منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 19 - 06 - 2014, 11:47 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

طوبيت 5 - تفسير سفر طوبيا

طاعة طوبيا لأبيه
كيفية استرداد المال
الرفيق
الرحيل
الأسرة بعد الرحيل
الحواشي والمراجع

طوبيت 5 - تفسير سفر طوبيا
طاعة طوبيا لأبيه:

"فأجاب طوبيا وقال: يا أبت كل ما أمرتنى به أفعله (طو 1:5)" فهنا طوبيا يعلن عن طاعته الكاملة. وللطاعة بركات كثيرة حصل عليها من سلكوا بها. مثل بيت يوناداب بن ركاب حينما اطاعوا أباهم في وصيته بعدم شرب الخمر كل أيام حياتهم هو ونساءهم وبنيهم وبناتهم. ولا أن يبنوا بيوتًا للسكن فيها ولا أن يكون لهم كرم ولا حقل ولا زرع بل أن يسكنوا في الخيام كل أيام حياتهم (إر 35: 6، 7). ولهذا السبب باركهم الرب بفم إرميا النبي قائلًا: "من أجل إنكم سمعتم لوصية يوناداب أبيكم وحفظتم كل ما أوصاكم به، لذلك هكذا قال رب الجنود إله إسرائيل لا ينقطع ليوناداب إنسان يقف أمامى كل الأيام" (إر 35: 19,18) وبسبب طاعة المسيح جعل الكثيرون أبرارًا (رو 19:5).
ولذلك يوصينا القديس بولس الرسول قائلًا: "أيها الأولاد أطيعوا والديكم في الرب لأن هذا حق أكرم أباك وأمك التي هي أول وصية بوعد لكي يكون لكم خير وتكونوا طوال الأعمار في الأرض (أف 6: 1-3)".
طوبيت 5 - تفسير سفر طوبيا
كيفية استرداد المال:

وبعدما أعلن طوبيا عن طاعته الكاملة لأبيه يستفسر منه عن كيفية استرداد المال (طو 5: 2-4) وهنا يظهر عمل الأبوة بأكثر وضوح وذلك من خلال إرشاده لابنه والمحافظة على حياته وإنسانيته , فهو لا يحاول أن يغيظه (كو 21:3) ببعض الكلمات اللاذعة وحينما أعلن عن جهله بهذه الأمور ولكن وجهه في الطريق السليم يأخذ إنسان يثق فيه ليكون له مرشدًا في الطريق ويدافع عنه عند اللزوم - وهذا ما يحدث عادة في هذه العصور بسبب قطاع الطرق وهذه العادة كانت موجودة إلى وقت قريب.

طوبيت 5 - تفسير سفر طوبيا
فهنا الأب يدفع ابنه في أمور الحياة، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى. لكي تتضح أمامه صورة العالم بحلوها ومُرّها لكي لا يراها من جانب واحد فقط فيكون صورة ذهنية عن العالم غير حقيقية حتى لا يصدم بالمواقع فيحدث له بعض الاثار النفسية العكسية.
فالأبِ ترك لابنه مسئولية البحث عن الرفيق واسترداد الدين، مع أنه كان من الممكن أن يرشده لأناس ما يعرفهم بسبب تنقلاته السابقة ويثق بهم.
طوبيت 5 - تفسير سفر طوبيا
الرفيق:

