منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 16 - 07 - 2014, 06:38 AM
الصورة الرمزية Ramez5
 
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ramez5 متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,821

أيليا التِشبيّ ، نسبة الى قريته ( تِشبَه ) . نبي من الأنبياء العِظام الذي أختارَ طريق الرب مُنذ مَطلع حياته الى يوم أنفصاله من اليشع النبي . أكتفى من خيور الدنيا بمِنطقة من جلدٍ لفذَ بها حَقوَيه وفوقها عباءة مقلمة . كان همه الوحيد الأتقاد غيرةَ على ناموس الرب . وآيته في الحياة ( غيرةُ بيتك أكلتني ) التي أعطت له قوة وأيمان وشجاعة في سلوكه الأجتماعي ونضاله الروحي كما أعطته التجرد الكلي من حياته الشخصية ، فلا ترلجع عن قول الحق أمام كاكم جبار مستبد برقاب البشر .
كانت حياته تتسم بالزهد والنسك ، فقضي ذلك البتول حياته في الصوم والصلاة والتأمل في الرب من أجل خلاص الشعب المرتد والذي كان يؤنبه ويرشده الى السلوك الصائب وينذره من الغضب الآتي ، لكن أبناء شعبه لم يرعووا عن غيِّهم ، لأنهم أنحازوا
الى عبادة البعل الذي شجعت عليه الملكة الوثنية أيزابيل ، فزاد الأثم وتمرد بني أسرائيل على الله . فنادى أيليا بينهم كما نادى يونان في نينوى وانذرهم بالويلات التي ستأتيهم بسبب خطاياهم ، لكنه أقتنع بأن طريقة الأرشاد والأنذار لا تجني نفعاً معهم ، لهذا طلب وبخشوع في صلاة خاصة من الله أن يحبس المطر عن تلك المناطق لمدة ثلاث سنوات وستة أشهر لكي يعم الجوع والفقر فيعود الشعب الى الله . فكان له ما أراد في طلبه فعم الجدبُ والجوعُ المنطقة بأسرها فمات الضرع ويبس الزرع . لكن الشعب أزداد صلابة وغم وتربصوا بأيليا بالشر فأمره الرب بالذهاب الى نهر كريت لكي يحفظ حياته هناك ، والله سيتأمن له القوت عن طريق الغربان . بقي هناك الى أن جفت مياه النهر فلجأ الى كورة أخرى أسمها صرفت صيدا وحسب أوامر الله أيضاً . نزل في بيت أرملة لها ولد وحيد فطلب منها الطعام لكي يطفي به نار جوعه . لكن المرأة أعتذرت منه بسبب أنعدام الطعام لديها ، قائلة بأنها لا تملك سوى القليل من الدقيق والزيت تبغي أن تطبخها لها ولولدها ومن ثم ينتظرون الموت . لكن أيليا هدأ من روعها بكلامٍ ملؤه الأيمان والثقة بالله القدير، كما وعدها خيراً . آمنت المرأة بكلامه فصنعت له مليلاً أكله ، ثمّ صنعت لها ولولدها ، ومنذئذٍ لم يعد بيتها يفرغ من الدقيق والزيت حتى نهاية القحط . عينا التأمل بأيمان تلك المرأةالتي جازفت بحياتها وحياة أبنها لمجرد كلام ذلك الرجل الغريب فلبت طلبه . هذا ما يريده الله من كل أنسان أن ر يرد الجائع خائباً أو يقسم خبزه بينه وبين الجائع .
قال القديس باسيليوس الكبير : ( أقرضوا غير راجين عوضاً ) . سيكون هذا الأقراض عطاء للبائس الفقير لأنه بدون ربح وسينتفع المعطي أكثر من البائس ، ذلك بأن ( الذي يرحم الفقير يقرض الله ) فأعط هذا المال الذي هو غير مفيد ، من دون أن تثقله بالفوائد ، فيكون خيراً للجميع . بالنسبة اليك ، يكون رأسمالك في أمان ، وبالنسبة اليه ، يكون السعادة التي يجنيها من أستخدامه . أن أردت أن تزيد دخلك ، اجعل ثقتك في الرب ، فأنه سيدفع لك بكرم فائدة الفقراء وانتظر بثقة في براهين الرأفة من الرأفة الألهية نفسها . وكما حصل لأمرأة صرفت صيدا .
