|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الخلاص خارج المسيح هل ممكن؟ هل هناك حياة بعد الموت!؟. إنّه سؤال فلسفي وجداني طرحته العديد من الحضارات في محاولة منها لفكّ رموز العلاقة الغامضة بين الآلهة والبشر!، فالإنسان يتوق منذ القدم إلى الخلاص والفداء!. ركّزت مختلف الأديان جهودها - ولازالت - على البحث عن الخلاص وعن السُّبُل الكفيلة للحصول عليه!. فما هو الخلاص؟ وكيف فهمت هذه الشّعوب والدِّيانات الخلاص؟ وهل يستطيع الإنسان الحصول على الخلاص بقدرته الذّاتيّة، أم أنّه بحاجة إلى عون إلهيّ؟ إنّ الخلاص بحسب الكتاب المقدّس يعني، إنقاذ الإنسان من الموت والهلاك الأبدي - بسبب الخطيّة التي دخلت إلى العالم - ومنحه الحياة الأبديّة، وبالتّالي تحقيق المصالحة بينه وبين الله. ونجد الرّسول بولس يعلن قائلاً في رسالة رومية 5: 12. فنتيجةً لخطيّة آدم دخل الموت إلى العالم، وأصبح نصيب كلّ ذريّة آدم، إذ أنّ جميعهم قد أخطأوا. والكتاب المقدّس يخبرنا بأنّ الناس كلّهم بدون استثناء هم خطاة، وكلّ من يولد من أبوين بشريّين يرث خطيّة آدم، كما أنّ لديه القابليّة لأنْ يخطئ بمحض إرادته. ونحن نعلم بأنّ أجرة الخطيّة هي موت، وهذا الموت هو روحي بالأساس، نتيجة الانفصال عن الله. ولكن، لأنّ الله عادل أمام ذاته، ولكي يحقّق هذا العدل أتمّ الخلاص بواسطة الفداء الذي حقّقه المسيح على الصّليب، ليموت بدلاً عنّا نحن الخطاة (إنجيل لوقا 2: 10 و11، و{refإنجيل متّى 1: 20 و21| 20وَلكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هذِهِ الأُمُورِ، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً:«يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ، لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ. لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 21فَسَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ. لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ»}، ورسالة رومية 5: 8). وكان بذلك الخلاص من الخطيّة، الذي هو عطيّة مجّانيّة من الله، لكلّ من يؤمن بالرّبّ يسوع المسيح مخلِّصاً وفادياً. ولقد ذهب البعض إلى الظّنّ، أنّه بالإمكان الحصول على الخلاص بطُرُق مختلفة، مثل التّديّن وحفظ الشّريعة، الأخلاق القويمة، تتميم الفرائض المقدّسة، الأعمال الصّالحة، العلم والمعرفة إلخ... ولقد أوضحت لنا كلمة الله المقدّسة أنّ هذه الأمور كلّها لا يمكن بأيّ حال من الأحوال، أن تشكّل أساساً لخلاص الإنسان من خطاياه ومن الموت الأبدي الذي هو أجرة هذه الخطايا (رسالة رومية 6: 23). ويسوع بنفسه واجه روح التّديّن والبِرّ الذّاتي، اللّذين كانا سائدين بين رجال الدِّين بالتّحديد، وما حديثه إلى نيقوديموس الذي كان رجل دين يهودي، إلاّ ليُظهِر عجز التّديّن في حلّ معضلة الخطيّة، لذلك أجاب عن تساؤلاته كما نقرأ في إنجيل يوحنّا 3: 3، وفي نفس هذا الاتّجاه ردّ الرّسول بولس على ضعف حجّة التّبرير بالأعمال، كما هو مبيّن في رسالة رومية 3: 20. وقال أيضاً في رسالة أفسس 2: 8 و9. أمّا بالنّسبة لحجّة تتميم الفرائض، فيكفي أن ننظر إلى سيرة وسجلّ حياة الرّسول بولس، عندما يتحدّث عن نفسه إلى كنيسة فيلبّي، إذ يذكر الفرائض التي أتمّها والامتيازات التي حصل عليها، لَيخلُص إلى أنّه بالإيمان بيسوع المسيح وحده قد نال الخلاص (رسالة فيلبّي 3: 4 - 11). يتضّح لنا إذاً بعد هذا العرض الوجيز، أنّ الطريق الوحيد لنوال الخلاص وإقامة علاقة صحيحة مع الله، هو الإيمان القلبي بما فعله المسيح على الصّليب من أجل كلّ واحد منّا (رومية 5: 8، ويوحنّا 3: 16 و17). فهو فقط الطريق والحقّ والحياة، وليس أحد يأتي إلى الآب إلاّ به (إنجيل يوحنّا 14: 6). والمسيح جاء ليعلن ويكشف قلب الله الآب المليء بالمحبّة لجميع البشر، ويظهر رغبة الله في خلاص الجميع وحصولهم على الحياة الأبدية، وهذا ما يقوله الربّ يسوع له المجد في إنجيل يوحنّا 17: 3. إذاً ليس هناك خلاص خارج المسيح، بالرغم من جميع الادّعاءات الواهية. والحقيقة الثّابتة هي أنّ مشيئة الله تريد أنّ جميع الناس يخلصون، ويبلغون إلى معرفة الحقّ، لأنّ الله واحد، والوسيط بين الله والبشر واحد، الإنسان يسوع المسيح، الذي بذل نفسه فداءاً عن الجميع.، فكلّ من يؤمن بالمسيح لا يهلك بل تكون له الحياة الأبدية. هذا هو الضمان الإلهي، بل هذا هو امتياز الأبناء الذي يدفعهم للسعي إلى عيش حياة القداسة. عزيزي القارئ أدعوك للتفكير!، هل أنت مستعدّ للمصالحة مع الله؟ فالفرصة مازالت قائمة أمامك. محبّة الله لك تفوق كلّ فهم وإدراك، فقد برهن عن محبّته العجيبة لك بإرسال ابنه الحبيب ليموت عنك ويخلصك من خطاياك. فهل بعد هذا من تشكيك في محبّة الله لك؟ بقلم/ رياض جاءبالله / |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|