لقد ُأُدْرِجَ سفر طوبيا ضمن الترجمة السبعينية التي تمت في أيام بطليموس الثاني فيلادلفيوس سنه ٢٨٥ - ٢٤٧ قبل الميلاد. أي أن السفر كان موجودًا ومعروفًا قبل هذا العصر، وكان ترتيبه بين أستير وأيوب.
وقد أدرج أيضًا ضمن سيماخوس وتادوسيون التي تمت سنه ١٣٠م.
وأيضًا ضمن ترجمة الفولجاتا اللاتينية التي قام بها القديس جيروم سنة (٣٣١ - ٤٢٠م). وكان ترتيبه في هذه الترجمة بعد سفر نحميا وقبل سفر يهوديت وأستير. وهو نفس الترتيب الموجود به في الترجمة السريانية البسيطة.
وضمن المخطوطات السينائية، والفاتيكانية، والإسكندرانية المرموز لها بالرموز (Rs.Rv.Rc).
ولقد كان السفر منتشرًا بصورة واضحة جدًا بين الأوساط اليهودية حتى وقت قريب فلقد وجد ضمن مخطوطات قمران جزء منه بالعبرية. واربعة أجزاء منه بالآرامية. ونجده مثلًا(8):
ضمن مدراش رابا الرباوى. ومدارش بريشيت رابا الكبير ومدراش بريشيت رابا. وضمن نص مونستر العبري ونص فاجيوس العبري.
وكل آباء الكنيسة اعتبروه سفرًا قانونيًا فقد ورد ضمن الكتب القانونية في قوانين الرسل قانون رسطا ٨٠(9).
وقد ذكر أيضًا من ضمن الكتب القانونية في مجمع قرطاجنة سنة ٤١٩ م في القانون رقم ٢٤(10) - وهذا المجمع يعتبر مصدر التشريع الكنسي لكنائس أفريقيا لأنه أعتمد قوانين ١٦ مجمعًا سابقًا له من الفترة (٣٤ - ٤١٩ م)، ومن ضمن هذه المجامع مجمع هيبو المنعقد في سنة ٣٩٣ م. ومجمع قرطاﭽنة المنعقد في ٣٩٧ م. وهما من المجامع التي اعترفت بقانونية السفر -وقد استمرت جلساته- أي مجمع قرطاﭽنة المنعقد في سنة٤١٩ م - لمدة ست سنوات متتالية، وقد حضره القديس أغسطينوس (٣٥٤ - ٤٣٠ م) وهذا المجمع كان في حبرية البابا كيرلس الكبير الملقب بعمود الدين بابا الاسكندرية.
ويذكر أيضًا ضمن الكتب القانونية التي للقديس أثناسيوس الرسولي (٣٢٦ - ٣٧٣م). كما ورد في البذاليون في التعليق على قانون الرسل رقم ٨٥ عند الروم(11).
وقد أقتبس منه وأستشهد به آباء الكنيسة الأولون مثل:
أكلمندس الرومانى - تنيح في ٩٠ م تقريبًا عاصر القديس يوحنا الحبيب والرسول الإنجيلى - في رسالته الثانية إلى كورنثوس (قارن طو ١٢: ٨ مع رسالته هذه ١٦: ٤)(12).
(وقارن أيضًا طوبيا ٧: ٨ مع رسالته الثانية لكورنثوس ١٦: ١٦)(13).
وأيضًا القديس ﭙوليكاربوس تلميذ يوحنا الرسول وأسقف سميرنا - أستشهد سنة ١٥٥ م - في رسالته إلى فيلبى(14) (قارن ١٠: ٢ مع طوبيا ١٢: ٩ وكذلك ٤: ١٠).
والعلامة أوريجانوس في كتاب الصلاة(15) في الفصول (١١، ١٤، ٣٢) مثلًا من: (طوبيا ٣:١،٢، ٢٤،٢٥ و١٢: ٨ و١٢: ١٢. وتستخدم هذه الآية كثيرًا ١٢: ١٥).
وإكليمندس الإسكندري في كتابه المربى (الفصل الثاني ٢٣ والفصل ٦: ١٣)(16).
وديوناسيوس الإسكندري في رسالته العاشرة(17).
والبابا أثناسيوس في رده على الأريوسيين الفصل الحادي عشر(18).
والقديس ديديموس الضرير في كتابه الثالوث (فصل ٣: ١)(19).
وأيضًا كل من ديوناسيوس الرومانى وباسيليوس الكبير وجيروم وأغسطينوس والبابا ليون الكبير - المشهور في كنيستنا بلاون والذى حدث بسببه انشقاق الكنيسة في مجمع خلقدونية - والبابا كليستوس بابا روما في كتابتهم المختلفة.
ويصفه القديس كبريانوس في مقال له عن الرحمة بأنه: "كتاب طوبيا الموحى به من الله"(20).
ويقول عنه القديس أثناسيوس الرسولي(21) مع بقية الاسفار القانونية - والتي يقال عنها تجاوزًا القانونية الثانية(22) - (طوبيا، يهوديت، حكمة سليمان، حكمة يشوع بن سيراخ، باروخ، تتمة دانيال وأستير، مكابيين الأول والثاني): "قد عينها الآباء كى يقرأها الذين ينضمون الينا حديثًا، والراغبون في أن يتدربوا في حسن العبادة لأنها نافعة للتعليم".