ظل أيليا في بيت تلك المرأة ، فتعرض ذات يوم وحيدها الى الموت . فعاتبت أيليا بشدة قائلة ( ما لي ولك يا رجل الله ، وافيتني لتذكرني بذنوبي وتميت ابني ! ) "3 مل 18:17 " لم يرد عليها أيليا بل أخذوا ولدها واصعده الى غرفة العلية التي كان نازلاً بها ، ومدده على فراشه وصلى الى الله صارخاً ( أيها الرب الهي ، أالى الأرملة التي أنا نازل بها قد أسأتَ أيضاَ واَمَتَّ ابنها ). وانبسط على الغلام ثلاث مرات وصرخ الى الرب وقال : ( أيها الرب الهي ، لتعد روح الغلامالى جوفه ) ... فسمع الرب صوته وعادت روح الغلام فعاد حياَ . فأخذه أيليا ودفعه الى أمه وقال لها : ( قد عاش ابنك ) . فقالت المرأة له : ( الآن علمت أنك رجل الله وأن كلام الرب في فيك حقاً ) " 3مل 17: 15-24" . حدثت معجزتان في بيت الأرملة على يد أيليا ، وفي المعجزتين برهان واضح على أن الله يرعى شعبه ويؤيد مختاريه بآيات . فمن الآية الأولى نفهم عطف الله لجميع الناس أينما كانوا ومهما كان ستراهم . وفي الثانية برزت صلاة أيليا المؤثرة والتي قابلها أقرار الأرملة بخطاياها والتي ظنت بأن وحيدها مات بسبب تلك الخطايا التي فعلتها في ماضيها ، فاعتبرت موت أبنها عقاباً من الله بسبب تقدم رجل الله الى بيتها ، فقالت (وافيتني لتذكرني بذنوبي ) لكن الله سربعودتها كأبن ظال ، فحصل الفرح في السماء بسبب أعترافها وتوبتها وأيمانها .
ختاماً نقول ، لأيليا اليوم مكانة مرموقة في أيمان المؤمنين قلَّ ما يشملون بها نبياً آخر عدا موسى النبي لأنهم يعتبرونه نبياً عظيماً وينتظرون عودته لكي يعد الطريق أمام الرب في مجيئه الثاني . كما يعتبرونه مثالاً يحتذى به في الدفاع عن الأيمان والعقيدة المسيحية ، لأن صلابة أيمان أيليا كانت عود لا تكسر وجرأة نادرة في مواجهة الأخطار ، فيجدون في مواقفه تلك التي يرويها الكتاب المقدس حافزاً لهم على الألتزام الحق واقامة العدل مهما غلت التضحية ، صوناً للحقيقة التي بها يؤمنون . لهذا تكرمه الكنيسة المقدسة ببناء كنائس وأديرة ومذابح باسمه ، وتسمية أبنائها باسمه ، وتعليم سيرته وحياته الطاهرة . أما ريشة الفنان التشكيلي فقد عبرت بلوحاتها التي رفعت على المذابح تظهره بشكل بطلٍ يخرج منتصراً على أعدائه المجندلين حوله ، أما لوحة أختطافه الى السماء بعربة نارية فهذا يدل على تكريم السماء له .
رد مع اقتباس
قديم 16 - 07 - 2014, 11:09 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ايليا النبي ( أيليا التِشبيّ )

مشاركة جميلة جدا
ربنا يبارك حياتك
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
عيد النبي أيليا التسبيتي (مار الياس)
النبي أيليا (النبي الناري)
ظروف ظهور النبي أيليا ؟
النبي أيليا (النبي الناري)
النبي ايليا وتـل مار الياس (ايليا)


الساعة الآن 09:13 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024