بحث رسومات العهد القديم في الكنائس والأديرة القبطية

[Mary Naeem]

بحث رسومات العهد القديم في الكنائس والأديرة القبطية
أ. بولين تودري
مقدمة




* جاء اهتمامي بدراسة رسومات العهد القديم في الأديرة والكنائس القبطية لسببين:
1- كثرة هذه الرسومات في الكنائس والأديرة القبطية القديمة.
2- قلة بل ندرة هذه الرسومات في الكنائس والأديرة الحديثة، في القرون الثلاثة الأخيرة، التاسع عشر والعشرين والحادي والعشرين. (هذا فيما عدا كاتدرائية مارمينا بمريوط التي يوجد بها رسمين فقط للعهد القديم. وكنيسة الأنبا تكلاهيمانوت بالإبراهيمية بالإسكندرية، الموجود بها العديد من رسومات العهد القديم {مثل طوبيا والملاك، موسى النبي، إيليا النبي، الخليقة، سقوط آدم وحواء، فلك نوح، ذبح إسحق، الحية النحاسية، سقوط أسوار أريحا، الوصايا العشرة، دانيال النبي.. إلخ. وجميعها موجودة في جاليري الكنيسة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت).

* ونظراً لأن الكنيسة تؤمن بأن العهد الجديد هو امتداد للعهد القديم، وليس شيئاً منفصلاً عنه، فإننا نجد ليتورجيا الكنيسة تحتوى على الكثير من أحداث العهد القديم في صلواتها الطقسية واليومية، مثل:
1- القداس: صلواته تبدأ من خلقة آدم إلى قصة سقوطه وخلاصه بدم المسيح.
2- صلوات القسمة: بها الكثير من نماذج عاشت في العهد القديم مثل قسمة الصوم الكبير وقسمة ذبح إسحق..
3- التسبحة اليومية: نجد أن الجزء الأكبر من الهوسات هو تسبحة موسى، وتسبحة الثلاثة فتية في أتون النار، وبعض المزامير.. كما أن قطع الثيؤطوكيات الخاصة بتمجيد السيدة العذراء بالتسبحة اليومية بها الكثير من العهد القديم والذي يرمز لها ولحبلها المعجزي بالسيد المسيح وبأنها والدة الإله المتجسد.
* وحتى في السماء، في الحياة الأبدية، سنرنم ترانيم وتسابيح من العهد القديم كما ذكر سفر الرؤيا "ثم رأيت آية أخرى في السماء عظيمة وعجيبة.. رأيت كبحر من زجاج مختلط بنار والغالبين على الوحش وصورته وعلى سمته واقفين على البحر الزجاجي معهم قيثارات الله. وهم يرتلون ترنيمة موسى عبد الله وترنيمة الخروف قائلين عظيمة وعجيبة هي أعمالك أيها الرب الإله القادر على كل شيء. عادلة وحق هي طرقك يا ملك القديسين. من لا يخافك يا رب ويمجد اسمك لأنك وحدك قدوس. لأن جميع الأمم سيأتون ويسجدون أمامك لأن أحكامك قد أظهرت" (رؤ 15: 1-4).
ومن هذا الشاهد نجد أننا سوف نسبح تسبحة موسى في السماء أيضاً.
لهذا كله أتمنى أن تعيد الكنيسة النظر في هذا الأمر، بل تراعيه عند بناء الكنائس الجديدة أو ترميمها.

* وبالعودة إلى الكنائس والأديرة القبطية القديمة نجد أنها مزينة برسومات جدارية أو موزايك (فسيفساء)، أو أيقونات خشبية، لمناظر متعددة وشخصيات من العهد القديم.
* والأيقونات عموماً في الكنيسة القبطية ليست للزينة أو للناحية الجمالية، ولكنها رسائل تساعد المؤمنين في حياتهم الروحية، وممكن اعتبارهم عظات مرسومة، وأهميتها ترجع إلى إمكانية وسهولة فهمها، حتى من الناس البسطاء.

