|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حزن وخزي وعار لمن ينفصل عن الله لما أخطأ آدم ابتعد عن الله فاختبأ وامتلأ خزيًا وستر خزيه بأوراق التين وصار يندب ذاته منتحبًا، ولما أخطأ شمشون فارقته قوته للحال وأصبح أعمى مكبلا بالقيود وطفق يدير حجر الرحى مثل حيوان، وأخطأ داود النبي ليلة فبكى كل ليلة تحولت حياته إلى أحزان، امتزج خبزه بالدموع، وبدموعه كان يبل فراشه. ويضع التاريخ أمام أعيننا أمثلة طاهرة عن قديسين وقديسات تركوا خطاياهم مثل مريم المصرية، مريم التائبة، الشهيدة أفدوكيا.. يعقوب المجاهد، القديس أنبا موسى.. هؤلاء وغيرهم عرفوا خطاياهم وندبوها، أما نحن فلا نحس للآن بثقل خطايانا ولا نتوب عنها. إن حالة الخاطئ تستوجب النوح والبكاء ذلك انه ينفصل عن الله تعالى مصدر الخير والبركات ومعطى الحياة، فيصير عدوًا لله مبغضًا له بدلا من أن يكون صديقًا وحبيبًا بل ابنًا كما أنه يكون عدوًا للناس. لما اخطأ الإنسان أصبح له جملة أعداء من البشر ومن الوحوش الضارية والبهائم والدبابات، وحوله حشرات عديدة سامة تريد الفتك به. يقول في ذلك القديس باسيليوس الكبير: "أنه قبل المخالفة في الفردوس لم يكن في الورد شوك ولا في الحيات سم،. ويهمل الملائكة الخاطئ ويتركونه لأنه كما يقول الكتاب "مَلاَكُ الرَّبِّ حَالٌّ حَوْلَ خَائِفِيهِ، وَيُنَجِّيهِمْ" فمن يكون مع الخاطئ إذن ليخلصه من الأخطار الوقتية الحاضرة والأهوال والشدائد الأبدية الآتية؟ يقول القديس باسيليوس الكبير أيضًا، ان من أسخط ملاكه الحارس له وطرده مبعدًا إياه بخطاياه، يكون الخطر المعرض له أشبه بالخطر الذي يتعرض له مركب خلا من ربان يقوده وهو في وسط الامواج المتلاطمة والرياح الشديدة والزوابع المخيفة والعواصف العنيفة، مثل خروف في أرض كلها صخور وليس هناك راع يرشده أو كطفل أدركه الظلام ولا معين يأخذ بيده.. ويقول القديس يوحنا ذهبى الفم: "أن داود النبي يستدعى في مزاميره كل البرايا معًا إلى تسبيح الله تعالى وتمجيده، حتى المخلوقات المخيفة لأنه يستدعى الحيات والتنانين وأما الخطاة فإنه لم يحصهم فإنه يقول: "سَبِّحِي الرَّبَّ مِنَ الأَرْضِ، يَا أَيَّتُهَا التَّنَانِينُ وَكُلَّ اللُّجَجِ" مز7:148، ولا يقول سبحوا الرب أيها الخطاة لان الخاطئ وحده يطرح ويطرد من صفوف المسيحيين والممجدين لله الخالق. وليس ذلك فقط بل أن صدقات الخاطئ وأعياده غير مقبولة لان الكتاب يقول: "لاَ تَعُودُوا تَأْتُونَ بِتَقْدِمَةٍ بَاطِلَةٍ". "رُؤُوسُ شُهُورِكُمْ وَأَعْيَادُكُمْ بَغَضَتْهَا نَفْسِي" اش 13:1-14. الخطية تعمل في النفس عمل الصاعقة، إنها تهدم حياة الخطاة. أفسدت الخطية قلب داود كما يشهد هو عن نفسه "وَأَنَا بَلِيدٌ وَلاَ أَعْرِفُ. صِرْتُ كَبَهِيمٍ عِنْدَكَ" مز22:73، أبقت له قضيب الملك في يده والتاج الثمين على رأسه والأرجوان الفاخر على منكبيه ولم تعدمه شيئًا من ذلك لكنه كان في الداخل مرذولًا ومهانًا، وهذا الامر بعينه يعرض للخاطئ.. له مركزه المرموق المحترم بين الناس، له مكانته في كل الأوساط لكن نفسه أفسدتها الخطية وفي الداخل هو مملوء عظام أموات وكل نتن ونجاسة. لماذا نرفض محبة الله أبويه سنين عديدة..؟ "لأَنَّ زَمَانَ الْحَيَاةِ الَّذِي مَضَى يَكْفِينَا لِنَكُونَ قَدْ عَمِلْنَا إِرَادَةَ الأُمَمِ، سَالِكِينَ فِي الدَّعَارَةِ وَالشَّهَوَاتِ، وَإِدْمَانِ الْخَمْرِ، وَالْبَطَرِ، وَالْمُنَادَمَاتِ، وَعِبَادَةِ الأَوْثَانِ الْمُحَرَّمَةِ" 1بط 3:4. يكفينا تعبنا وتغربنا هذه السنين الطويلة عن الآب الحنون والصديق المحب،أين نختبئ من أمام الرب إلهنا الذي خلق السماء والأرض والبحر وكل ما فيها.. أفي البساتين والحقول التي زينها بالزهور الجميلة وجملها بالأثمار المختلفة لغذائنا؟ أفي الجبال والأودية تجرى فيها المياه تروى الظمأ؟ ان السيد المسيح لا يزال ينادى، ارفعوا الحجر عن قلوبكم أيها الخطاة، أرفعوا الحجر لتنظروا عظم نتانة ما بداخلكم، أرفعوا حجر الحقد والضغينة، أرفعوا حجر الشهوة الرديئة الكريهة من قلوبكم المنبعثة نتانتها التي لا تطاق. لما أعاد السيد المسيح الحياة الميت اختفت رائحة النتن. "صَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: لِعَازَرُ، هَلُمَّ خَارِجًا، فَخَرَجَ الْمَيْتُ وَيَدَاهُ وَرِجْلاَهُ مَرْبُوطَاتٌ بِأَقْمِطَةٍ، وَوَجْهُهُ مَلْفُوفٌ بِمِنْدِيل. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: حُلُّوهُ وَدَعُوهُ يَذْهَبْ" هكذا يقيمنا الرب -ولو كنا أمواتًا بالخطايا ومربوطين بالشهوات والأدناس- بقوته المقدسة ويحلنا من خطايانا ويدعنا نسلك في طريق البر والقداسة. القصص التي نعرضها في هذا الكتاب هي قصص منوعة عن عذارى، سقطن ثم تبن التوبة الصادقة وأصبحن قديسات ويذكر عن تاريخ الكنيسة، إنها قصص نتعلم منها ضرورة الاحتراس واليقظة والسهر. إن كنا سقطنا نقوم للحال ونتوب، نهرب من الشرور كما نهرب من الحيات ولنصغ إلى قول الكتاب المقدس. + "أهرب لحياتك" تك17:19 + "أحفظ نفسك طاهرًا" 1تى22:5 + "أما الشهوات الشبابية فاهرب منها" 2تى22:2 + "أَيَأْخُذُ إِنْسَانٌ نَارًا فِي حِضْنِهِ وَلاَ تَحْتَرِقُ ثِيَابُهُ؟، أَوَ يَمْشِي إِنْسَانٌ عَلَى الْجَمْرِ وَلاَ تَكْتَوِي رِجْلاَهُ؟" أم28,27:6 في قصتي بائيسة وتاييس نرى درسًا عمليًا باهتمام الرهبان الكبار لانتشال النفوس الغارقة في الخطية ونرى حكمة شيوخ البرية في اختيار الآباء الكبار في المعرفة والإفراز (التمييز الروحي) لهذا الغرض. في قصة بائيسة نرى رحمة الله تتجلى معها نظير ما فعلته من أعمال الرحمة قبل سقوطها وكيف دبرت العناية الإلهية طريقة لخلاصها.. وتوضح قصة تاييس خطر استهتار الأمهات وكيف يحدرن بناتهن إلى الهاوية بسوء سلوكهن وعدم ظهورهن بالمظهر اللائق. في قصة القديسة مرثا نرى كيف أن مجرد ذكر الخطية بشع جدًا فلم تحتمل مرثا المصرية صدمة كشف خطيئتها ومنعها من دخول الكنيسة ليلة عيد الميلاد، وأثر ذلك على نفسها فعزمت على التوبة للحال لما طردها ايبوذياكن الكنيسة باعتبارها امرأة معروفه بسيرتها الرديئة.. وأيضا ترى أن حياة التنعم والبذخ وإهمال وسائط النعمة ومحبة الاسترخاء والكسل قد تؤدى إلى الاستهتار والسقوط. في كل هذه القصص المنوعة وغيرها من القصص الكثيرة تظهر رحمة الله لكل الناس الخطاة التائبين ومغفرة خطاياهم الكثيرة، وهذا ما يشجعنا نحن الخطاة على الاقتراب من السيد المسيح على الفور لأنه رحوم ومحب البشر ويجزل الغفران وهو الذي قال من يقبل إلى لا أخرجه خارجًا، وتعالوا إلى يا جميع المتعبين والثقيل الأحمال وأنا أريحكم. |
16 - 07 - 2014, 07:10 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: حزن وخزي وعار لمن ينفصل عن الله
ربنا يبارك خدمتك
|
||||
16 - 07 - 2014, 11:17 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: حزن وخزي وعار لمن ينفصل عن الله
شكرا على المرور
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|