لم تصبكم تجربة إلا بشرية
احيانا ً تقف في طريقنا تجربة تسد علينا نور الشمس . تعلو امامنا كجبل ، تسد الطريق ، توقف المسيرة ، ونواجهها ونجاهد لازاحتها ، نكافح ، نحارب ، ندفع ، نقاوم ، ولا نقوى عليها ، نجد أنفسنا جرادا ً يتصارع مع جبابرة . ونرفع انظارنا الى الله نستنجد ، ندعو ، نطلب عونه . ويرى الله ، يرانا ويرى التجربة ، ويقيس قوتنا وقدرتنا عليها . وبميزان ٍ دقيق ٍ حساس وتوقيت ٍ مضبوط محدد يتدخل . يتدخل حينما يتحتم تدخله . يمد يده فيرفع التجربة من الطريق . يقول بولس الرسول في رسالته كورنثوس الاولى 10 : 13 " لم تصبكم تجربة إلا بشرية. ولكن الله أمين ، الذي لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون ، بل سيجعل مع التجربة أيضا المنفذ، لتستطيعوا أن تحتملوا " الله القادر العظيم المتعالي السامي الجبارهو لنا امين ، رقيق ، رفيق . يعرف ويدرك ويقيس استطاعتنا على الاحتمال . فلا يدع التجربة تسحقنا ، تغرقنا ، تحطمنا ، لا تتعدى قدرتنا عليها . وحينما يسمح بالتجربة لتتدحرج الى طريقنا يعد في نفس الوقت المنفذ ، وسيلتنا لمواجهتها ، لمقاومتها للتغلب عليها . هناك حدود ٌ مرسومة ٌ بدقة لا يسمح الله ان تتعداها التجربة . خط ٌ واضح ٌ ظاهر لا تتخطاه ولا تعبره . مثل سفينة الشحن على جسم كل السفينة حد ٌ للغطس . خط ٌ مرسوم ٌ يفصل بين لونين من الطلاء . حين تحمّل السفينة وتغوص الى اسفل تحت حمل الشحنة لا يجب ان تتعدى الخط ابدا ً . الربان مسؤول ٌ عن عدم تخطي خط الغاطس . لا يجعل السفينة تُحمّل اكثر من حمولتها ابدا ً . الله لا يحمّلنا اكثر من حمولتنا ابدا ً . لا تتعدى التجربة الخط . فلا تخشى التجربة ، ثقلها محسوب ٌ بالكامل ، لا تزيد على احتمالك ، لا تتعدى خط غاطسك ، فالله الهك امين ، يعرف قدرتك ويسمح بتجربة ٍ تتناسب معها ، ويجعل مع التجربة منفذا ً لك لتتغلب عليها دائما ً