محاولات أبي والضغط العاطفي
وفي هذه الأثناء جاء أبي من المدينة مُعيًي من الهمّ، وصعد الجبل الذي عليه السجن ودخل ليرانا محاولًا بيأس أن يُزعزع عزيمتي، وبادرني بحزنٍ:
"يا ابنتي، ارحمي شيبتي، أشفِقي على أبيكِ، إن كنتُ أستحقُّ -بعدُ- أن أُدعَى أبًا لكِ في نظركِ. لقد حملتكِ ونشأتكِ بهاتيْن اليديْن، لقد أحببتكِ وميَّزتُكِ على كافة إخوتكِ، لا تسلميني إلى مذمّة الناس وفضيحتهم، أُذكري أُمّكِ وإخوتكِ وخالاتكِ وابنكِ الرضيع، الذي لن يستطيع أن يعيش بدونكِ. انزعي كبرياءكِ، ولا تحطمي نفوسنا جميعًا، فلن يستطيع أحد منّا أن يرفع رأسه أو يتكلم بحُرية بسببكِ إذا أصابكِ شيء".
وظلّ يتكلّم بحُرقة وهو يُقبِّل يدي، وأخيرًا ارتمى على رجلي وبكى وهو يُخاطبني بلقب "سيّدة".
وقد حزنت أشدّ الحزن عليه لأنه الوحيد في عائلتي الذي لم يسعد ولم يفرح بتعذيبي فابتدأت أُعزّيه:
"اعلم يا أبي أن كل ما يحدث هنا هو حسب مشيئة الله، وتأكّد جدًا أننا لا يمكن أن نتصرّف حسب مقدرتنا، فنحن واقعون تحت قدرة الله". فتركني وهو مهموم حزين كسيف البال ...