وخرج طوبيا ليبحث عن رفيق رحلته (طو 5: 5-8) فجذب انتباهه إنسان بهى الطلعة مستعد للرحيل فحياه وسأله من أين هو؟ فإجابه: أنه من بني إسرائيل وسأله مرة أخرى هل يعرف طريق بلاد الماديين التي بجبل أحمتا؟ فأجابه: بنعم وأنه سلكها مرارًا كثيرة والأكثر من هذا أنه يعرف غابليوس وكان يتردد عليه مرات كثيرة.
وهنا نلاحظ أن طوبيا ركز على نقطتين هما:
الاولى: جنسيته لكي يحافظ على عادته التي تعلمها في بيت أبيه من نحو الشريعة وحفظها. فيا ليتنا نهتم مثل طوبيا بهذه النقطة في هذه الأيام الصعبة. فكثيرًا ما نفتح أبوابنا لأناس لا يعرفون المسيح، وكأنهم حملان ونفاجأ بأنهم ذئاب خاطفة لا تشفق على الرعية (أع 29:5). ولكن للأسف نكتشف ذلك بعد فوات الأوان، حينما افترسوا وخطفوا وداسوا وخربوا كل ما استطاعوا الوصول إليه وهربوا.
والثانية: هي الطريق الموصلة إلى بلاد الماديين في أحمتا لكي يصل إلى غرضه.. ونلاحظ أن جبل أحمتا هي إحدى المناطق التي نقل إليها بني المملكة الشمالية أثناء سبى أشور لهم (2 مل 6:17) ولقد أقام بها الفرس فيما بعد قصرًا ملكيًا وقد اعتاد كورش وسائر ملوك فارس قضاء شهرين كل صيف بها لاعتدال جوها(1) وفي هذا القصر كانوا يحفظون سجلاتهم الملكية وفيه وجد داريوس الملك المرسوم الذي أصدره كورش بإعادة بناء أورشليم وهيكلها (عز 2:6) والاسم اليوناني لها (أكبتانا).
وعندما اطمأن إليه طوبيا استأذنه لكي يخبر والده، ويأخذ برأيه، وذلك إتمامًا لوصية (ألتمس مشورة الحكيم دائمًا) (طو 19:4) فذهب إلى ابيه وقص أمامه كل شيئ فتعجب (طو 10:5)!!!
لماذا تتعجب أيها الأب العزيز؟! هل كنت تظن أن الرب تركك والسيد نساك (إر 49: 14)؟! أم تتعجب من اهتمام ابنك ونشاطه؟!
ألم تعلم أن لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين كيف لا يهبنا معه كل شيء ؟!(رو 32:8) أم نسيت هذه الحقيقة بسبب طول زمن التجربة؟!!
فطلب طوبيا من ابنه أن يدخل بالفتى إليه وعندما دخل بالفتى. حياه الفتى قائلًا: "ليكن لك فرح دائم"، وهذا الفرح إحدى ثمار الروح القدس في المؤمن (غل 22:5) ومع ذلك استفسر منه عن كيفية سبب هذا الفرح الدائم وهو في هذه الشدة الحالة به؟!
فعزاه الملاك قائلًا له: "كن طيب القلب فإنك عن قليل تنال البرء من لدن الله"، فالتجارب التي تحل بنا لا تستطيع أن تزيل سلام الله وفرحه من قلوبنا. الشئ الوحيد الذي يفعل ذلك هو الخطية وهناك فرق شاسع بين الألم، والحزن والكآبة فالتجارب تجعلنا نتألم فقط، ولذلك نجد الشهداء كانوا يفرحون بالألم لأجل السيد المسيح (لو23:6).
فتعزى طوبيا بهذا الكلام. كما تعزى ديديموس حينما قال له الأنبا أنطونيوس:
(أنى لمتعجب من حزنك على فقدك ما تشترك فيه معك أحقر الحيوانات كواسطة للشعور بها حيث لا شعور عندهم غير البصر. ولا تفرح متعزيًا لأن الله وهبك نظرًا آخر لا يهبه - تقدس أسمه - إلا لمحبيه فأعطاك عينين كأعين الملائكة، تبصر بهما الروحيات بل بواسطتها أدركت الإله نفسه وسطع نوره أمامك فأزاح دياجير الظلام عن عينىّ قلبك فاستنرت(2).
وسأل طوبيا الشاب محدثه قائلًا له: هل تستطيع أن تصل بإبنى إلى غابليوس في راجيس مدينة الماديين؟ فأجابه. نعم أستطيع ذلك. فسأله عن عشيرته (طو 5: 16:19) فأظهر الملاك امتعاضًا ولكن جاوبه قائلًا له: لئلا اقلق بالك أنا عزريا بن حنانيا العظيم وهنا نلاحظ شيئًا مهمًا. فعندما سأله طوبيا الصغير عن جنسيته. أجابه: أنه من إسرائيل. أي من أسرة الله وهنا يعلن الملاك عن طبيعة خدمته من خلال اسمه فعزريا تعنى الله يعطى عونًا. وحنانيا تعنى الله رحيم أو حنان. أي هو الذي يساعد أو يعين أولاد الله الحنان.
وقد يتساءل البعض لماذا لم يُعلن الملاك عن نفسه في هذا الوقت؟!
ويجيب القديس أثناسيوس الرسولي قائلًا (أنه أخذ صورة شخص حقيقي حى حتى يثبت للأب طوبيا أنه إنسان أمين لكي يطمن من نحوه في اصطحاب ابنه معه في السفر وكان يخفى كونه ملاكًا لكي يستعلن إيمان طوبيا)(3) ونلاحظ أن طوبيا سأل عزريا عن عشيرته. فيا ليتنا ندقق في معرفة أصدقاء أولادنا ومعرفة حياتهم الروحية ومدى تأثيرها على أبنائنا في علاقتهم بالله. وبعدما اطمأن طوبيا من نحو رفيق ابنه في السفر اعتذر له في أدب جم. دون أن يعلم أنه ملاك - قائلًا له "إنك من نسب كريم غير أنى أرجو أن لا يسوئك كونى طلبت معرفة نسبك" (طو 19:5).
طوبيت 5 - تفسير سفر طوبيا
الرحيل:

