|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عماد الطفل وأن أنبا مارينا دخل إلى الآب وضرب له مطانية وقال له يا أبتاه، أرجوك أن تعمد هذا الطفل ولا تأخذه بخطية أبويه، فقال له الآب إنه غير مستحق للمعمودية أجاب الشاب يا أبتاه إذا أتى إليك مجوسي أو وثنى وطلب المعمودية أتمنعه منها؟ قال لا. قال الوثني والمجوسي ولدوا من زنى لأجل كفرهم قال يا مارينا ما هذه المعرفة والحكمة التي عندك ولم ارتكبت هذه الخطية العظيمة؟ قال لقد أسقط الشيطان من هو أقوى منى لكنى أرجو ببركة صلواتك أن يغفر الله ذنبي. فأجاب الآب الطلب وعمد الطفل، ولما كبر حلق رأسه وصيره راهبا وألبسه الثوب والإسكيم المقدس ودعاه أفرام.. وحلت عليه نعمة الله وصار يساعد مارينا فيما فرضه الآب عليه، وكان يقول لمارينا استرح يا أبى وأنا أقدر منك على تحمل التعب لأني شاب ولا أخور بسرعة، وكان مارينا يحبه حبا جما وتعزى به. وكان بجانب الدير شجرة يستظل تحتها عابروا الطريق وكانت القديسة مارينا في كل ليلة تملأ المسقاة التي تحتها وتأخذ ما تتناوله من القوت وتعلقه في قفة لعابري الطريق وكانت تداوم على التناول من الأسرار المقدسة. وفى ليلة من الليالي ملأت جرتين وحملتهما وبينما هي ماضية إلى المسقاة وقوتها من الخبز على رأسها لاحظها راهب قس من الإخوة. ولما عادت أغلقت باب قلايتها وبدأت تصلى وتقول: "اللهم أحفظ هذا الآب لعمارة هذا الدير المبارك واذكر يا رب الإخوة المباركين الذين أنقذوني من جلوسي على الصخرة، أقاسى حر الصيف وبرد الشتاء وأعطهم أجرًا سمائيًا وتقبل دعاءهم وصلواتهم". ما أطهر هذه الصلاة من أجل رئيس الدير الذي طردها؟ وما أنقى هذا القلب الذي لا يعرف الحقد ولما كان الصباح دخل القس إلى رئيس الدير وحدثه بما رآه وأخبره عن أنبا مارينا كيف أنه مع شدة التعب الذي يقاسيه يملأ المسقاة في كل ليلة ويطعم قوته لعابري الطريق ولا يبقى منه سوى قوت الغلام، وتحدث بما قاله في الصلاة التي كان منصتا إليها، وأردف قائلا يا أبى أرى أن أنبا مارينا برئ من هذه التهمة وسوف تتذكر كلامي كقول الإنجيل المقدس ليس خفي إلا ويظهر ولا مكتوم إلا ويعلن،قال الآب الرئيس لا شك في هذا الكلام إلا أنه لما أخطأ استغفر عن ذنبه. وأقامت مارينا على هذه السيرة الحسنة مدة ثلاثين سنة(1)، وأما الغلام فصار يعمل بما يفرضه الآب على أنبا مارينا بمحبة وبشاشة وصار محبوبا عند الآب والإخوة؟ _____ الحواشي والمراجع: (1) ذكر Dr. O. Leary في كتابه The Saints of Egypt ص 188 "أنها مكثت أربعين سنة تواظب على أعمال التقوى في الدير وخارجه". - وأنه وإن كانت الكربة التي أصابت القديسة كلفتها أتعابًا كثيرة طول هذه السنين إلا أن هذه التجربة كانت لحكمة عظيمة فإن المشاهد أن الأعمال المرضية والاستقامة تؤتى ثمارها الروحية في هذه الدنيا أيضا ويظهر نور القديسين أمام الناس ويمجدون الآب في السموات. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|