لمحة تاريخية عن مدينة بيت لحم
لفظة لحم في هذا الاسم سريانية الأصل ومعناها الخبز، فتكون الترجمة اللفظية بيت الخبز، وقد دعيت في الكتاب المقدس باسم أفراثه أيضًا وربما كان أسمها الأول ومعناه "المُثمرة" وسماها ميخا النبي بيت لحم أفراثه تمييزًا لها عن بلدة أخري تدعى بيت لحم في تخوم زبولون في الجليل.
وأما بيت لحم هذه فهي وطن يوناثان وأبيمالك ونعمى حماة راعوث الموآبية التي تزوجت بوعز، وعن هذا الزواج ولد عوبيد أبو يسى وجد داود النبي الذي عنه قد جاء عمانوئيل إلهنا.
ولما رفض الرب شاول بعث بصموئيل النبي إلي بيت لحم وأمره أن يجمع شيوخها ويذبح الذبيحة ويمسح داود الشاب ملكًا علي إسرائيل، وبعد سنين قلائل أثار الفلسطينيون حربًا علي بنى إسرائيل وكان في جيش العدو جبار عنيد يدعى جليات فبارزه داود ورشقه بحصاة في مقلاع فخر علي الأرض. ثم هرع إليه وأستل منه سيفه وقتله به. وبعد موت شاول قام داود ملكًا علي يهوذا ثم خضعت له سائر الأسباط.
ومن هذه المدينة بيت لحم خرج كثيرون من مشاهير الرجال قد جاء ذكرهم في الكتاب المقدس وعلي أقلام المؤرخين أشهرهم القديس يوسف البار خطيب مريم العذراء فإنه وإن كان قاطنًا في الناصرة فإن أصله من بيت لحم، ولذا إذا صدر أمر أوغسطس قيصر بالاكتتاب في المملكة كل واحد في وطنه الأصلي التزم القديس يوسف أن يسافر مع خطيبته مريم العذراء إلي بيت لحم،وحينئذ تم فعلًا ما كان قد تنبأ عنه النبي "وأنت يا بيت لحم أفراثه أنك صغيرة في ألوف يهوذا ولكن منك يخرج من يكون متسلطًا علي إسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل" (ميخا 5: 2).
وكانت بيت لحم إلي القرن الخامس عشر محاطة بالأسوار.
12 - 07 - 2014, 02:46 PM
العرض المتطور