فاتفقا على السفر. وأستودعهما في يد الله وملائكته لحراستهم، دون أن يعلم أن الذي يتحدث معه هو أحد السبعة الرؤساء الواقفين أمام عرش الله (طو 15:12) ووعده الملاك قائلًا: "آخذ ابنك سالمًا وسأعود به إليك سالمًا". وأخذ معهما كل ما يحتاجان اليه. وودع طوبيا أباه وأمه وسار إلى مدينه الماديين وهو في صحبة رئيس الملائكة روفائيل.
طوبيت 5 - تفسير سفر طوبيا
الأسرة بعد الرحيل:

وبعدما غاب طوبيا عن أعينهما بدأت أمه تبكى وتعاتب زوجها قائله له "قد أخذت عكازة شيخوختنا وأبعدتها عنا، لا كان هذا المال الذي أرسلته لأجله لقد كان في رزقنا القليل ما يكفى، لأن نعد النظر إلى ولدنا غنى عظيمًا).
وهنا نلاحظ مشاعر الأمومة وعواطفها تجاه أولادها فهي مشاعر حانية. فهى لا تريد تعرض أولادها إلى أي نوع من الأخطار. فالمال في نظرها لا فائدة منه إذا حدث مكروه لابنهما، أو ينفصل عنهما، وليس كما يحدث من البعض في هذه الأيام، فالأخ يحاول أن يغتصب حقوق أخيه، ويفوز بأكبر قدر من الميراث، وحتى لو أضطر إلى تلفيق التهم لأخيه ومثوله أمام المحاكم، غير عالم أن كل هذا منه يصرخ وصراخ المظلومين قد دخل إلى أذنى رب الجنود (يع 4:5). يا ليتنا نعلم أن ترابطنا الأسرى أهم بكثير من المال.
وهنا تظهر بعض فضائل هذه الأم فهى ترضى بأقل القليل. والاكتفاء دائمًا يصاحبه الشكر فهاتان الفضيلتان من أهم ما ينبغى أن يقتنيهما البيت المسيحى، ولا نغار من الجيران أو الأقرباء ونحمل أنفسنا أحمالًا لا حدود لنا بها. أو تحدث المشاكل بسبب إننا نلهث وراء تعظيم المعيشة (1 يو 16:2).
ونلاحظ أن الأم تصف ابنهما بأنه عكازتهما في هذا السن، والعكاز في يد الإنسان لكي يستند عليه ويساعده في التعرف على الطريق - حيث قوة النظر تضعف بمرور السن.
فهل نحن شباب اليوم عكاز الشيوخ فعلًا؟ أم الشيوخ مادة سخرية لنا بسبب بطئ حركتهم. وعدم تركيزهم أحيانًا. وعصبيتهم الظاهرة؟! أم نتملص منهم لكي نلهو مع أقراننا ونظن أن أفكارهم ومبادئهم ما هي إلا نوع من الرجعية؟!
ونجد إن البار طوبيا يعزى امرأته ويؤكد لها إنه سيرجع سالمًا وعيناها ستريانه قائلًا لها "أنى أثق بأن ملاك الله الصالح يصحبه. ويدبره في جميع احواله، حتى يرجع إلينا بفرح (طو 27:5). وهنا تظهر ثمرة أخرى من ثمار الروح القدس في حياه طوبيا، وهي الإيمان. حيث يعرفه القديس بولس قائلًا "الإيمان هو الثقة بما يرجى والايقان بأمور لا ترى بعد" (عب 1:11) فهذا القديس كان يتحلى بالإيمان والرجاء والمحبة التي كانت تدفعه دفعًا إلى فعل الصدقة. بل كان ممتلئًا من ثمار الروح القدس التي كانت تنعكس على جميع تصرفاته ووصاياه لابنه.
_____


(1) دائرة المعارف الكتابية.
(2) تاريخ الكنيسة: للقمص منسى يوحنا.
(3) cf. verse 27 below
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
طوبيت 12 - تفسير سفر طوبيا
طوبيت 6 - تفسير سفر طوبيا
طوبيت 4 - تفسير سفر طوبيا
طوبيت 3 - تفسير سفر طوبيا
طوبيت 2 - تفسير سفر طوبيا


الساعة الآن 12:00 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024