* ولأن فكر الآباء يؤمن بأن الكنيسة تضم مجموعتين من أعضائها:
1- مجموعة منتصرة: جاهدت على الأرض وغلبت والآن في الفردوس.
2- ومجموعة مجاهدة: ما زالت تجاهد الآن على الأرض.
والمجموعتين معاً يكونان جسد المسيح السري. وبسبب هذا الإتحاد معاً في المسيح، فإن أعضاء الكنيسة المجاهدين يهتمون بحياة ورسومات وصور الأعضاء المنتصرين، لأنهم يمثلون بالنسبة لهم نماذج منتصرة في الثبات على الإيمانوفي الحياة النقية، وفي الصلاة، وفي الصمت، وفي طاعة الله طول الحياة..
*وفى هذا البحث الذي نحن بصدده، محاولة بسيطة لفهم رسومات العهد القديم في الكنائس والأديرة القبطية.

والبحث ينقسم إلى ثلاثة أجزاء:

أولاً: المناظر التي توجد في الهيكل
ثانياً: رسومات الأنبياء وأهميتهم
ثالثاً: أربعة مناظر أخرى من العهد القديم

[Mary Naeem]

أولاً: المناظر التي توجد في الهيكل

* كما أن صورة السيد المسيح في شرقية الهيكل (والتي نسميها حضن الآب)، وهو محاط بالقوات السمائية، تعنى ارتباط ليتورجيا القداس اليومية بالسماء، وإتحادهما معاً في لحظة معينة منه.
* بنفس الطريقة نجد أن مناظر العهد القديم التي تزين جدران الهيكل، أو الموجودة على القبة التي فوق المذبح، تعبر عن علاقتها بسر الأفخارستيا، وعلى الأخص لأنها رمز ونبوة عن هذا السر العظيم.

وعلى ذلك فإننا نجد أربعة رسومات مميزة تزين الهيكل:
1- تقدمة إبراهيم لابنه إسحق (تك 22: 1-19):
صورة رقم 1: عبارة عن أيقونة خشبية عليها إمضاء برسم إبراهيم رئيس دير الأنبا أنطونيوس. ونجد فيها:
- الجزء السفلي (شمال): إبراهيم ممسك بإحدى يديه شعر ابنه إسحق الراكع أمامه، وممسك بالسكين في يده الأخرى، ولكنه رافعاً رأسه بعدما سمع صوت الملاك يناديه.
- الجزء العلوي (شمال): الملاك ينادى إبراهيم. وبجانبه رسم بداخل إطار للثلاثة الملائكة الذين استضافهم إبراهيم.
- الجزء السفلي (يمين): الخروف مربوط من قرنيه بالشجرة.
- الجزء العلوي (يمين): الثلاثة آباء البطاركة، وكل منهم ممسكاً بالعلامة التي تميزه. إبراهيم ممسكاً بالسكين، وإسحق يحمل الخروف، ويعقوب ممسكاً بالسلم.

صورة رقم 2: هي رسم جداري لذبح إسحق، موجودة في هيكل الكنيسة الأثرية بدير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر، ويرجع تاريخها إلى القرن الثالث عشر.

وصورة ذبح إسحق هذه موجودة في أماكن كثيرة منها:

1- في حجرة الخروج وقبة السلام بالبجوات، وسط مجموعة من الرسومات التي تعبر عن النجاة من الخطر، ويرجع تاريخها إلى القرن السادس الميلادي.
2- في أحد قلالي دير الأنبا أرميا بسقارة، ويرجع تاريخها إلى القرن السادس أيضاً.
3- في هيكل مارمرقس بدير أبو مقار بوادي النطرون، ويرجع تاريخها إلى القرن الحادي عشر إلى القرن الثالث عشر.
4- توجد أيضاً في الهيكل الأوسط بكنيسة السيدة العذراء بدير البراموس بوادي النطرون.
5- كنيسة الملاك القبلي بمصر القديمة.
6- كنيسة مارمينا بفم الخليج بمصر القديمة.
7- كنيسة أبى سيفين بمصر القديمة.

[ ذبح إسحق هو إشارة لسفك دم المسيح، ابن الله، على الصليب من أجل خلاص العالم. وكما حمل إسحق الحطب للمحرقة، هكذا حمل المسيح خشبة الصليب. وكما رجع إسحق حياً، هكذا قام المسيح من بين الأموات وظهر لتلاميذه القديسين – جزء من صلاة القسمة التي تقال يوم خميس العهد].

