أنبا صرابامون أمام أبوللو الإله الوثني
وقى الصباح أرسل الحاكم في طلب الأنبا صرابون من السجن وأخرجه. فقال وهم يخرجونه من السجن: "أنى آت إليك. أنت مع أبولو، وأنا مع يسوع " فسأله أريان: "هلا عزمت أن تذبح لآلهة الملك؟ " فرد القديس: "إذا أردت أن أذبح لها، أصدر إلى السجن أمرا بإخراج إخوتي وكل المسجونين من أجل اسم المسيح".
ففي الحال أرسل الحاكم أمرا إلى السجن لكي يخرجوا كل المسجونين فأخرجهم جميعا، وصعدوا جميعهم فرحين إلى المنصة فقال الطوباوي الأنبا صرابون لأريان: "فليحضروا آلهتكم حتى أذبح لها". ففي الحال أمر الحاكم الكهنة أن يحضروا تمثال أبولو؛ فرفعوه ووضعوه أمام القديس قال: "فليشعلوا المجمرة حتى أقدم بخورا لآلهتك " ففعلوا. قال: "أحضروا لي كتاب الآلهة حتى أراه، ففرح أريان وناوله الكتاب فقرأه ووجد مكتوبًا فيه سبعين آلهًا. أما الحاكم فقد أخذ قليلا من البخور وأرجع يديه إلى الوراء وهو يقدم العبادة لأبولو، وألقى بالبخور في المجمرة. وكان الأنبا صرابامون مندهشا لجنون الناس. ثم قال أريان للأنبا صرابامون: "هذا لا يسبب ألما؛ خذ قليلا من البخور وضعه على المجمرة؛ هذا كل ما أريده منك".
وعندما أخذ الطوباوي الأنبا صرابامون الكتاب وذهب نحو المجمرة، كان الحاكم مسرورًا للغاية، ظانا أنه سوف يذبح. ولكن الطوباوي تقدم نحو المجمرة، ورفع الكتاب الذي كان في يديه ورماه في المجمرة وسط اللهب. ثم تقدم نحو التمثال، وضرب الأرض بقدمه، فهبط أبولو في الهاوية مع المجمرة. ثم أخذ عصا ودخل الهيكل وكسر كل الآلهة التي كانت فيه. وغيما كان في الهيكل، كان كل الذين أخرجهم الحاكم من السجن يرجمون تمثال الملك حتى هشمته الحجارة. وصاح كل الجمع: نحن مسيحيون ونعترف بذلك جهرا بإرادتنا".