|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما هي المبررات التي أعتمد عليها بعض الفلاسفة لإنكار وجود الله؟ س40: تُرى ما هي المبررات التي أعتمد عليها بعض الفلاسفة لإنكار وجود الله؟ ج: في القديم ناقش " أبيقور " صاحب الفلسفة الأبيقورية الطبيعية الإلهيَّة، وأنكر تمامًا وجود الله، ولذلك أنصبت هذه الفلسفة على التمتع بملاذ العالم الحاضر، وكان شعارهم لنأكل ونشرب لأننا غدًا نموت، وقال " أرسطو " أن الروح مرتبطة بالجسد ارتباطا وثيقًا فلا يمكن فكاكه، ولذلك فإن موت الإنسان يعني أيضا فناء الروح، وبالتالي لن يكون هناك ثواب أو عقاب خارج نطاق الحياة (راجع د. رمسيس عوض - الإلحاد في الغرب ص 26). وما أكثر حجج المُلحدين على إنكار وجود الله، نسوق بعضها في عرض سريع، مع التركيز على حجة القائلين بأن الله من صنع الإنسان: 1- إحتج بعض المُلحدين على وجود الله قائلين: لو كان الله موجودًا فلماذا لا نراه؟تعليق: إن هناك أشياء كثيرة لا نراها ومع ذلك لا نستطيع أن ننكر وجودها، فمن منا رأى الكهرباء؟ لا أحد يراها، ولكننا نلمس آثارها في إضاءة المصابيح وحركة المواتير.. إلخ. والجميع يصدقون أن هناك كهرباء، ولذلك يحذرون من لمس سلك مكهرب، وهناك الموجات الصوتية والكهرومغناطيسية، ويلمسون آثارها دون أن يروها، وهناك الكائنات الدقيقة التي لا تراها العين المُجردة ونصدق أنها كائنة ونستطيع أن نراها بالمجهر، وهناك الأصوات الخافتة التي لا تلتقطها الأذن البشرية بينما تلتقطها أذن بعض الحيوانات، وقال أحد المؤمنين البسطاء الروس ردًا على المُحاضِر المُلحد بأنني لم أرى اليابان ولكنني أصدق أنها موجودة، وإن جيشنا أشتبك في حرب معها. 2- احتج بعض المُلحدين بأنه: لو كان الله موجودًا وهو روح فكيف خلق العالم المادي؟ وفي سنة 1616م أصدر الإيطالي " جوليو سيزار فانيني " كتابًا في باريس أنكر فيه وجود الله وكان الكتاب عبارة عن حوار دار بين الإسكندر ويوليوس قيصر حول قضية كيف يمكن لإله غير مادي أن يخلق عالمًا ماديًا؟ وهل تستطيع الكائنات الروحية الاتصال بالكائنات المادية؟ وقالوا أن القول بأن الله روح يساوي القول بأن الله لا شيء، والقول بأن الملائكة أرواح يساوي القول بأن الملائكة لا شيء. تعليق: إن المادة ليست هي كل شيء، بدليل أن الإنسان به الجانب المادي المتمثل في الجسد والجانب الروحي المتمثل في الروح، وفي اللحظة التي تنطلق فيها الروح من الجسد يتحول هذا الجسد الحي إلى جثة هامدة سريعًا ما تتحلل وتعود للتراب، فمن يقول أن الروح تعني لا شيء، فهو يساوي بين الإنسان الحي الذي له روح والإنسان الميت الذي لا روح له.. الله هو الروح البسيط الأزلي، كلي الوجود، غير المحدود مالئ كل زمان ومكان، القادر على كل شيء، خالق كل شيء وضابط كل شيء، هكذا نؤمن وهكذا نصدق، وهكذا علمتنا الكتب المقدَّسة وهكذا قال مخلصنا الصالح " طوبى للذين آمنوا ولم يروا" (يو 20: 28) ونؤمن أن الله غير المرئي قد تجسد ملء الزمان، وهوذا التاريخ يقف شاهدًا لتجسده، فقد فصل التاريخ بين ما قبل الميلاد وما بعده، وإيماننا به إيمان اختباري، نعاينه بعين الإيمان، ونتحاور معه " الذي كان من البدء. الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته أيدينا" (1 يو 1: 1). 3- احتج بعض المُلحدين بأنه: لم يعد أحد من الموت ليخبرنا بوجود الله والعالم الآخر.