|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بالهدايا نربح الآخرين خُذْ بَرَكَتِي الَّتِي أتِيَ بِهَا إلَيْك (سفر التكوين 33: 11) إن كانت هَدِيَّةُ الإِنْسَانِ تُرَحِّبُ لَهُ وَتَهْدِيهِ إِلَى أَمَامِ الْعُظَمَاءِ (سفر الأمثال 18: 16)، فكم بالحري تفعل فعلها في ربح النفوس، فالحكيم يقول أيضًا: الْهَدِيَّةُ حَجَرٌ كَرِيمٌ فِي عَيْنَيْ قَابِلِهَا حَيْثُمَا تَتَوَجَّهُ تُفْلِحُ. (أم17: 8). ونجد سليمان الحكيم يؤكد على فاعليتها وأهميتها، ولهذا يشدد عليها في ربح النفوس قائلا: اَلْهَدِيَّةُ فِي الْخَفَاءِ تَفْثَأُ ـ أي تهدئ وتسكن ـ الْغَضَبَ (سفر الأمثال 21: 14). هذا ما فعله يعقوب أبو الآباء عندما أستعطف وجه أخيه عيسو بقطعان المواشي التي أرسلها أمام وجهه قطيعًا يلي القطيع الآخر، وبين الواحد والآخر مسافة لكى تظهر قيمتها. ونجحت فعلا الهدية في ترضية عيسو، ونسى غضبه وكل ما صنعه به يعقوب أخيه. وهو ما صنعته أبيجايل امرأة نابال الكرملى أيضًا (سفر صموئيل الأول 25: 1-37) عندما أهاج نابال سخط داود بحماقته، ونوى داود أنْ لا يبقى ذَكَرًا مِنْ كُلِّ مَا لَهُ إِلَى ضُوءِ الصَّبَاحِ... فَبَادَرَتْ وَأَخَذَتْ... وَقَالَتْ لِغِلْمَانِهَا: «اعْبُرُوا قُدَّامِي. هَئَنَذَا جَائِيَةٌ وَرَاءَكُمْ».. وَلَمَّا رَأَتْ أَبِيجَايِلُ دَاوُدَ أَسْرَعَتْ وَنَزَلَتْ عَنِ الْحِمَارِ, وَسَقَطَتْ أَمَامَ دَاوُدَ عَلَى وَجْهِهَا وَسَجَدَتْ إِلَى الأَرْضِ, وَسَقَطَتْ عَلَى رِجْلَيْهِ وَقَالَتْ: «عَلَيَّ أَنَا يَا سَيِّدِي هَذَا الذَّنْبُ... وَالآنَ هَذِهِ الْبَرَكَةُ الَّتِي أَتَتْ بِهَا جَارِيَتُكَ إِلَى سَيِّدِي فَلْتُعْطَ لِلْغِلْمَانِ السَّائِرِينَ وَرَاءَ سَيِّدِي... فَقَالَ دَاوُدُ لأَبِيجَايِلَ: «مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي أَرْسَلَكِ هَذَا الْيَوْمَ لاِسْتِقْبَالِي, وَمُبَارَكٌ عَقْلُكِ وَمُبَارَكَةٌ أَنْتِ لأَنَّكِ مَنَعْتِنِي الْيَوْمَ مِنْ إِتْيَانِ الدِّمَاءِ وَانْتِقَامِ يَدِي لِنَفْسِي. وَلَكِنْ حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي مَنَعَنِي عَنْ أَذِيَّتِكِ, إِنَّكِ لَوْ لَمْ تُبَادِرِي وَتَأْتِي لاِسْتِقْبَالِي لَمَا أُبْقِيَ ذَكَرٌ لِنَابَالَ إِلَى ضُوءِ الصَّبَاحِ». فَأَخَذَ دَاوُدُ مِنْ يَدِهَا مَا أَتَتْ بِهِ إِلَيْهِ وَقَالَ لَهَا: «اصْعَدِي بِسَلاَمٍ إِلَى بَيْتِكِ. انْظُرِي. قَدْ سَمِعْتُ لِصَوْتِكِ وَرَفَعْتُ وَجْهَكِ». فإن كان للهدية كل هذا التأثير في تسكين النفوس وتهدئتها وربحها، فكم يكون عملها في الأوقات الهادئة. ويجب أن نضع فى قلوبنا إن الهدية هى تعبير عن المحبة، والمحبة أيضًا فى ذاتها أعظم هدية. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
بالمحبة نربح الآخرين |
بالمحبة نربح الآخرين |
كيف نربح الآخرين؟ |
هلم نربح الآخرين |
بالهدايا نربح الآخرين |