|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الألم التربويّ ونحن نتكلّم على الألم بهذه الطريقة، لا يخفى علينا أنّ الألم هو الوسيلة الوحيدة للنموّ. لنتخيّل مدرسةً تعلّم طلاّبها طوال السنة ولا تمتحنهم.كلّما انقضت السنة، ينتقل الطلاّب إلى الصفّ الأعلى. هل ستترسّخ المعلومات في أذهانهم كما تترسّخ في أذهان الطلاّب الّذين يجتازون الامتحانات؟ هل يتقن الإنسان النحتَ أو الرسمَ أو العزفَ أو أيّ فنٍّ من الفنون أو حرفةٍ من الحرَف، إن لم يكن معلّمه حازماً متطلّباً، وحتّى قاسياً معه؟ أليست الحاجة أمّ الاختراع؟ ألا نقصد بكلمة "حاجة" المعاناة والعوز والشعور بالأزمة والوضع الحرج؟ فالألم يحمل في ثنياته بعداً إيجابيّاً، ويتيح للإنسان فرصةً للنموّ. على هذا الأساس، هناك مَن يخفّف مفهوم العقاب الّذي تكلّمنا عليه أعلاه، ويعتبر الألم تهذيباً والديّاً غايته تصحيح سيرتنا وتنميتنا. ويُدعَمُ هذا الموقف بما ورد في سفر الرؤيا: "مَن أحببتُه أوبّخهوأؤدّبه" (رؤ 3/19). بمعنى آخر، إذا كان سلوككَ سيّء، يبليكَ الله بسرطانٍ أو يرزقكَ بولدٍ معوق كي تتأدّب. أيّ عقلٍ يقبل هذا! صحيح أنّ الكتاب المقدّس يتكلّم في بعض الأحيان بهذه الطريقة، لكنّ كلام الكتاب المقدّس في هذا الشأن لا يُفهَمُ إلاّ من جوهره، ألا وهو آلام المسيح وموته وقيامته. فبانتظار الخاتمة، يعرض الكتاب المقدّس أفكارنا الواهمة عن الله، بل يعرض أفكاراً واهمة أكثر ممّا لدينا. والألم التربويّ هو واحدٌ منها إذا تصوّرنا أنّ الله يسبّبه. الأفضل هو الاعتقاد بوجود عدالةٍ تلقائيّة. إذا وضعتَ إصبعكَ في النار، يأتيكَ العقاب تلقائيّاً، ولا حاجة لقرارٍ من الله. فكلّ سلوكٍ سيّء يفسح مجالاً للاإنسانيّة قد تولّد ألماً. ولا حاجة لحكمٍ إلهيّ من أجل هذا. فالوصايا العشر والشريعة هي طرائق لاستعمال الحياة. إنّها قوائم من السلوكيّات الرديئة الواجب تفاديها إذا لن نرِد أن نولّدَ شرّاًويندرج في هذا السياق مفهوم المغامرة والاحتمالات. فالّذي يسافر يغامر بحياته إذ يجعلها تحت رحمة ميكانيك المحرّكاتومزاجيّة السائق ومهارته وانتباهه ... وحادث المرور الّذي يتم، لا تخرج أسبابه عنهذه العناصر. وكذلك الأمر في عالم الصحّة والإنجاب والمهنة ... الحياة مغامرة. يمكننا بذل جهدٍ للإقلال من الخطر فيها، لكنّنا لن نستطيع أبداً إلغاء هذا الخطرتماماً. على كلّ حال، سواء كان الشرّ نابعاً عن فعلٍ عقابه تلقائيّ أو خوض مغامرةٍ باحتمالاتها، فإنّ هذا الشرّ قد يكون تربويّاً، فيجعلنا نراجع ذواتنا، ونعيأخطاءنا، وننمو في إيماننا، ونسمو في حياتنا. لكنّه قد يتمادى ويصبح مدمّراً. فحادثالسيّارة الّذي يُعاقَبُ فيه سائقٌ سكران قد يقتله، ولن يستطيع بعد ذلك أن يقوّمسيرته. فسواء كان الألم تربويّاً أو لا، لا يمكننا أن نجعل الله مسبّباً لشرٍّ كهذا. |
26 - 08 - 2014, 04:11 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: الألم التربويّ
موضوع جميييل
ربنا يبارك خدمتك |
||||
27 - 08 - 2014, 08:36 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الألم التربويّ
شكرا على المرور
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|