2- تقدمة يفتاح لابنته (قض 11: 30- 40):
صورة 3: هذه الصورة التي تمثل تقدمة يفتاح موجودة فقط (صورة وحيدة) في هيكل الكنيسة الأثرية بدير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر، وبحسب بي. كيرت ويتزمان P. Kurt Weitzman يرجع تاريخها إلى القرن الثالث عشر.
وهذه الصورة نجد مثلها فقط على إنبل الوعظ يمين الهيكل في دير سانت كاترين لليونان الأرثوذكس بسيناء، مقابل صورة ذبح إسحق، ويرجع تاريخها إلى القرن السابع الميلادي.
وبحسب ما جاء في الكتاب المقدس عن هذه التقدمة، فإن يفتاح نذر نذراً للرب أنه إذا غلب العمونيين في الحربفإن أول من يخرج من بيته عند عودته من الحرب سوف يقدمه ذبيحة لإلهه. وكان أول من قابله هو ابنته الوحيدة وهى عذراء، وبالفعل قدمها ذبيحة حسب نذره.

ومن المعروف أن الله لا يرضى بالتقدمات البشرية. ولكننا نرى اسم يفتاح مذكور بين أسماء أخرى كثيرة من العهد القديم ومشهوداً لهم بالإيمان والتقوى (عب 11: 32- 40). ولذلك:
نجد أن آباء الكنيسة القبطية الأوائل اتخذوا من قصة يفتاح وابنته رمزاً للأفخارستيا. إذ رأوا أنه كما قدم يفتاح ابنته الوحيدة، هكذا قدم لنا الله الآب ابنه الوحيد الذي صلب وقام في صورة الخبز والخمر.
وأيضاً الآباء السريان الأوائل أشاروا إلى حقيقة أن يفتاح يرمز للسيد المسيح الذي قدم من دم نفسه ذبيحة لله.

4- تطهير شفتي إشعياء (أش 6: 5- 7).
صورة رقم 4: هذه الصورة التي تبين السيرافيم يحمل جمرة نار ويمس شفتيّ إشعياء النبي، موجودة في هيكل الكنيسة الأثرية بدير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر، ويرجع تاريخها إلى القرن الثالث عشر الميلادي.
صورة رقم 5: وهى أيضاً لتطهير شفتيّ إشعياء. وموجودة على يسار القبة الموجودة فوق المذبح الأوسط بكنيسة أبو سيفين بمصر القديمة.
وهذه الصورة ترمز للأفخارستيا أيضاً. فكما طهرت جمرة النار شفتي أشعياء، هكذا الجسد المقدس والدم الكريم يطهر ويقدس حياة المؤمنين الذين يتناولونه.

5- لقاء إبراهيم وملكيصادق (تك 14: 18، 19):
صورة رقم 6: هذه الصورة موجودة في هيكل الكنيسة الأثرية بدير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر، ويرجع تاريخها إلى القرن الثالث عشر.
وبحسب الكتاب المقدس، فإن ملكيصادق هذا هو ملك أورشليم، ليس له أب أو أم، تقابل مع إبراهيم أب الآباء وناوله تقدمة من الخبز والخمر. وملكيصادق هذا يرمز إلى السيد المسيح الذي أعطى جسده ودمه للمؤمنين به في صورة الخبز والخمر، لكي يطهرهم ويكون حياً فيهم.
ويمكن رؤية هذا المنظر أيضاً في كنيسة أبى سيفين بمصر القديمة.

