اندفاع مارمرقس في الرحلة مع برنابا وشاول
† فهذا كان طبع مارمرقس. أي يندفع وعندما يشعر بخطر يرجع مرة أخرى. حتى في الرحلة الأولى جاء في سفر الأعمال: الروح القدس قال: "افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما من أجله". فأحضروا برنابا وشاول وصلوا ووضعوا عليهما الأيادي وأطلقوهما. وكان مارمرقس حاضر ذلك وبروح الشباب والاندفاع أراد أن يذهب معهما. ويقول الكتاب: فأخذوا معهما يوحنا الملقب مرقس خادمًا. وهذا هو طبع مارمرقس مندفع. لكن بمجرد أن بدأ الموضوع يدخل في الجد، حيث وصلوا برجةبمفيلية تركهم مارمرقس ورجع ولم يكمل معهم الرحلة. وأحد الآراء التي قيلت في سبب رجوع مارمرقس هى أن بمفيلية بلد تقع في الوادي في منطقة منخفضة ومملوءة بالملاريا والأوبئة، ففكر بولس الرسول أن يذهبوا إلى منطقة مرتفعة يكون بها الهواء متجدد ولم يكن هناك إلا أنطاكية بيسيدية وهي بلد على جبل عالي والذهاب إليها يكون عبر طريق صعب ووعر وهو الطريق الذي قال عنه بولس الرسول "بأخطار لصوص" في (رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 11: 26)، ويقال أن مارمرقس خاف لهذا السبب ورجع دون أن يكمل الرحلة مع القديسين بولس وبرنابا.
† طبع الغيرة، طبع الحماس، طبع الاندفاع طبع حلو ولكنه محتاج إلى تقويم من المسيح. جميل أن يكون طبع مارمرقس غيور، لكن الله يريد أن يعلمه حتى وإن كان طريق الله به مخاطر فعليه أن يكمل فيه.
† فبدأ الله يهذب طباع مارمرقس. فوجدنا أن مارمرقس بعد أن تسلمه المسيح ظل طبعه كما هو إنسان غيور جدًا، حماسي جدًا، مندفع جدًا لكنه لا يتراجع مهما كانت الخطورة.