هل تعرفه انت
حين حل الجوع بارض كنعان وعلم يعقوب انه يوجد قمح في مصر ، ارسل اولاده الى مصر ليشتروا قمحا ً ودخلوا الى يوسف وسجدوا له ونظر يوسف الى اخوته وعرفهم ، عرف يوسف اخوته واما هم فلم يعرفوه . وتتوالى الاحداث وتتابع المواقف حتى يعلن يوسف نفسه لاخوته فيعرفونه . المسيح اخ لنا كما يعلن الكتاب المقدس والمسيح يعرفنا جيدا ً ، يعرف اخوته لكن الكثير منا لا يعرفونه والذين يعرفونه يريدون ان يعرفوه اكثر . نريد ان نعرف مشيئته وندرك ارادته ونكتشف خطته لحياتنا . هو يعرفنا جيدا ً ، يعرفنا اكثر مما نعرف نحن انفسنا . يقول داود النبي " يَا رَبُّ ، قَدِ اخْتَبَرْتَنِي وَعَرَفْتَنِي .أَنْتَ عَرَفْتَ جُلُوسِي وَقِيَامِي . فَهِمْتَ فِكْرِي مِنْ بَعِيدٍ....... عَجِيبَةٌ هذِهِ الْمَعْرِفَةُ ، فَوْقِي ارْتَفَعَتْ ، لاَ أَسْتَطِيعُهَا...... لأَنَّكَ أَنْتَ....... نَسَجْتَنِي فِي بَطْنِ أُمِّي ...... رَأَتْ عَيْنَاكَ أَعْضَائِي وَفِي سِفْرِكَ كُلُّهَا كُتِبَتْ يَوْمَ تَصَوَّرَتْ ، إِذْ لَمْ يَكُنْ وَاحِدٌ مِنْهَا." ( مزمور 139) . قبل ان نوجد في العالم اوجدنا في فكره وعلمه وقلبه ، عرفنا من البدء . حين كنا بعيدين عنه ، حين انحرفنا واخطأنا اليه وضللنا وعشنا وسط الخنازير . حين كنا اعداء له ، حين رفضناه وانكرناه وتنكرنا له وعاندناه وعصيناه تحرك قلبه بالمحبة والغفران لنا حين ندمنا وتبنا وطلبنا رحمته وعفوه ورضاه . لم ينسى ابدا ً خاصته التي عرفها واختارها واحبها وهي ما تزال في المجهول . وكما يقول بولس الرسول " يَعْلَمُ الرَّبُّ الَّذِينَ هُمْ لَهُ " ( 2 تيموثاوس 2 : 19 ) . يعرفهم جيدا ً ، يعرف خاصته . هو يعرفنا ، يعرف اخوته ، يعرفهم وهم مشوهون بالخطية وهم يحيون وسط الخنازير . هو يعرفك ، هل تعرفه انت . هل تعرف المسيح الاخ البكر الطاهر الاكبر . إن كنت ما تزال غارقا ً في جهلك وعنادك مبتعدا ً عنه لا تعرفه تحيا في الكورة البعيدة ، هو اختارك له قبل تأسيس العالم ، هو يناديك يوفر لك صلاحه ورحمته وغفرانه . السماء جائت الى الارض ، والارض لم تعرفه . جاء الى خاصته وخاصته لم تعرفه " إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ." ( يوحنا 1 : 11 ) .. أما الآن فقد جاء المسيح وهو يطرق باب قلبك ، اسمعه ، ادخله ، اعرفه . حين يدخل حياتك ويحل بقلبك ستراه عن قرب ٍ وتدركه وتعرف مشيئته . ستعرفه كما يعرفك ، ستحبه كما احبك فتحيا فيه كما يحيا فيك . وعندما يصعد بك الى السماء حين تقترب من باب الدخول سيعلن معرفته بك وتنفتح امامك الأبواب فانت لها وهو يعرفك وسيعرّف السماء بك وتكون مع الرب كل حين .