[Mary Naeem]

ثانياً: رسومات الأنبياء وأهميتهم





St-Takla.org Image: Aaron the Priest and Moses the Prophet - Coptic icon at St. Mina Church, Fom El-Khaleeg - from the icons that represents events of the Old Testament

صورة في موقع الأنبا تكلا: هارون الكاهن وموسى النبى - في كنيسة مارمينا بفم الخليج بمصر القديمة، مصر - أيقونة قبطية من أيقونات تصور شخصيات وأحداث العهد القديم

1- موسى وهارون:
صورة رقم 7:
هذه الأيقونة موجودة في كنيسة مارمينا بفم الخليج بمصر القديمة.
- شمال الصورة: نجد موسى يتسلم الوصايا العشر، ونجده راكعاً أمام العليقة المشتعلة التي ترمز للتجسد، ونجد في وسطها العذراء وهى تحمل المسيح.
- يمين الصورة: نجد هارون الكاهن أخي موسى.
صورة رقم 8: ونجد فيها موسى النبي على اليسار وهارون الكاهن على اليمين. وهى موجودة على القبة فوق المذبح الأوسط بكنيسة أبى سيفين بمصر القديمة.
- وفي كنيسة القديس مكاريوس بدير أبو مقار بوادي النطرون، نجد أيقونة لموسى وهارون.
- ويوجد بكنيسة أبى سيفين بمصر القديمة ثلاثة أيقونات: واحدة لموسى وهو يتسلم الوصايا العشر، وواحدة تبين موسى وهو يتكلم مع الله، وواحدة تبين غرق فرعون وجنوده في البحر الأحمر.
- وفي كنيسة الخروج بالبجاوات نجد رسم لعبور البحر الأحمر.
صورة رقم 9: هي صورة لموسى النبي وحده، اسمه مكتوب بالحروف القبطية. وهذه أيقونة من ضمن ستة أيقونات لأنبياء، موجودة على الحنية التي في مدخل الهيكل الأوسط بالكنيسة الأثرية بدير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر، ويرجع تاريخها إلى القرن الثالث عشر الميلادي.
موسى النبي تسميه الكنيسة رئيس الأنبياء، وهو الذي قاد بنى إسرائيل 40 سنة في البرية، وعمل بقوة الله معجزات كثيرة. وهو الذي تكلم مع الله لمدة 40 يوم على الجبل مرتين (خر 24: 17، 34: 28). وهو الذي ظهر مع إيليا وقت تجلى السيد المسيح على جبل طابور (لو 9: 31). وهو يرمز للمسيح، فكما كان هو الوسيط بين الله وشعب إسرائيل، هكذا السيد المسيح صار وسيطاً لنا لدى الآب.
والكنيسة القبطية تعيد لموسى النبي في 8 توت، ولهارون الكاهن في أول برمودة.

2- دانيال النبي:
صورة رقم 10: صورة أخرى من بين صور الأنبياء الستة الموجودين على الحنية التي في مدخل الهيكل الأوسط للكنيسة الأثرية بدير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر، ويرجع تاريخها إلى القرن الثالث عشر. ونجد اسمه مكتوب بالحروف القبطية، ويحمل في يده نبوة دانيال. وهو الوحيد من بين الأنبياء الستة الذي يظهر في شكل رجل صغير السن. وقد مات في بابل.
دانيال النبي اشتهر بحكمته بالرغم من صغر سنه. وهو واحد من بين الثلاثة الذين شهد لهم الرب ببرهم، نوح ودانيال وأيوب (حز 14: 14).
والكنيسة القبطية تعيد له في 23 برمهات.

3- أشعياء النبي:
صورة رقم 11: نبي آخر من الأنبياء الستة، بنفس الحنية بدير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر. ونجد اسمه مكتوب بالحروف القبطية، ويحمل في يده نبوة أشعياء، التي استغرقت وقتاً طويلاً (حوالي 70 سنة). ولقد سبق أشعياء السيد المسيح ب 913 سنة.
وقد سمى إشعياء بالنبي الإنجيلي، وسميت نبوته بالإنجيل الخامس، لأنه تنبأ عن حياة المسيح، وولادته من عذراء، وآلامه على الصليب، بمنتهى الدقة.
وتعيد له الكنيسة القبطية في 6 توت.

4- إيليا النبي:
صورة رقم 12: وهو أحد الأنبياء الستة بنفس الحنية بدير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر.

