بعض الجهادات التي فرضتها الطوباوية سينكليتيكي نفسها
16- ومنذ بداية عمرها وإلى أن وصلت للكمال، كانت تتجنب الالتقاء بأي رجل منفردة. وكانت تتحفظ كثيرًا من التعامل مع معارفها من نفس بلدتها. وبفضل تلك التحفظات لم يصيبها المجد الباطل من نسكياتها المتميزة، ولم تنفصل عن الفضيلة بسبب احتياجاتها الجسدية.
17- وكانت تحفظ نفسها أول كل شيء من المؤامرات، ولم تتيح الفرصة لشهوات الجسد أن تجرها إلى الأرضيات، تمامًا مثلما تقطع الأغصان غير المثمرة من الشجرة لكي تنمو وتثمر، وحقًا كانت تنزع الشوك بفهم وتثمر أغصانًا جيدة بالصوم والصلاة. ومن أجل اقتلاع أي من هذه الأشواك القليلة، كانت تعاقب نفسها بعقوبات مختلفة وتحمل الجسد بأعمال قاسية. وكانت تفضل أن تعيش على الخبز وحده وقليل من الماء.
18- وفى أي وقت كانت تجهد نفسها في الحرب مع العدو، كانت تنادى على سيدها في الصلوات لكي يحارب معها فتتفوق على العدو، لأن عدم حملها (لاسم المسيح) ضد هجوم الأسد يجعل نسكياتها بلا قوة أو سند. والرب يكون بجوارها عند تضرعها إليه ويبعد عنها القتال. ومرات كثيرة يبطئ الرب في مساندة هذه النفس القوية، ليس لكي يدافع عن المنتقم، بل ليجعل هذه النفس تنمو في تداريبها ضد العدو. وهكذا صارت هي وعاء للتقدمات، وأصبحت أكثر قوة في الانتصار على العدو. وتحملها لهذه القيود القليلة في الأكل لم تجردها من القوة، بل تلزم نفسها فقط بعدم الأكل بلذة،ومرات كثيرة كانت ترفض أكل الخبز وشرب الماء، وكان نومها على الأرض، وكانت تجاهد في الحرب التي تهجم عليها بالصلاة التي كانت تتسربل بها كسلاح واق، وكانت تأخذ الإيمان والرجاء والمحبة غطاء لرأسها (خوذة)، لأن الإيمان يقودها إلى كل شيء ويجعلها متماسكة. وأيضًا عمل الخير إذا لم يكن بنشاط، فعلى الأقل يكون عن قصد وتصميم.