|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تشبيهات التثليث والتوحيد الأخ زكريا: ما هي أقرب التشبيهات لموضوع التثليث والتوحيد؟ نادر: الله ليس له شبيه، ولكن لتقريب المعنى نأخذ الإنسان المخلوق على صورة الله كوسيلة إيضاح، وبدأ يشرح قائلًا: الإنسان له جسد منظور، وله عقل مفكر، وله روح حيَّة. الجسد والعقل والروح هم ثلاثة في الإنسان الواحد. مثال للآب والابن والروح القدس في الله الواحد.. العقل والروح كائنان في جسد الإنسان مثال الابن والروح القدس الكائنان في الآب. الإنسان الكامل منذ ولادته وُجِد بعقله وروحه مثال عقل الله وروحه، فهما أزليان بأزلية الله الآب. الجسد غير العقل، غير الروح، ولكل واحد من الثلاثة عمل يختلف عن عمل الآخر، فالإنسان عندما يأكل أو يلبس فهو يفعل هذا بالجسد وليس بالروح وليس بالعقل، وعندما يحل مسألة أو مشكلة فهو يحلها بعقله وليس بجسده وليس بروحه، وعندما يحيا ويتحرك فهو يفعل هذا بروحه ليس بجسده وليس بعقله.. هذا يوضح لنا التمايز بين الآب والابن والروح، فعمل التجسد والصلب والفداء ينسب للابن، ولا يصح أن ننسبه للآب أو للروح القدس.. نستطيع أن نقول الابن هو الذي تجسد، أو الله هو الذي تجسد.. ولكن لا نقول أبدًا أن الآب هو الذي تجسد (كما يقول المهندس: بعقلي صممت رسومات البناء، أو أنا صممت الرسومات). منير: هناك تشبيه آخر وهو وظائف الإنسان، وبدأ يشرح قائلًا: لو الأخ مينا صار طبيبًا، ومع هذا فهو يحب الفن ويبدع فيه وبالتالي فهو فنان، وأيضًا له كتاباته ورواياته فهو أديب. إذًا مينا طبيب.. مينا فنان.. مينا أديب. وفي نفس الوقت مينا واحد وليس ثلاثة أشخاص. وعندما نقول عن مينا الطبيب والفنان والأديب فنحن نقصد إنسان واحد، وواضح أن طب مينا غير فنه غير أدبه، لكن الثلاث وظائف مجتمعة في شخص واحد.. تمامًا كما نقول رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس الحزب الوطني والثلاثة شخص واحد لا أكثر، والتشبيه أيضًا مع الفارق لأن لكل تشبيه نجد قصور معين، فمثلًا في هذا التشبيه يمكن إضافة وظائف أكثر أو أقل لمينا. أما الأقانيم الثلاثة يستحيل أن يزيد أو يقل عددها عن الآب والابن والروح القدس.. بسادة: قال الكتاب " إلهنا نار آكلة " وبدأ يشرح قائلًا: في النار نرى اللهب (الوجود). ومن اللهب يتولد النور، وأيضًا من اللهب تنبعث الحرارة. النور مولود من اللهب وغير منفصل عنه، والحرارة منبعثة من اللهب وغير منفصلة عنه.. اللحظة التي وُجِد فيها اللهب وُجِد فيها النور ووُجِدت فيها الحرارة، ولم يمر وقت كان فيه اللهب بدون النور أو الحرارة، ومن المستحيل أنك تشعل نارًا وتقول لها سأجوز فيك، ولكن بشرط ألا تحرقينني، فإنها ستقول لك إن لم أبعث حرارتي الحارقة فلن أكون نارًا.. وأردف بسادة قائلًا: وأيضًا "الشمس" فيها القرص والشعاع والحرارة فالشمس واحدة وثلاثة في آن واحد.. كيف؟ الشمس واحدة من حيث الجوهر، وفي نفس الوقت فيها القرص والشعاع والحرارة، فشعاع الشمس الذي هو بهاء ضيائها وصورة جوهرها المضيء المولود منها، هو مثال للابن المولود من الآب، كما أن الحرارة التي تنبعث من قرص الشمس هي مثال للروح القدس الذي ينبثق من الله الآب.. ثم أورد بيتر قول البابا أثناسيوس الرسولي قائلًا: "كما أن قرص الشمس وحده هو علَّة وغير مولود من أحد. أما الشعاع فمعلول ومولود من القرص.. والنور ينبثق وبارز من القرص وحده وهو بالشعاع مُرسَل ومُشرِق على الأرض، هكذا الله الآب وحده علَّة الاثنين وغير مولود. وأما الابن فإنه من الآب وحده معلول ومولود. والروح القدس نفسه من الآب وحده معلول ومنبثق. وهو بالابن مُرسَل إلى العالم" (1). الأخ زكريا: دعوني أحدثكم عن تشبيه مثلث الذهب: الآب (والد للابن) (وباثق للروح القدس) الابن ليس هو الروح القدس (مولود من الآب) (منبثق من الآب) صورة مثلث الذهب أنظر إلى مثلث الذهب هذا المتساوي الأضلاع، وتابع إجابة الأسئلة التالية: س1: كم مثلث يبدو أمامك؟ - أنه مثلث واحد من الذهب الخالص، فهو مثال للجوهر الإلهي الواحد.. للكيان الإلهي الواحد.. للطبيعة الإلهيَّة الواحدة. س2: كم رأس للمثلث الواحد؟ - ثلاثة رؤوس أ، ب، ج، وجميعها من الذهب الخالص.. كل رأس ترمز لأقنوم من الأقانيم الثلاثة.. "أ" ترمز لاقنوم الآب، " بـ"ترمز لاقنوم الابن، "ج" ترمز لأقنوم الروح القدس. س3: هل الرؤوس الثلاث متساوية؟ - نعم لأن المثلث متساوي الأضلاع، فهو بالتالي متساوي الزوايا.. هذا يوضح لنا تساوي الأقانيم الثلاثة في جميع الكمالات الإلهية، فليس بينهم عظيم وأعظم والأعظم. س4 : هل الرأس (أ) هي الرأس (ب) هي الرأس (ج) ؟ - كلاَّ.. فالرأس (أ) غير (ب) غير (ج)، وكل منهم غير الأخرى.. هذا مثال على أن الآب غير الابن غير الروح القدس، والابن غير الآب غير الروح القدس، والروح القدس غير الآب غير الابن،ويقول القديس اوغسطينوس "الآب والابن والروح القدس جوهر واحد، ولكن ليس كل أقنوم منهم هو عين الآخر" (2). ونلاحظ أن لو الرأس (أ) اندمجت مع الرأس (ب) لاختفى المثلث من الوجود وصار مجرد خطًا بلا مساحة، ولو اندمجت الرؤوس الثلاثة لاختفى المثلث والخط وتلاشى الذهب إذ صار نقطة بلا مساحة، هكذا ليفهم الذين يظنون أن الآب هو الابن هو الروح القدس. س5: هل كل رأس من الرؤوس الثلاثة هي ذهب؟ - نعم.. كل رأس من الذهب، ولكن كل رأس غير الأخرى، وهذا يوضح لنا أن الآب هو الله من حيث الجوهر مع انفراده بخاصية الأبوة والبثق، والابن هو الله من حيث الجوهر مع انفراده بخاصية البنوة، والروح القدس هو الله من حيث الجوهر مع انفراده بخاصية الانبثاق. ثم اختتم الأخ زكريا تشبيهات التثليث والتوحيد بتشبيهين آخرين: الحجم : حجم الشيء هو واحد وثالوث، فهو حجم واحد ولكن يشمل ثلاث أبعاد:الطول والعرض والارتفاع. الحجم = الطول × العرض × الارتفاع الله = الآب × الابن × الروح القدس الينبوع: لا يمكن تصوُّر ينبوع بدون ماء، ولا يمكن تصوُّر ماء بدون ينبوع. بل أن الينبوع دُعي ينبوعًا منذ أن بدأ يفيض بالماء، وقد دعى الكتاب المقدَّس الآب بينبوع الحكمة والحياة "تركوني أنا ينبوع المياه الحيَّة" (أر 2: 13).. "إنكم قد هجرتم ينبوع الحكمة" (باروخ 3: 12) فالآب هو الينبوع والابن هو الحكمة، والروح القدس هو روح الحكمة. _____ الحواشي والمراجع :(1) الأسقف ايسيذورس - المطالب النظرية في المواضيع الإلهية ص 256، 257. (2) مطرانية البحيرة - هذا إيماني ص 34. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
عظة التثليث والتوحيد - الأنبا مكاريوس |
عظة التثليث والتوحيد - الأنبا دانيال |
عقيدة التثليث والتوحيد كنسيًا |
عقيدة التثليث والتوحيد كتابيًا |
التثليث والتوحيد |