|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أمى الحنون 1 الخميس 07 اغسطس 2014 القس بولس بشاى كاهن بكاتدرائية رئيس الملائكة ميخائيل بأسيوط إن أردت أن تعرفها تفرس فى ملامح وجوه أولادها المتطلعين إلى أيقونتها ثم ارفع عينيك إلى طلتها الحنونة المفعمة بالأمومة و الوداعة و النقاوة. انها العذراء مريم و التى استوحيت أيقونتها مما كتب عن معدنها النفيس فى الكتاب المقدس مع ما ورثناه من تراث ظهوراتها و تجلياتها المباركة. و إذ أغوص أنا أيضا فى بحر اتضاعها أجدنى أقف مع المصلين و الطالبين صلواتها منبهراً مشدوهاً لحيوية هذه العلاقة الممتدة عبر القرون بين أم إنتقلت إلى السماء و أجيال متوالدة, و هل يمكن أن تتصل حياتها السمائية بحياتنا ؟ هل لى أن أتصل بأمٍ أمومتها بلغت عنان السماء إذ صارت أماً لرب الكون و خالقه؟ من أين لى هذا أن تأتى أم ربى الىَّ؟ من أين لى هذا أن آتى أنا إلى أم ربى؟ وان كنت اشعر أن نداء أحشائى وحنينى الى شفاعتها لأجلى لايخذله الله إلا ان كلمة الكتاب المقدس اقوى واثبت من مشاعرى "و عندنا الكلمة النبوية و هى أثبت التى تفعلون حسناً إن انتبهتم اليها كما الى سراج منير فى موضع مظلم"(2بط19:1) تحسم الأمروتزيل كل شك و يذوب معها كل جدال و لا أجد سوى كلمة الله نوراً يجيب كل أسئلتى ,فأرفع فى ثقة يدىَّ أنا أيضاً بين أيدى الطالبين صلواتها إشفعى فى يا أمى الحنون يا من وقفت امام ابنك الاله المتجسد تشفعى فى اولئك الذين فرغ خمرهم لتعيدى للعرس فى قانا الجليل فرحته, و ها قد فرغ خمرى و زيتى فاشفعى لأجل فرحى وفتور همتى, أبنك أوصاك بنا على الصليب عندما أوصاك أن تكونى أماً ليوحنا الحبيب و قال لك يا أمرأة هوذا أبنك, و كأن كل تابع للمسيح حتى الصليب فى كل جيل يتلقى مع القديس يوحنا نفس هذه النعمة و العطية أن تكون العذراء أم الإله أماً له. إن من أرسى فكرة الشفاعة فى الأصل هوالله نفسه فهو الذى أمر أصحاب أيوب أن يطلبوا صلاة ايوب البار لأجلهم "عبدى أيوب يصلى من أجلكم لانى ارفع وجهه لئلا اصنع معكم حسب حماقتكم"(اى 8:42). والعهد الجديد ملئ بمثل هذه الصلوات بل ويأمر بها "صلوا بعضكم لاجل بعض"(يع16:5) بل إن معجزات الشفاء على أيدى الرسل لمحة من أشكال الشفاعة "طلبة البار تقتدر كثيراً فى فعلها" (يع16:5). ومن البديهى إن كانت الشفاعة تُقبل لأجل الأمور الزمنية الارضية فبالأولى الامور الروحية, لاحظوا كلام الرب لأصحاب ايوب :"لئلا اصنع معكم حسب حماقتكم (خطيتكم)", والقديس يوحنا يقول "إن رأى أحد أخاه يخطئ خطية ليست للموت يطلب فيعطيه حياة"(1يو16:5) لذلك ليس هناك ما يمنع ابداً طلب الشفاعة لاجل مغفرة الخطايا فنصلى فى القداس الهيتنيات و هى طلب مغفرة خطايانا بشفاعة كل قديس بإسمه و أولهم العذراء مريم. و لكن هل حقاً للمنتقلين و فى مقدمتهم أم النور مريم مكانة فى حياة السائرين فى درب الملكوت وهل لصلواتهم وشفاعتهم قيمة امام الله؟ ان المسيحي الحقيقى لا يعرف عن الموت إلا اسمه فقط أما جوهره فهو نوم للجسد "لعازر حبيبنا قد نام ...و كان يسوع يقول عن موته".