وقد دعى برجل الله، وقد كانت لصلواته قوة خاصة لذلك دعى النبي الناري.
وفى كنيسة أبى سيفين بمصر القديمة نجد له أيقونة تعبر عن صعوده إلى السماء في مركبة نارية.
ونجد له أيقونة أخرى بنفس الكنيسة تصوره وهو يحمل سيفاً، إشارة إلى قتله أنبياء البعل كما جاء في (1مل 18). ونفس الأيقونة نجدها في كنيسة مارمينا بفم الخليج بمصر القديمة.
وتعيد له الكنيسة القبطية في 6 طوبة.

5- أرميا النبي:
صورة رقم 13: وهو أحد الأنبياء الستة في نفس الحنية بدير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر. وهو يحمل في يده نبوة أرميا، واسمه مكتوب بالقبطية أيضاً.
وقد دعى أرميا بالنبي الباكي، لأنه دائماً ما كان يتذكر خطايا بنى إسرائيل ويبكى عليهم ويحذرهم منها. وقد استشهد في مصر على يد جماعة من اليهود.
وتعيد له الكنيسة القبطية في 5 بشنس.

6- داود النبي:
صورة رقم 14:
هو أحد الأنبياء الستة بنفس الحنية بدير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر. ويحمل في يده سفر المزامير، واسمه مكتوب باللغة القبطية.

وهو نبي له مكانة خاصة في العهد القديم كمؤلف لأغلب المزامير، والتي تحتوى على نبوات كثيرة عن حياة السيد المسيح وآلامه،ومن نسله بالجسد جاء السيد المسيح. والكنيسة القبطية تسميه مرنم إسرائيل الحلو. وأيضاً له مكانة خاصة في حياتنا اليومية، إذ يصلى بمزاميره في ليتورجيا الكنيسة القبطية، وأيضاً يصلى بها المؤمنين في بيوتهم (صلوات الأجبية).
وفى بداية القرن العشرين، اكتشف جون كليدات Jean Cledat في قلاية رقم 3 بباويط، مجموعة من الرسومات (حوالي 12 أو 13 رسم) يرجع تاريخهم للقرن السابع الميلادي، وبينهم ثلاثة رسومات يعبرون عن حرب داود مع جليات (صورة رقم 15).
وأيضاً توجد له أيقونة بكنيسة أبى سيفين بمصر القديمة تصور داود وهو يرنم أمام خيمة الشهادة. وتوجد صورة أخرى بنفس الكنيسة تصور صموئيل النبي وهو يدهن داود بزيت المسحة ليكون ملكاً على إسرائيل.
وتعيد الكنيسة القبطية له في 23 كيهك.

7- أربعة أنبياء مع صورة البشارة:
صورة رقم 16: رسم جداري يغطى نصف القبة الغربية بكنيسة السيدة العذراء بدير السريان بوادي النطرون.
وهى تعبر عن البشارة (بشارة الملاك للعذراء بميلاد المسيح). في الوسط بين أربعة أنبياء، أشعياء النبي، وموسى النبي مع العليقة التي تظهر أعلى رأسه على يمين البشارة، وعلى شمال البشارة يظهر حزقيال النبي ويليه دانيال النبي، وكل منهم ممسكاً بنبوته الخاصة بالبشارة وببتولية العذراء الدائمة، وهذه البشائر مكتوبة باللغة القبطية، وهى كالتالي:
- (أش 7: 14): "ها العذراء تحبل وتلد ابنًا وتدعو اسمه عمانوئيل".

- (حز 44: 2): "وقال لي الرب هذا الباب يكون مغلقاً. لا يفتح. ولا يدخل منه إنسان. لأن الرب إله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقاً".
- (دا 2: 34- 45): "لأنك رأيت أنه قد قطع حجر من جبل لا بيدين فسحق".
وهذا الرسم الجداري وحيد في العالم كله، وقد تم اكتشافه سنة 1991م. بواسطة ميشيل ويتمان Dr. Michel Whiteman، ويرجع تاريخه إلى القرن السابع الميلادي أو الثامن الميلادي.

8- يونان النبي:
له أيقونة تصوره وهو في بطن الحوت، موجودة في كنيسة أبى سيفين بمصر القديمة.

9- نوح:
له أيضاً أيقونة بكنيسة أبى سيفين بمصر القديمة، تصور سفينة نوح في وسط الفيضان.

