الرسالة السادسة
ليلاً ونهاراً كي تزداد فيكم قوة الله، وتعلن لكم أسرار اللاهوت العظيمة التي لا استطيع أن أنطق بها بلساني لأنها عظيمة وليست من هذا العالم، ولا تُعلن إلا لهؤلاء الذين طهروا قلوبهم ومن كل دنس من كل أباطيل هذا العالم، وفي هؤلاء الذين حملوا صلبانهم وأنكروا ذواتهم وكانوا مطيعين لله في كل شيء، يسكن اللاهوت مطمعاً ومغذياً للنفس، فكما أن الأشجار لا تنمو إلا إذا توفر لها الماء، كذلك أيضاً النفس لا تستطيع أن ترتفع إلا إذا نالت الفرح السمائي، وإذا ناله أناس فلقليل منهم يعلن الله أسرارًا سمائية، مظهراً لهم موضعها بينما لا يزالون في الجسد ويمنحهم كل ما يطلبون.
لذلك أصلي ليلاً ونهاراً كي تنالوا هذه القامة وتعرفوا عنى المسيح غير المحدود، لأن قليلين هم الذين بلغوا الكمال هكذا، وهؤلاء هم الذين لهم مواعيد الابن (اللوغوس) العظيمة، أن ينالوا عطايا ويساعدوا الآخرين.
ففي كل جيل لابد أن يوجد مثل هؤلاء الناس، الذين ارتقوا إلى هذه القامة، كي يكون كل واحد منهم قدوة ومثال لأهل جيله، لأن الإنسان الكامل هو مثال للناس، ولهذا أصلي بلا انقطاع لأجلكم بسبب المحبة التي احملها لكم، لأن المبارك بولس يتحدث أيضاً هكذا مع هؤلاء الذين أحبهم "نُعْطِيَكُمْ، لاَ إِنْجِيلَ اللهِ فَقَطْ بَلْ أَنْفُسَنَا أَيْضًا، لأَنَّكُمْ صِرْتُمْ مَحْبُوبِينَ إِلَيْنَا" (اتس2: 8) وقد رتبت أن يأتي ابني إليكم إلى يعطيني ربنا أن أتى إليكم أنا أيضاً في الجسد، كي أعطيكم نمواً أكثر مما أنتم فيه الآن، لأنه عندما يجتمع الآباء مع الأبناء، يكون الله موجوداً في وسطهم.
وداعاً في ربنا.