(يو13:11) و قد أكد الرب يسوع هذه الحقيقة حين قال "انا إله ابراهيم وإله اسحق. ليس الله إله أموات بل إله أحياء" (مت32:22) إن من أجمل تفاصيل ايماننا نحن المؤمنين أننا أسرةََ واحدة , جسدٌ مقدسٌ رأسه المسيح "فلستم إذاً غرباء بل رعية مع القديسين و أهل بيت الله"(أف19:2) لا يفصلنا الموت ولايقطع صلاتنا ولا صلواتنا بل من نحسب اننا خسرناه صديقا ًأو رفيقاً أوأباً مصليا لأجلنا على الأرض نكسبه فى السماء شفيعاً و مصلياً بين صفوف السمائيين, لقد بدا ان سليمان فقد مساندة وابوة داود فإذ به يكتشف فى ساعة ضعفه وسقوطه بعد سنين من انتقال داود هذه الحقيقة الرائعة من فم الله "لا آخذ كل المملكة من يده (سليمان) بل اصيره رئيسا كل ايام حياته لاجل داود عبدى"(1مل34:11) لكن هل المنتقلون يشعرون و يتواصلون مع الاحياء؟ لقد اعطانا الرب فى قصة الغنى ولعازر - و هى ليست قصة رمزية بل واقعية بشهادة كل من القديس يوحنا ذهبى الفم ,القديس غريغوريوس, البابا كيرلس عمود الدين, كليمنضس السكندرى والعلامة ترتليانوس- ما يحسم الامر فى هذا السؤال ففى هذه القصة 3 مجموعات: السمائيون ويمثلهم ابراهيم ولعازر , الارضيون ويمثلهم اخوة الغنى والاشرار يمثلهم الغنى, و برغم الهوة المثبتة بين الأشرار و السمائيين و عدم استطاعة الأرضيين رؤية هؤلاء أو أولئك لكن هذا لم يمنع قدرة المنتقلين بعد أن خلعوا عنهم أجسادهم الكثيفة من التواصل بحوار متكامل بينهم و بين بعض بل و لم يخلُ الحوار من التطرق إلى شؤن الأرضيين وهم على دراية ومعرفة كاملة باحوالهم و انهم ما زالوا يحتاجون الى التوبة "لى خمسة أخوة (على الارض) " (لو28:16). و من هذه القصة نستطيع أن نفهم بوضوح سهولة اتصال السمائيين مع بعضهم ومعنا, اما نحن فالامر مختلف معنا تماما لاننا فى ثوب اجسادنا الكثيفة تعجز حواسنا الجسدية عن الاتصال بالسمائيين إلا لو كان هذا من خلال الظهورات كظهور موسى وايليا على جبل التجلى , و حتى حينما يريد الله ان ينعم على انسان منا وهو مازال فى الجسد برؤية سمائية لابد له ان يتخطى به حدود الجسد أولاً حتى تنفتح مداركه وتستوعب "كلمات لا ينطق بها و لا يسوغ لانسان ان يتكلم بها" (2كو4:12). مثل ما حدث مع القديس يوحنا"كنت فى الروح فى يوم الرب" (رؤ10:1) فكم و كم يكون الحال مع القديسين المنتقلين الذين يعيشون دائما فى الروح بعد ان خلعوا عنهم الجسد نهائيا. انه لأمر رائع ان الحق الكتابى يؤكد لنا هذا الايمان و ان الموت مجرد نوم للجسد فقط و لا يمنع الاتصال المباشر بين الروح و الله فنجد حواراً فى كلمات قليلة يدور بين المسيح وشاب ميت, لكن لا هذه هى نظرتنا انه ميت, اما واقع الامر هو حوار بين روح حية لأبن ارملة نايين و المسيح له المجد "ايها الشاب لك اقول قم"(لو14:7) فيقوم. فهنيئاً لى بانتقال أبى و أخى و خلى الوفى,هؤلاء فارقونى على الأرض كرفقاء غربة فصاروا لى فى السماء أصدقاء بين صفوف السمائيين يصلون عنى و عن كثيرين.و إن كان هذا هو حال خلانى و أحبائى فبالاكثر سيدة السمائيين أمى القديسة الحنون العذراء مريم معدن الطهر و الجود و البركات, حين تلامس روحى بعضاً من نقاوتها أشعر و كأن دفء أمومتها سرى فى كيانى و أنى مسنود بصلوات لا يفصلنى عنها إلا شقاوتى. على ان الشفاعة ليست شيكا على بياض أعطاه الله للقديسين وهذا ما سنكمله فى المقال التالى ان شاءت نعمة الله. |
08 - 08 - 2014, 08:39 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: أمى الحنون 1
ميرسى على الموضوع ربنا يباركك |
||||
08 - 08 - 2014, 09:24 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: أمى الحنون 1
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
كن أبي الحنون |
ربي الحنون ... |
ربي الحنون |
بعض الجنون |
عنى قضى ربى الحنون |