[Mary Naeem]

ثالثاً: أربعة مناظر أخرى من العهد القديم

1- الثلاثة بطاركة:

صورة رقم 17: الثلاثة بطاركة إبراهيم وإسحق ويعقوب، جالسين في الفردوس، والمؤمنين الأبرار في حضنهم. ونجد فوقهم أربعة أشجار وأشخاص يأكلون من فاكهتها.

هذا الرسم الجداري موجود على الحائط الجنوبي بكنيسة السيدة العذراء بدير السريان بوادي النطرون، وقد اكتشف قريباً بواسطة د. كاريل إينيم Dr. Karel Enemm الذي قال عنها: [رسم البطاركة الثلاثة في الفردوس ظهر في الأيقونات في القرن التاسع أو العاشر فقط. وهذا الرسم بدير السريان يعتبر أول رسم عرف للبطاركة الثلاثة في الفن القبطي، وتحديد زمن رسم هذه الجدارية صعب، وإن كانت طبقة هذا الرسم كانت مغطاة بطبقة رسومات أخرى ترجع للقرن الثالث عشر الميلادي، ولكن بالرجوع إلى طريقة الرسم نستطيع أن نرجعها إلى القرن الحادي عشر].

- نفس الرسم للبطاركة الثلاثة، نراه يمين الخورس الأول بالكنيسة الأثرية بدير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر، ويرجع تاريخها إلى القرن الثالث عشر الميلادي.

- وتوجد أيقونة للثلاثة بطاركة في كنيسة مارمينا بفم الخليج بمصر القديمة، وكل منهم يحمل الرمز الذي يميزه، إبراهيم ممسكاً بالسكين، وإسحق يحمل خروفاً، ويعقوب ممسكاً بالسلم الذي رآه في الحلم (تك 28: 10- 22).

- وتوجد أيقونة أخرى للثلاثة بطاركة في كنيسة السيدة العذراء بحارة الروم بالقاهرة. وهى تبين الثلاثة بطاركة وكل منهم ممسكاً بالرمز الذي يميزه. وتوجد شجرة بين إبراهيم وإسحق ترمز لشجرة الحياة. وتحت إبراهيم وإسحق أيضاً يوجد منظر للثلاثة ملائكة الذين استضافهم إبراهيم.

- وأيضاً في كنيسة السيدة العذراء بقصرية الريحان بمصر القديمة كانت توجد صورة للبطاركة الثلاثة، ومكتوبة أسماؤهم بالقبطية والعربية، وفيها إسحق فقط يحمل خروف، ويرجع تاريخها لسنة 1497م. وتوجد بالصورة أشجار الريحان، ورسم للثلاثة ملائكة الذين استضافهم إبراهيم، ويظهر أيضاً الملاك الذي نادى على إبراهيم وقت ذبح إسحق. ولكن للأسف دمرت هذه الصورة في حريق الكنيسة الذي كان سنة 1979م.

- وفي كنيسة أبى سيفين بمصر القديمة، توجد أيقونة تمثل سلم يعقوب.

ليتورجيا الكنيسة القبطية تحتوى على صلاة تقال وقت الترحيم على الموتى، تقول: [تفضل يا رب نيِّح أرواحهم في أحضان آبائنا القديسين إبراهيم وإسحق ويعقوب].

والسيد المسيح حينما ذكر قصة الغنى ولعازر، قال: "الغنى.. رفع عينيه في الجحيم وهو في العذاب ورأى إبراهيم من بعيد ولعازر في حضنه" (لو 16: 19- 31).

وتعيد الكنيسة القبطية للآباء البطاركة الثلاثة في 28 مسرى.

2- الثلاثة فتية في أتون النار:

صورة رقم 18:

يوجد رسم جداري لهم على الحائط الغربي في الخورس الأول بالكنيسة الأثرية بدير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر، ويرجع تاريخها إلى القرن الثالث عشر الميلادي.