وعندما وقف " كومودو كانوف " أمام محكمة التفتيش وسُئل عن سبب عدم إيمانه، قال " نحن لم نرَ أبدًا رجلًا ميتًا يعود من العالم الآخر إلى الحياة ليُخبرنا عن وجود الجنة.. أو الجحيم. كل هذه الأمور من خلق الرهبان والقساوسة الذي يريدون العيش بدون بذل جهد في العمل وأن يتمتعوا بالأطايب التي توفرها الكنيسة لهم" (9). وقال " سكريفن " Michael Scriven أن الإيمان بوجود الله يشبه إيمان الأطفال بسانت كلوز (بابا نويل) أو إيمان البعض بالجنيات والشياطين، ولكن عندما ينضج الإنسان يعرف أن هذه كلها مجرد أوهام (راجع د. رمسيس عوض - مُلحدون محدثون ومعاصرون ص 85) تعليق: الذي لا يؤمن بالأسفار المقدَّسة، حتى لو قام إنسان من الموت وأخبره بالحقيقة فلن يؤمن، بل سيقول له: ما هو دليلك المادي على قولك؟ فربما أنك تكذب ولا تقول الصدق، وهذا ما قاله السيد المسيح في مثل لعازر " إن كانوا لا يسمعون من موسى والأنبياء ولا إن قام واحد من الأموات يصدّقون" (لو 16: 31) وهذا ما حدث، لقد قام السيد المسيح من بين الأموات ولم يظهر لواحد أو عشرة إنما ظهر للمئات وظل كثير من اليهود في ضلالهم ولم يؤمنوا. وهذا الإيمان بالله والحياة الأخرى ليس من خلق الرهبان والقساوسة، لأنه لا هؤلاء ولا أولئك هم الذين كتبوا الأسفار المقدَّسة، إنما حقيقة وجود الله والحياة الأخرى فهما واضحان وضوح الشمس في الأسفار المقدَّسة التي كتبها رجال الله القديسون مسوقين من الروح القدس، ويعلم " سكريفن " بأن سانت كلوز هو حقيقة تاريخية تعكس حياة الخير التي تمثلت في القديس نيقولاوس، وأن الشياطين حقيقة وكثيرًا ما يتلبسون الإنسان فيختل عقله، ويتحدث بصوت غير صوته. 4- احتج بعض المُلحدين أن: الإيمان ضد العقل والتقدم العلمي والثقافي. فقال "جورج ه. سميث" George H. Smith أن الإيمان بوجود إله قائم مبني على الزيف، فضلًا عن أنه شيء ضار، والبديل هو الإلحاد، فالإلحاد هو وليد العقلانية، وهو النتيجة الطبيعية لاستخدام العقل، وكتب "ليلو سوزيني" الإيطالي إلى "جون كالفن" سنة 1549م يقول له " معظم أصدقائي بلغوا قدرًا عاليًا من التعليم لدرجة أنهم جميعًا يكادون ألاَّ يؤمنوا بوجود الله" (10) و"باولو ساري " الإيطالي أيضًا والذي شغل منصب مستشار الشئون اللاهوتية سنة 1606م في البندقية ألَّف كتابًا بعنوان "تأملات حول الدين" أنكر فيه وجود الله الخالق، وأنكر الخلود، وقال " إننا نؤمن بالله بسبب جهلنا وعجزنا. وأن العاقل أو الحكيم فينا هو الذي يحيا حياة أخلاقية، دون الحاجة إلى الإيمان بالله أو الآخرة" (11) وقال " ساربي " أن البندقية تعج بالمُلحدين ولاسيما من علياء القوم، وسخر من عقائد التثليث والتوحيد، وألوهية المسيح، والمقدسات المسيحية. تعليق: الإيمان بالله والأمور الميتافيزيقية (ما وراء الطبيعة) ليست ضد العقل على الإطلاق، إنما هي فوق مستوى العقل، فالعقل يصل بنا إلى مرحلة معينة ويقف، فيكمل الإيمان المسيرة نحو الله واللانهائية والحياة الأبدية، ومعظم العلماء كانوا يؤمنون بالله وبعضهم كان من رجال الدين، والحياة الأخلاقية هي في الحقيقة نابعة من الدين الصحيح، وإن كان " ساربي " يفتخر بأن البندقية في زمن معين كانت تعج بالمُلحدين فلينظر نهاية الشيوعية المُلحدة في الإتحاد السوفيتي، وعودة الملايين إلى الإيمان المسيحي، فالإيمان قد تحدى كل عذابات الشيطان.. تُرى هل هؤلاء المُلحدون العقلاء لم يسألوا أنفسهم: لو كان الدين جهل وعجز وتخلُف وكذب وخداع، فلماذا تمسك الملايين رجال ونساء وأطفال بعقيدتهم، وضحوا بحياتهم وسُفكت دمائهم رخيصة على مذابح الإيمان..؟! ألاَ تحدثنا دماء ملايين الشهداء عن قوة وصحة وصدق الإيمان المسيحي..؟! تُرى هل لو تعرض هؤلاء المُلحدون، من أجل عقيدتهم، للعذابات التي تعرَّض لها المسيحيون، هل سيثبتون على عقيدتهم لحظة واحدة؟ أم أنهم سينكرون سريعًا الإلحاد؟ |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ما هي الحالة التي خلق الله آدم وحواء عليها |
من أعتمد على الله |
البراهين التي تؤكد حقيقة وجود الله |
الله عند الفلاسفة (فيثاغورس) |
الارض التى صارت سماء مكان وجود الله |