها كما كانت تصفه برناديت سُوبيرُوس القائلة: ((إنها من الجمال بحيثُ إنّ المرء يرغب في أن يموت كي يراها.)) وميلاني، أحدى الذين ظهرتْ لهم مريم في لاساليت، كانت تقول: ((كلّما نظرتُ إليها، اشتدّتْ فيّ الرغبة في أن أراها بعد...)) جمال مريم الجسديّ جمالُ الأرز الخالد كما جاء وصفُه في نبوءة حزقيّال: ((أرزُ لبنان بهيةُ الأفنان، ملتفّة الأغصان، شامخةُ القوام... السرْو لم يماثل أغصانها، والدُلبُ لم يكن كفروعها. وكلّ شجر في جنّة الله لم يماثلها في بهجته. إنّي صَنَعْتُها بهيّةً، فغارت منها جميع أشجار عَدْنٍ التي في جنّة الله)) (31\3-9). إنّما جمال مريم الحقيقي هو جمال الروحي. على عكس ما كان عليه الفرّيسيّون الممتلئون من الداخل أنجاساً وأرجاساً (متى 23\25 ، 27)، فإنّ داخل مريم كلّه إشراقٌ وتألُّقٌ وصفاء، وإشعاعٌ مبارك وخيّر إلى حدّ أنّها ((عَفّفتْ)) يوسف، كما يقول جان غِيتُون، فتبدَّل نظرُه لّما تلاقى النظران، وتسامتْ حواسّه لمّا اكتنفه إشعاع ذلك الجسد المنقطع النظير.)) كيف لا اذكر هنا نشيداً زنجّياً للسيدة العذراء، جاء فيه: ((جميلةٌ أنت ومُشعّة، كالصبح المتجدِّد أبداً فُتوّةً وطراوة... ((جميلةٌ أنت ومُفْرِحة، مثل أشجار البنّ المُزهِرة المعطِّرة، عند السَحَر... ((جميلةٌ أنت وخلاّبة، مثل باقة نخيلٍ يتمايل في الفضاء الساطع الأزرق... ((جميلةٌ أنت وفتّانة، مثل عينٍ صافية متدفّقة بين الصخور... ((جميلةٌ أنت وفتّانة، مثلَ القمرِ العائمِ في فضاءٍ غسّلتْه الأعاصير... ((جميلةٌ أنت وبهيّة، مثلَ شُعلةٍ مهيبةٍ ترتفع من السباسب في الليل... ((جميلةٌ أنت وكلّيّة الجمال، إلى حدِّ أنّ من يراكِ مرّةً يتمنّى لو يموت ليراكِ من جديد.)) جمال العذراء هذه. من أين؟ من النعمة الإلهيّة المنطبعة فيها منذ اللحظة الأُولى لوجودها في حشا أمّها. والنعمة الإلهيّة، أليست اسماً آخر للبهاء الذي يُجلبِب النفس المرفوعة إلى ما فوق الطبيعة، والذي يعكس البهاء الأزليّ؟ وإن كنّا نحن الخطأة قد نِلنا ((من الامتلاء الإلهّي نعمةً فوق نعمة)) (يو 1\16)، فما القول عن مريم؟ لقد غُمِرتْ بها حتى أصلِها الكيانيّ ("فِيضي فرحاً، يا فيض النعمة!"). يقول يوحنا الصليبي إنّ ((النفس التي يحبّها الله، تصبح من الجمال بحيث إنّها تتسامى فتشترك في الألوهة نفسها... الله، إذا صحّ القول، يضعها في ذاته، ويجعلها مساويةً له... ويزيد فيها، أكثر فأكثر، النعمةَ والجمال... وهي سوف تذهب صُعُداً في حبّه وفي إكرامه لها... فمن له يُعطى ويُزاد.)) هذا عن النفس التي ((يحبّها الله)). فما القول في الابنة المختارة، مريم العذراء التي جاء الابن الأزلي واتّخذ من جسمها جسماٍ له؟ مريم هي المِحراب الحيّ للإله الحيّ. في وسط هذا المِحراب مذبح، مذبحُ قلبِ مريم الكلّيّ الطهارة. من على هذا المذبح، كما كانت تقول القديسة مرغريت ماري للمبتدئات، يخاطب الكلمةُ المتجسِّد أباه، قائلاً: ((ذبيحةً وقرباناً لم تشأ، غير أنّك هيّأتَ لي جسداً...فقلتُ هآءنذا آتي لأعمل مشيئتك يا الله)) (عب 10\5-7). حقاً ليس من مذبحٍ آخر، غير مذبح قلب مريم الطاهرة، يليق تماماً بتقدمة الكلمة المتجسّدة (عندما نشترك في ذبيحة القداس، هل قلوبنا هي من اللياقة، اقلّه ما للمذبح الذي يتقبّل تحويلَ الخبز والخمر إلى جسد المسيح ودمه؟). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
قومي يا حبيبتي، يا جميلتي وتعالي |
"كلك جميلة يا خليلتي ولا عيب فيك" (نش ٤/ ٧) |
قومي يا حبيبتي يا جميلتي وتعالي |
قومي يا حبيبتي يا جميلتي وتعالي |
كونى دوماً جميلتى |