ويوجد بجوارهم رسمين جداريين فوق بعض، يظهر في واحد منهم نبوخذ نصر بحجم ضخم (أظنه يمثل التمثال الذي صنعه نبوخذ نصر كما وصفه الكتاب المقدس طوله ستون ذراع وعرضه ستة أذرع "دا 3"). والرسم الآخر للثلاثة فتية في أتون النار ومعهم الملاك الحارس.

ومن الملاحظ أن رسم الثلاثة فتية كثير جداً بطول نهر النيل في الفن القبطي:

- فهو موجود في كنيسة مارمرقس بدير أبو مقار بوادي النطرون ويرجع تاريخه إلى القرن الحادي عشر الميلادي.

- ونفس الرسم موجود في خورس الكنيسة الأثرية بدير الأنبا بولا بالبحر الأحمر.

- وفي القلاية رقم 28 بباويط، اكتشف كليدات Cledat منظر به عزاريا وميشائيل، ولكن شكل حنانيا مفقود، ويرجع تاريخه للقرن الخامس الميلادي.

- وبعد ذلك اكتشف جون ماسبيرو Jean Maspero رسم جداري للثلاثة فتية في قلاية رقم 30 بباويط.

- وأيضاً J. E. Quibel وجد رسم للثلاثة فتية في أتون النار في القلاية F بدير الأنبا أرميا بسقارة والذي يرجع تاريخه إلى القرن السادس الميلادي.

- ويوجد رسم الثلاثة فتية بين 500 رسم في كنيسة الخروج بالبجاوات، وغالباً كلها رسومات تعبر عن النجاة من الخطر.

- وتوجد أيقونة لهم في كنيسة أبى سيفين بمصر القديمة.

- ومن وقت قريب تم اكتشاف رسم جداري للثلاثة فتية في أتون النار بدير السريان بوادي النطرون ويرجع تاريخها إلى القرن الثالث عشر الميلادي.

- وقد وجدت بردية من الفيوم تحمل على أحد وجهيها تسبحة موسى المذكورة في (خر 15: 1-18)، التي سبح بها موسى بعد عبوره البحر الأحمر هو وبنى إسرائيلوعلى الوجه الآخر للبردية تسبحة الثلاثة فتية.

والجدير بالذكر أن هاتين التسبحتين، مع عدد من المزامير تشكل ثلاثة هوسات بالأبصلمودية المقدسة، والتي تسبح بها الكنيسة القبطية يومياً إلى الآن.

3- زكريا الكاهن:

صورة رقم 19:

هو والد يوحنا المعمدان، وهذه الصورة موجودة على القبة التي تعلو المذبح الأوسط بكنيسة أبى سيفين بمصر القديمة. وهى تبين زكريا الكاهن على الشمال مع الملاك الذي يبشره بولادة يوحنا المعمدان، وعلى اليمين يظهر سمعان الشيخ.

- وفي نفس الكنيسة توجد أيقونة للملاك غبريال وهو يبشر زكريا الكاهن بولادة يوحنا.

- ويوجد نفس المنظر بدير أبو مقار بوادي النطرون.

- وتوجد أيقونة له أيضاً في كنيسة مارمينا بفم الخليج بمصر القديمة.

وتعيد الكنيسة القبطية لزكريا الكاهن في 8 توت.

4- حنة ويواقيم:

صورة رقم 20:

والد ووالدة العذراء مريم رافعين يديهم يصلون لكي يعطيهم الرب نسل. وتوجد هذه الأيقونة في كنيسة السيدة العذراء (المعلقة) بمصر القديمة.

وتعيد الكنيسة القبطية للقديسة حنة في 11 هاتور. وتعيد للقديس يواقيم في 7 برمودة.

[Mary Naeem]

مراجع البحث




1- H. Hondelink, The Coptic Art& Culture, 1990.
2- Publisher, Lehnert & Landrock, the Coptic Icons VI, VII, 1998.
3- Fr. Malaty T. Y., The introduction to the coptic Orthodox church.
4-الأب ملطي، تادرس يعقوب، الكنيسة بيت الله.
5-William Lyster, Monastery of st. Paul, 1999.
6-Bolman, E., Monastic Visions, 2002.
7-كنيسة أبى سيفين بمصر القديمة، تاريخ وفن، 2002.