ولقد أقتُبِس هذا التعبير عن معلمنا بولس الرسول الذي أخذه من بساطة الترجمة السبعينية "كل الكتاب هو موحى به من الله، ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر (٢ تى ٢: ٦)".
ويقول عنه مارتن لوثر مؤسس البروتستانتية:
"أ تاريخ هو؟ أنه لتاريخ مقدس - بأسلوب شعرى؟ إنه حقًا لمؤلف جميل ونافع ومتكامل أبدعه شاعر ملهم"(23).
بسبب أعتراض زونجلى وكالفن(24) من قادة الحركة البروتستانتية على قانونية بعض من الاسفار بينها سفر طوبيا(25) دعت الكنيسة الكاثوليكية إلى عقد مجمع تردنت عام ١٥٤٦م(26) فأكدت قانونية هذا السفر مع بقية المجموعة حتى مكابيين الثاني.
وكنيسة الروم الارثوذكسية اليونانية أكدته أيضًا في المجمعين المنعقد أحدهما في القسطنطينية وكمل في ياش سنه ١٦٤٥م. والثاني في أورشليم سنه ١٦٧٢م(27). وأيضًا في مجمع سنه ١٦٧٥م(28)
والكنيسة الروسية الارثوذكسية تطبعه ضمن طبعة العهد القديم باللغة السلافية(29).
ولقد كان ضمن طبعات الكتاب المقدس. حتى بدأت جمعيات الكتاب المقدس طبعه مع أسفار (يهوديت، حكمة سليمان، حكمة يشوع بن سيراخ، باروخ، المكابيين الأول والثاني، وتتمة سفرى دانيال وأستير) في ملحق خاص به في أول طبعة باللغة الالمانية للكتاب المقدس. وقد سارت على هذا المبدأ، جمعية الكتاب المقدس البريطانية حتى سنة ١٧٢٨م، حينما حذفته نهائيا. ولكن بعض جمعيات الكتاب المقدس تراجعت بعد الحرب العالمية الثانية. بسبب إحساسها بالعمل المسكونى، فبدأت في طبعه كملحق بين العهدين تحت شعار: (طبعة مسكونية للمرة الاولى منذ عهد الاصلاح وهذه الطبعة الكاملة للكتاب للمقدس نالت موافقة الكنائس البروتستانتية والكاثوليكية والارثوذكسية)(30) (مجلة مرقس نوفمبر ١٩٩١م.).
وأخيرًا اصدرت دار الكتاب المقدس في الشرق الاوسط ترجمة حديثة ضمت هذه الأسفار منفصلة بين العهدين، ولكن توجد بعض التحفظات من كنيستنا تجاه هذه الترجمة (الطبعة الأولى سنه ١٩٩٢م)(32).
أما كنيستنا القبطية فقد كانت بعيدة عن هذا الصراع، فلقد سارت على النهج الرسولي تجاه هذا السفر. وأعطته مكانته ضمن الأسفار القانونية. وتقرأه بكامله في يوم الجمعة من الأسبوع السادس من الصوم الكبير(31). والذى ينتهى بقراءة فصل المولود أعمى، حيث تلفت نظرنا إلى قوة السيد المسيح النور الحقيقي الذي يهبنا استنارة روحية وجسدية من خلال تعليمنا واعطائنا درسًا عمليًا وهو شفاء كل من طوبيا والمولود أعمى.
ولقد قامت بطباعته ضمن قطمارس الصوم الكبير katameooc -على أساس أنه يُقْرَأ به- أول مرة في تاريخ الطباعة المصرية بالمطبعة القبطية الأهلية ١٥٨٩للشهداء ١٨٧٣م ولأنها لم تطبع حتى الآن الكتاب المقدس ككل، تقوم بطبع مجموعة هذه الأسفار (طوبيا، يهوديت تتمة أستير، حكمة سليمان، حكمة يشوع بن سيراخ، باروخ تتمة دانيال، المكابيين الأول والثاني) في كتيبات خاصة لمنفعة أولادها. ولتعويضهم عن حرمانهم نتيجة ما تنتهجه جمعية الكتاب المقدس ببيروت، لحذفها هذه الأسفار. فلقد ترجم عن القبطية التي عن اليونانية ثم قامت بطبعه مطبعة عين شمس الأثرية سنة ١٩١١م، بأمر قداسة البابا كيرلس الخامس بابا الاسكندرية. وقامت بطبع نفس الترجمة كنيسة السيدة العذراء مريم بمحرم بك بالأسكندرية طبعة أولى سنة ١٩٥٥م وطبعة ثانية ١٩٧٥م. وهذه الترجمة هي المستخدمة في القراءات الطقسية بقطمارس الصوم الكبير.
ولقد قام الأستاذ مرقس جرجس بطبعها على نفقته الخاصة عن ترجمة الفولجاتا العربية التي قام بها الآباء اليسوعيون. وكذلك كنيسة مارجرجس باسبورتنج طبعته بالتصوير عن الطبعة السابقة. وقامت مطرانية بني سويف والبهنسا بطبعه وهو مطابق لهذه الترجمة أيضًا. ولقد طبعته بالتصوير عن الترجمة العربية للفولجاتا كل من كنيسة السيدة العذراء مريم بالفجالة، ومكتبة المحبة بالقاهرة، وأصدرت كنيسة العذراء مريم بالعمرانية بعض أجزاء منه على هيئة نبذات. وهذه الترجمة هي الأكثر انتشارًا حاليًا.